يحاول مثقفو جماعة الحوثي ترميم ما أفسده مسلحو الجماعة الذين نفذوا عمليات نهب واسعة طالت المعسكرات والمنازل والمؤسسات الخاصة والمنظمات المدنية في العاصمة. ففي الوقت الذي تتناقل وسائل إعلامية أنباء عن صراع داخلي بين أجنحة الجماعة العسكرية والمتعلمين حول الممارسات التي أثارت استياء سكان العاصمة، يسعى عدد ممن ينتمون إلى الجماعة ويحملون شهادات جامعية لتوجيه دعوات للجماعة بالعدول عن هذه الممارسات واحترام مدنية العاصمة. فعلي البخيتي أبرز المتحدثين باسم جماعة الحوثي أعلن احتجاجه أكثر من مرة على ممارسات جماعته، لكنه سرعان ما حاول الفصل بين حوثيين ومتحوثين، وحوثيين موديل 2011 وحوثيين موديل 2014م، قال إنهم من يقومون بأعمال النهب. وكان علي البخيتي أعلن توقفه عن تحديث صفحته في موقع «فيسبوك» وإغلاق هاتفه بسبب ممارسات مسلحي الجماعة، ورفضهم تدخله لإنهاء احتلالهم لعدد من المقار الحكومية والحزبية وقناة سهيل التابعة لحزب الإصلاح. ويسعى الصحفي حسن شرف الدين وهو أحد ناشطي الجماعة في العاصمة إلى التعبير بأسلوب هادئ عن امتعاضه من تصرفات مسلحي جماعته، حيث دعا الجماعة إلى رفع شعار «الحسنة تخص والسيئة تعم» في محاولة منه لإيقاف عمليات النهب التي انتشرت بشكل غير مسبوق منذ سقوط العاصمة صنعاء. لكن هذه الدعوات التي يوجهها مثقفو الجماعة تواجه بعدم القبول من قبل القيادة في صعدة، ويعتبرونها محاولة لتمييع الجماعة المسلحة من قبل أصحاب البنطلونات في صنعاء. ويسود الامتعاض في أوساط أنصار جماعة الحوثي مما يعتبرونه تقسيما مناطقيا للمهام، حيث لم يتم إعطاء صلاحيات لأنصار الجماعة في صنعاء، بما فيها توقيع الإتفاق الذي قام به قيادات من صعدة وليس من صنعاء، إضافة إلى أن المسلحين المنتشرين في الشوارع أغلبيتهم من صعدة وعمران. وكان حسن العزي أحد قيادات الجماعة قد أبدى امتعاضه من تصرفات مسلحي الجماعة في العاصمة وقيامها بنهب المنازل، الأمر الذي أثار انتقادات داخل الجماعة المسلحة ذاتها. وفيما يحاول إعلام جماعة الحوثي التنصل عن عمليات النهب الحاصلة في العاصمة صنعاء في محاولة لترميم وجهها، إلا أن تصريحات أدلى بها أمس محمد الحوثي القيادي في الجماعة اعترف فيها باقتحام المنازل والمؤسسات بداعي حمايتها، وبذريعة تواجد مسلحين بداخلها أو أسلحة. وكانت ممارسات جماعة الحوثي في العاصمة صنعاء قد أثارت الوسط الشعبي والإعلامي بشكل غير مسبوق ضد الجماعة، وتحول كثير ممن كانوا يتبنون مواقفهم أو يتعاطفون معهم قبل مجيئهم إلى العاصمة إلى منتقدين لسلوكهم، ومن أبرزهم الصحفيين محمد عايش رئيس تحرير صحيفة الشارع وكذا نبيل سبيع وسامي غالب وعدد كبير من الصحفيين الذين دافعوا خلال الفترة الماضية.