أثار تتابع الزيارات الدبلوماسية المتبادلة بين كل من الكويتوإيران مؤخرا، عددا من الأسئلة حول طبيعة العلاقات الكويتيةالإيرانية، وانعكاس ذلك على دول الخليج عامة والسعودية بشكل خاص، وعما إذا كانت تلك العلاقات من الممكن أن يتم استخدامها في ضرب وتفكيك التحالف الخليجي من خلال توثيق العلاقات مع إيران، والتي باتت تشكل خطرا حقيقيا على السعودية بعد سيطرة الحوثيين الشيعة على اليمن في الجنوب، ثم ما هي المصالح والمخاطر التي من الممكن أن تتعرض لها الكويت بسبب تقوية علاقتها بإيران. كان سلمان صباح الحمود وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الكويتي قد استقبل اليوم الثلاثاء 21 أكتوبر 2014 وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني علي أحمد جنتي، والذي يزور الكويت للتباحث ومناقشة التعاون في المجالات الثقافية والإعلامية بين البلدين. كما قام أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في مطلع يونيو الماضي بزيارة تاريخية هي الأولى من نوعها لأمير كويتي يزور إيران منذ الثورة في إيران عام 1979، وسلطت الأضواء الإعلامية وقتها على تلك الزيارة على اعتبار أنها جاءت في إطار تحسين العلاقات بين طهرانوالكويت. وبحسب مراقبين فإنه في الوقت الذي تبدو فيه علاقة الكويت مع إيران في أفضل حالاتها، فإن هناك مؤشرات على أن علاقة الكويت بالسعودية تعاني من بعض المطبات، خاصة وأن التقارب الكويتيالإيراني يشكل خطرا حقيقيا على السعودية بشكل خاص وعلى دول الخليج بشكل عام، والتي تشهد نفوذا شيعيا كبيرا في العديد من تلك البلدان. ويرى آخرون أن التقارب الكويتيالإيراني الأخير يأتي كرد فعل كويتي على ما يعتبرونه تدخل سعودي في الشأن المحلي الكويتي ومحاولة استقطابها للعديد من القبائل الكويتية. وشهدت العلاقات الكويتيةالإيرانية حالات من الصعود والهبوط عبر مراحلها المختلفة شأنها شأن العلاقات الدولية عامة، إلا أن العلاقات بين البلدين شهدت حالة كبيرة من التوتر على ثماني أو تسع سنوات هي فترة الحرب العراقية الإيرانية. وبالرغم من صغر المساحة الجغرافية لدولة الكويت إلا أن موقعها الجيوستراتيجي في مثلث الأضلاع بين إيران والعراق والسعودية، فضلا عن مخزونها النفطي الهائل كل ذلك جعل منها قيمة كبيرة اقتصاديا وماديا، وفى هذا الإطار كانت العلاقات الكويتيةالإيرانية الأكثر حيوية بين دولة خليجية عربية وإيران خلال العقود الثلاثة الماضية. ويرى مراقبون أن حالة التقارب التي بدأت مؤخرا بين كل من الكويتوإيران رغم حالة توتر الأخيرة مع السعودية التي تتزعم دول الخليج، ربما يكون له تأثير بشكل أو بآخر على العلاقات الكويتية السعودية على المدى القريب، أو ربما يهدد النظام السعودي بشكل عام إذ إنه سيصبح محاصرا من قبل اليمن عن طريق الحوثيين ومن قبل الكويت عن طريق علاقتها القوية بإيران.