اندلعت، صباح اليوم، اشتباكات دامية بين مسلحين حوثيين ومرافقي قائد عسكري في منطقة وادي ظهر شمال العاصمة صنعاء، وتواترت الأنباء عن عدد القتلى الذين سقطوا جراء الاشتباكات بين الطرفين. وأكدت وكالة «فرانس برس» مقتل تسعة مسلحين قبليين ومسلحيّن من الحوثيين في اشتباكات اندلعت، اليوم الثلاثاء، في الضاحية الشمالية لصنعاء بين مرافقي قائد عسكري موال للجنرال علي محسن والحوثيين الذين يوسعون انتشارهم المسلح حول صنعاء بالرغم من استمرار المفاوضات السياسية للتوصل إلى حل للأزمة التي وضعت اليمن على شفير الحرب الأهلية. وقال مصدر قبلي للوكالة إن 11 شخصا قتلوا بينهم تسعة مسلحين قبليين واثنين من الحوثيين، في اشتباكات على الطريق المؤدي من صنعاء إلى قرية القابل، في الضاحية الشمالية لصنعاء. واندلعت المواجهات في بادئ الأمر بين نقطة تفتيش أقامها الحوثيون ومجموعة من أقارب أحد الوجهاء القبليين في المنطقة، وهو ضابط في الفرقة الأولى مدرع سابقا وأحد المحسوبين على اللواء علي محسن الأحمر، العدو اللدود للمتمردين الحوثيين الشيعة. من جانبها قالت وكالة «الأناضول» إن 15 شخصاً قتلوا في اشتباكات عنيفة اندلعت بين مسلحين قبليين وحوثيين في منطقة وادي ظهر، شمال غربي العاصمة اليمنيةصنعاء. ونقلت الوكالة عن مصدر أمني قوله إن «15 شخصاً قتلوا في اشتباكات بين مسلحين حوثيين وقبليين في قرية القابل، بمنطقة وادي ظهر، بعد مهاجمة الحوثيين لمواطنين من أبناء المنطقة». ولفت إلى أن الطرق المؤدية للعاصمة مقطوعة نتيجة هذه الاشتباكات. قناة ال «BBC» ذكرت أن أربعة أشخاص من مرافقي قائد عسكري موال للواء علي محسن، إضافة إلى حوثييْن، قتلوا في اشتباكات بين الطرفين في قرية القابل الواقعة في المدخل الشمالي الغربي للعاصمة اليمنيةصنعاء. ونقلت عن مصادر قبلية القول إن «أتباع الحركة الحوثية نصبوا نقاط تفتيش جديدة في قرية القابل، واعترضوا مرافقي القائد العسكري صالح عامر، وقتلوا أربعة منهم، بينما اندلعت اشتباكات عنيفة بعد الحادث بين مسلحين قبليين وآخرين حوثيين». وتعرضت منازل بعض المواطنين لقصف بأسلحة متوسطة، بحسب المصادر القبلية. لكن الحوثيين أكدوا أن أتباعهم تعرضوا لهجمات، ودفعهم هذا إلى الرد عليها. وتأتي هذه الحادثة في ظل استمرار احتشاد وانتشار واسع للمسلحين الحوثيين القادمين من صعدة وعمران في الشمال، في الضواحي الشمالية والشمالية الغربية حيث أقيم مخيم جديد للحوثيين وأنصارهم في منطقة سوق ضلع في همدان. وهذا المخيم الذي فيه مسلحون، هو ثامن مخيم يقيمه الحوثيون منذ بدئهم في 18 من أغسطس التحرك الاحتجاجي المطالب بإسقاط الحكومة والتراجع عن قرار برفع أسعار الوقود. ويقع المخيم الجديد في الجهة الجنوبية من معسكر اللواء الثالث مشاة جبلي الذي بات محاصرا بين مخيمين للحوثيين. وسبق أن تمكن الحوثيون من السيطرة على محافظة عمران الشمالية، كما يسيطرون على معقلهم في محافظة صعدة في أقصى شمال غرب البلاد. وعززت هذه التحركات الشكوك حول سعي الحوثيين إلى السيطرة على أكبر قدر من الأراضي في شمال اليمن استباقا لتحويل البلاد إلى دولة اتحادية. وتعثرت حتى الآن مساعي التوصل إلى اتفاق بين المتمردين والرئيس عبدربه منصور هادي بالرغم من موافقة الرئيس على تشكيل حكومة جديدة وخفض أكثر من نصف الزيادة السعرية التي طبقت على الوقود منذ نهاية يوليو. وأكدت مصادر سياسية في صنعاء أن مبعوث الأممالمتحدة لليمن جمال بن عمر سيعقد اليوم جلسة محادثات جديدة بين الأطراف للتوصل إلى حل للأزمة.