تراجع الحراك الجنوبي عن موعد إعلان الاستقلال الوطني لدولة الجنوب والذي حدده يوم 30 نوفمبر الجاري. وسبق وأن أعلن الحراك في بيان له بمناسبة الذكرى 51 لثورة 14 أكتوبر الشهر الماضي- فيه ال30 نوفمبر هو يوم الحسم. وأكد القيادي في المجلس الأعلى للحراك السلمي الثوري الجنوبي فؤاد راشد أن 30 نوفمبر الجاري لن يكون يوماً لإعلان استقلال جنوباليمن عن شماله, بل سيكون حدثاً مليونياً لتصعيد أكبر في اتجاه الاستقلال واستعادة دولة الجنوب. ونقلت صحيفة «السياسة» الكويتية عن راشد قوله إن «قيادات الحراك تدرس آلية التصعيد في 30 الجاري, الذي يصادف ذكرى استقلال الجنوب عن الاستعمار البريطاني في العام 1967 وما بعده», مشيراً إلى أن من بين الخطوات التصعيدية إغلاق الحدود مع الشمال ومطالبة القيادات العسكرية والمدنية الشمالية بمغادرة الجنوب في الإطار السلمي. وأضاف إن «هناك نوعاً من التوافق بشأن استمرار العصيان المدني وشل الحركة, وخصوصاً أن نقابات العمال الجنوبية انضمت إلى العصيان المدني ما يعني أن الإضراب سيشمل ميناء ومطار عدن وبقية المحافظاتالجنوبية وفي مقدمها حضرموت». وأشار إلى أن محادثات جادة تجرى حالياً بين المكونات الرئيسة للحراك لتشكيل قيادة موحدة تضم الحراك الثوري برئاسة حسن باعوم ومجلس الإنقاذ الوطني الجنوبي برئاسة محمد علي أحمد ومؤتمر القاهرة برئاسة الرئيس الأسبق علي ناصر محمد ورئيس الوزراء الأسبق حيدر العطاس الذي انعقد قبل عامين, مؤكداً أن المتحاورين على وشك الاتفاق لتشكيل قيادة موحدة. وأوضح أن القيادة الموحدة ستكون هيئة قيادية لمجلس تنسيق يضم تلك المكونات, مشدداً على أن جميع خطوات قوى الحراك لتحقيق الاستقلال لن يتخللها أي عنف بل ستكون سلمية, كما أن دولة الجنوب سيتم استعادتها بحدودها الجغرافية المتعارف عليها قبل العام 1990 المثبتة في الوثائق الدولية وليس استعادة نظامها السياسي البائد. من جانبه قال القيادي في الحراك الجنوبي الدكتور ناصر الخبجي إن التصعيد- الذي يشهده الشارع الجنوبي- يعد انطلاقة جديدة لمسيرة النضال السلمي وخطوة نحو التحرير والاستقلال. وأضاف الخبجي، في كلمة ألقاها عصر أمس أمام المعتصمين في ساحة العروض بعدن، إن «مليونية 30 نوفمبر لا تعني انتهاء الثورة الجنوبية واستلام دولة كما يروج له في هذه الأيام، بل يعد استمرارا نضاليا يتركز على إعادة مؤسسات جنوبية إلى السيادة التي كانت عليه من قبل كمرحلة أولى». وأوضح أن القضية الجنوبية متفق عليها من كافة القوى بالجنوب، وأن الاختلاف يتمثل في كيفية توجيه الخطاب بين القيادات الجنوبية إلى النظام في صنعاء, لافتا إلى أن الخطاب الحالي للقوى الجنوبية يجب أن يتم تجاوزه خلال الأيام القادمة خاصة وأن الثورة الجنوبية لازالت في المخاض، مشددا على أن يكون التوافق الجنوبي الهدف الرئيسي قبل موعد 30 نوفمبر. وأشاد الخبجي بالبيان الصادر عن فعالية 14 أكتوبر المجيدة مطالبا بعدم التمسك ب 30 نوفمبر كآخر يوم في النضال وحث الجميع على الاستمرار في التصعيد للاعتصام. ودعا كل قيادات القوى والمكونات في الحراك الجنوبي إلى أن يعملوا على توعية الشعب والشارع الجنوبي في كيفية التصعيد وعدم التمسك بأن يكون 30 نوفمبر آخر يوم لنظام صنعاءبالجنوب.