الإخوة والأخوات أعضاء اللجنة المركزية .. يسرني في البداية أن أرحب بكم جميعاً اجمل ترحيب ، وأن احيي فيكم الروح النضالية العالية ، والإلتزام التنظيمي ، بحضوركم اجتماعات الدورة الأولى الإعتيادية للجنة المركزية ، في مثل هذه الظروف بالغة الحساسية ، في تعبير صادق عن عظيم إيمانكم برسالة تنظيمكم واصراركم على مواجهة التحديات والصعاب من أجل الوطن وأمنه واستقراره .. إن أهمية إنعقاد هذه الدورة لا تكمن فقط في موعد ومكان وظرف إنعقادها، بل في القضايا التي ستقف أمامها والتحديات التي تواجه تنظيمنا ووطننا وامتنا في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ الأمة والتي ستكون محل نقاش واسع. ولنا أن نفخر كناصريين بما قدمناه من تفاني وتضحيات من أجل تجذير الممارسة الديمقراطية داخل تنظيمنا من خلال عقد المؤتمر الوطني العام الحادي عشر للتنظيم في العاصمة صنعاء في مطلع يونيو الماضي في ظروف استثنائية جسدت إرادة وعزيمة الناصريين وإصرارهم على ممارسة الديمقراطية والوفاء بإستحقاقاتها مهما كانت الظروف وقد مثل ذلك ظاهرة إيجابية لاقت ترحيب من كل القوى في الساحة اليمنية وخارجها. الأخوات العزيزات .. الإخوة الأعزاء .. إن الثقة والأمانة التي حملتمونا إياها ألقت علينا مسؤولية وطنية وتنظيمية كبيرة، نسأل الله أن يعيننا على القيام بها، وقد بدأنا في الأمانة العامة بوضع خارطة طريق بالقضايا العاجلة والملحة على الصعيد الداخلي وعلى الصعيد الوطني وبدأنا بتحديد الأولويات حيث ستكون الخطوة الأولى على صعيد التنظيم العمل على تعزيز البناء المؤسسي في مختلف المستويات والهيئات وستركز الخطوة الثانية على وسائل تطوير أداء التنظيم وتعزيز فاعلية الهيكل وتوظيف القدرات الموجودة لدينا في التنظيم لإيجاد أداء فاعل على الصعيد التنظيمي وعلى مستوى المجتمع ، وقد استكملنا على الصعيد النظري اعداد مشروع خطة البناء الداخلي ، والتي نتمنى أن تحظى بنقاشات جادة وأن تثرى بآرائكم في هذه الدورة وبمجرد إقرارها من قبلكم سنبدأ بتنفيذها، ومن المهم الإشارة إلى بعض الصعوبات التي تواجهنا ومنها صعوبات ذاتية على المستوى الداخلي تتعلق بالإمكانيات، وأخرى تتمثل في ضبط عملية الأداء المؤسسي بإعتبارها أحد أساس عملية البناء وركيزة التطوير والتحديث . الأخوات العزيزات .... الإخوة الأعزاء : ان الأوضاع الخطيرة التي يعيشها وطننا من عنف وفوضى وتوترات وارهاب وانهيار اقتصادي وتهديد للنسيج الاجتماعي ومحاولات الالتفاف على مخرجات الحوار وحرف مسار التوافق الوطني وتسارع تطوراتها بشكل مريع من حرب مفتوحة مع تنظيم القاعدة في عدة محافظات أصبحت نُذر الحرب تحوم في سماء العاصمة وتهدد بمواجهات مسلحة واقتتال داخلي من الصعوبة بمكان توقع نتائجها أو النهاية التي ستصل إليها، ونود أن نؤكد هنا على موقفنا المبدئي مع حق التعبير السلمي عن الرأي أو الموقف وضد استخدام العنف والقوة أو التهديد باستخدامها كوسيلة لفرض الرأي أو الموقف السياسي. وانطلاقاً من حرص التنظيم على المساهمة في الخروج من الأزمة الراهنة وادراكه لمخاطر تداعياتها قدمنا مجموعة من التصورات تضمنتها المبادرة التي أطلقناها يوم الخميس 21 / 8 / 2014م كمحاولة لتوفير المدخل الأساسي لمعالجة الأزمة ومحاصرة تداعياتها من خلال حزمة من الإجراءات والخطوات العملية وبعد إعلان المبادرة أجرينا اتصالات وعقدنا لقاءات مع معظم القوى السياسية والمكونات الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني ومع المبعوث الأممي إلى اليمن وبعض السفراء وتم إرسالها للأخ رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي وسفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية وقد حظيت المبادرة بترحيب واسع كما تم اثرائها ببعض الملاحظات . وفي هذا الصدد نجدد الدعوة للجميع إلى تحكيم العقل والمنطق واعلاء المصلحة الوطنية فوق كل المصالح، وبذل المزيد من الجهود لاحتواء الأزمة وابقاء أبواب الحوار مفتوحة لأن الثمن الذي يمكن أن يتحمله اليمنيون بالحوار مهما طال أمده أقل بكثير مما يمكن أن يدفع فيما لو أشتعلت شرارة الحرب والاقتتال ونعلن استعدادنا للمساهمة والتعاطي مع أي مبادرة تحرص على مصلحة الشعب وتعمل على توحيد صفوفه وحل مشاكله وتحقيق أمنه واستقراره . وفي ما يتعلق بموقفنا من حكومة الوفاق فإننا نؤكد أن هذه الحكومة فشلت في إدارة المرحلة الإنتقالية ولم يعد هناك مبرر لبقائها واستمرارها ونؤكد مجدداً على ضرورة تشكيل حكومة كفاءات تجسد الشراكة الحقيقية بين المكونات والقوى المشاركة في مؤتمر الحوار وتعمل على تنفيذ مخرجات المؤتمر وفق برنامج زمني محدد وقد كان موقف التنظيم من رفع الدعم عن المشتقات النفطية واضحاً ومعلناً في البيانات والبلاغات الصادرة عن الأمانة العامة قبل رفع الدعم وبعده وحذر التنظيم مراراً من خطورة التداعيات التي ستترتب على اتخاذ قرار غير مدروس برفع الدعم عن المشتقات ونبه إلى ضرورة القيام بحزمة من الإصلاحات قبل رفع الدعم لتجنيب مهاوي الإنزلاق لما اقدمت عليه الحكومة ، منها على سبيل المثال إسقاط الأسماء الوهمية في كشوفات المرتبات للقوات المسلحة والأمن وأجهزة الخدمة المدنية وإنهاء الازدواج الوظيفي وإسقاط الاعتمادات المرصودة لشؤون القبائل وإسقاط الاعتمادات العينية من البنزين والديزل التي تصرف للقادة العسكريين وبعض المشائخ وإعادة النظر في الاعتمادات المخصصة للقوات المسلحة والأجهزة الحكومية . الإخوة والأخوات :- مع تقديرنا لما يقوم به الأخ رئيس الجمهورية من جهود إلا أننا ومن منطلق المسئولية الوطنية نحذر من استمراره في إدارة البلد بآليات وأدوات النظام السابق واعتماده على الأقارب والمقربين المحيطين به بدلاً عن ذوي الكفاءة والخبرة ، وهذه آليات فاقمت الأزمة وضاعفت الاختلالات، وندعوه للحرص على أن تكون جميع قراراته وتوجيهاته متوائمة مع القوانين النافذة . ونتمنى أن يتجاوز الأخ الرئيس عقدة التوازن التي حرص عليها بين أطراف القوى العسكرية أو القوى القبلية التي تحاول الاستمرار في الهيمنة والتدخل بمجريات العملية السياسية وأن يتجه نحو القوى المدنية التي هي صاحبة المشروع الوطني والقوة الحقيقية إذا ما استجاب لرؤيتها ولبى تطلعاتها بقرارات يلمسها الشعب اليمني وتعزز قناعة تلك القوى بمصداقية إرادته في المضي نحو إصلاح الأوضاع في البلد . وستكون هذه القوى الطليعة المتقدمة للدفاع عن المكتسبات الوطنية وستشكل السياج الحامي والقوي لمسيرة التغيير والتطوير في الوطن . ولا يفوتنا هنا التأكيد على أهمية اصطفاف كل القوى الوطنية من أجل مواجهة خطر الإرهاب الذي عزز نشاطه في بعض المحافظات الجنوبية والشرقية ، ووسع نشاطه في محافظة البيضاء ومأرب ومحافظة أب وبات ينفذ عملياته الإرهابية ضد أبناء القوات المسلحة والأمن الجريمة تلو الأخرى بكل حرية. وفيما يتعلق بدور تكتل احزاب اللقاء المشترك وأدائه فإن هناك اختلالات كبيرة صاحبت ادائه خلال الفترة السابقة سواء من حيث الأداء أو من حيث اتخاذ القرار وقد أكدنا على شركائنا في المشترك أن أول قضية هي تقييم تجربة المشترك وأدائه خلال المرحلة الماضية لا بقصد الإدانة لأحد ولكن لتحديد الأخطاء وتصحيحها والصعوبات لمعالجتها والقضاء على الاختلالات التي رافقت أدائه وتصحيح العلاقة بين أطرافه، ثم يأتي بعد ذلك التوافق على برنامج محدد المهام للمرحلة القادمة في إطار المشترك ليكون ذلك البرنامج مشروعاً مطروحاً للحوار مع مختلف القوى لإيجاد تحالف واسع. الإخوة والأخوات :- إن الأوضاع التي تعيشها العديد من الأقطار العربية وحالة اللا إستقرار التي تعاني منها دول ما عُرف بالربيع العربي تُنذر بالقضاء على المكاسب التي تحققت في بعض الدول وتهدد بالزج بها في آتون صراعات داخلية طويلة المدى ووخيمة العواقب ، والأدهى من ذلك اتخاذ الصراع في العراق وسوريا بُعد طائفي يهدد النسيج الإجتماعي للأمة فيما تزداد الأوضاع سوءً في ليبيا وتواجه العملية السياسية في تونس العديد من التحديات الإقتصادية والأمنية . وعلى مستوى القضية العربية المركزية " فلسطين " فقد مثل صمود المقاومة وانتصارها على الصعيد الميداني، واسقاطها لهالة وأسطورة الجيش الذي لا يقهر نصراً مؤزراً ونقطة مُضيئة في تاريخ المقاومة الفلسطينية والعربية ، رغم الخسائر الكبيرة والفادحة التي تكبدها الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة ولولا التخاذل العربي لتمكنت المقاومة من فرض شروطها على الكيان الصهيوني. وفي الختام أكرر ترحيبي بكم واشكركم على التزامكم وحضوركم وانا على ثقة انكم ستخرجون بقرارات وتوصيات بحجم التحديات والمخاطر التي يواجهها تنظيمنا ووطننا وأمتنا . وفقكم الله وسدد على طريق الخير خطى الجميع . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .