ستكتب بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم السطر الأخير من نسختها الثانية والعشرين، حين يلتقي، مساء اليوم الأربعاء، منتخب السعودية، صاحب الأرض والجمهور بنظيره القطري، في المباراة النهائية التي سيحتضنها استاد الملك فهد الدولي في الرياض. ولن تقبل المباراة النهائية ل"خليجي 22″ أي أنصاف حلول، سوى الفوز ولا شيء سواه، وهو الوحيد الذي سيكفل لأي من المنتخبين رفع الكأس الغالية التي يطمح كلاهما إلى التتويج بها. ويجمع النقاد والمتابعون على صعوبة اللقاء، حيث لن يكون سهلاً بالنسبة للمنتخبين، على الرغم من ترشيح الكثيرين للمنتخب السعودي من أجل نيل اللقب، لكن ذلك لن يمنع القطريين من المنافسة بقوة على اللقب ذاته، لما يمتلكونه من إمكانيات وقدرات فنية عالية أبهرت الجميع، خصوصا في مباراة النصف نهائي أمام عُمان. ويرنو المنتخب السعودي الملقب ب"الأخضر" إلى تحقيق الفوز في مباراة اليوم من أجل إضافة اللقب الرابع في سجلات تتويجه ببطولات كأس الخليج بعد أن سبق وأن توج بلقبها أعوام 1994و2002 و2003، إذ سيتمكن من الانفراد بالمركز الثاني في سجل الفائزين بعد الكويت صاحبة المركز الأول، وبرقم قياسي مقداره عشرة ألقاب خليجية. بدوره، لن يكون الفوز أقل شأناً بالنسبة للمنتخب القطري الشهير ب"العنابي" الذي يتطلع، أيضاً، إلى إضافة اللقب الثالث في تاريخه، بعدما توج بلقب البطولة في 1992 و2004 ، وحينها سيتمكن، أيضاً، من اللحاق بمنتخبات السعودية والعراق، التي تمتلك، أيضاً، ثلاثة ألقاب في رصيدها. مشوار الوصول للنهائي وعندما يتواجه المنتخبان السعودي والقطري سيكون اللقاء الثاني بينهما خلال النسخة الحالية من "خليجي 22″، في كلاكيت ثاني مرة، حيث سبق وأن التقيا في المباراة الافتتاحية للبطولة، وانتهت المباراة بالتعادل الإيجابي بهدف لكل منهما. ولا يختلف اثنان على أن المنتخبين السعودي والقطري استحقا الوصول للنهائي، بعدما تصدر المنتخب السعودي المجموعة الأولى برصيد (7) نقاط، جمعها من التعادل مع قطر (1/1)، والفوز على البحرين (3/0)، والفوز على اليمن (1/0)، قبل أن يتأهل إلى الدور نصف النهائي الذي تمكن فيه من تجاوز الإمارات، في مباراة مثيرة، بثلاثة أهداف لهدفين. أما المنتخب القطري، والذي وقع في مجموعة السعودية نفسها، فقد استهل مشواره بالتعادل الإيجابي مع السعودية، وتعادل سلبي مع اليمن، ومثله مع البحرين، ليتأهل إلى الدور نصف النهائي، ونجح في إقصاء نظيره العُماني بثلاثة أهداف لهدف. ورغم أن المنتخب القطري تأهل بصعوبة كثاني المجموعة بثلاث نقاط ، بعد التعادل في ثلاثة لقاءات مع السعودية (1-1)، ومع اليمن من دون أهداف، وهي النتيجة نفسها أمام البحرين، إلا أنه انتفض في الدور نصف النهائي، وقلب تأخره إلى فوز على عمان (3-1) . وستكون المنافسة مستعرة بين المنتخبين، اللذين يمتلك كل منها الأفضلية في جانب، عوضاً، عن الآخر، فالمنتخب القطري يمتلك أقوى خط دفاع حيث استقبلت شباكه هدفين خلال (4) مباريات، في حين أن المنتخب السعودي يمتلك أقوى خط هجوم بتسجيله (8) أهداف في (4) مباريات أيضاً، لذلك فإن الصراع سيكون محتدماً بينهما. خطط متبادلة ويعتمد المنتخب السعودي الذي يقوده المدرب البرازيلي، كارو لوبيز، على خطة هجومية، يشكلها الثلاثي الخطير، تيسير الجاسم ونواف العابد، ومن أمامهم الهداف، ناصر الشمراني، إلى جانب زملائهم الآخرين. ولن تشهد صفوف المنتخب السعودي أي غيابات أو تغييرات حيث يتوقع أن يزج لوبيز بالتشكيلة نفسها التي خاض بها مباراة الإمارات. وسيحاول لوبيز الذي يعاني من انتقادات لاذعة من الأوساط السعودية، اختيار التشكيل الأنسب والخطة الملائمة، لضمان التتويج من جهة، ولإسكات المنتقدين الذين يشيرون دوماً إلى أخطاء المدرب الإسباني في اختيار التشكيلة أو حتى التبديلات. أما المنتخب القطري الذي يقوده المدرب الجزائري، جمال بلماضي، فيعتمد في خطته على الانضباط التكتيكي بين خطوط منتخبه، علاوة على الروح المعنوية العالية للاعبيه المميزين، كمشعل عبدالله وبوعلام خوخي وحسين الهيدوس وعلي أسد، ومن خلفهم الحارس الأمين قاسم برهان. تاريخ المواجهات ويدخل المنتخبان السعودي والقطري مباراة النهائي، وهي رقم (21) في تاريخ لقاءاتهما، إذ يقف التاريخ بجانب السعودية التي فازت في (9) مباريات سابقة، مقابل انتصارين فقط لقطر، في حين كان التعادل سيد الموقف في (9) مباريات أخرى. وسبق وأن التقى المنتخبان في مباراة قمة بطولة "خليجي 15″، حيث كانت المباراة بمثابة مباراة ختامية، وليست نهائية، كون تلك النسخة كانت تقام آنذاك بنظام الدور من دور واحد، ويومها توج المنتخب السعودي باللقب على حساب قطر بفوزه عليه بثلاثة أهداف لهدف، حيث كان يكفي قطر التعادل لإحراز اللقب قبل أن تتقدم بهدف، حتى ربع الساعة الأخير، قبل أن يسجل السعوديون الذين استضافوا البطولة (3) أهداف ويتوجوا بالكأس. التشكيلتان المحتملتان هذا ومن المرجح أن يدخل المنتخبان المباراة النهائية وفقاً للتشكيلة المحتملة على النحو التالي: السعودية: وليد عبدالله، عبدالله الزوري، سعيد المولد، أسامة هوساوي، عمر هوساوي، سعود كريري، تيسير الجاسم، وليد باخشوين، نواف العابد، سالم الدوسري، ناصر الشمراني. قطر: قاسم برهان، محمد موسى، بلال محمد، إبراهيم ماجد، عبد الكريم حسن، علي أسد، كريم بوضيف، عبد العزيز حاتم، مشعل عبدالله، حسن الهيدوس، خوخي بوعلام. صافرة عراقية للنهائي وكانت لجنة الحكام قد اختارت الحكم الدولي العراقي، مهند قاسم، لإدارة المباراة النهائية، حيث حرصت لجنة الحكام بالتنسيق مع اللجنة المنظمة على اختيار طاقم خليجي لإدارة تلك المواجهة، ليكون خليجيّاً خالصاً، وعدم الاستعانة بالحكام الأجانب، حيث يوجد في البطولة الحكم البولندي مارسيل فيليب، والأوزبكي فالنتين كوفالينكو، اللذان أدارا مباراتي الدور قبل النهائي. مراسم التتويج في غضون ذلك، سيقوم الأمير عبدالله بن مساعد الرئيس العام لرعاية الشباب السعودي، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، بتسليم كأس بطولة "خليجي 22″ للمنتخب المتوج باللقب، وتتويج المنتخبات الفائزة بالمراكز الثلاثة الأولى بالميداليات الذهبية والفضية والبرونزية. وعبر الأمير عبدالله بن مساعد، في تصريحات صحافية، عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين، ولولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز، على ما حظيت به دورة كأس الخليج من اهتمام ورعاية، ساهمت في انجاحها وإظهارها بالمظهر المشرف، متمنيّاً للجميع التوفيق في النهائي، ومؤكداً الدور الكبير لكأس الخليج في جمع أبناء المنطقة وتقاربهم. الاجتماع الفني والجوائز تقرر خلال الاجتماع الفني للمباراة النهائية، حيث سيرتدي المنتخب السعودي الزي الأبيض بالكامل، بينما سيرتدي المنتخب القطري الزي العنابي بالكامل، فيما تقرر أن تلعب المباراة عند الساعة السابعة وخمس وأربعين دقيقة ( بتوقيت القدس)، من مساء اليوم الأربعاء باستاد الملك فهد الدولي، وسيراقبها الدكتور حميد الشيباني. في غضون ذلك، خصصت اللجنة المنظمة للبطولة جوائز مادية وعينية للمنتخبات الأربعة الأولى في البطولة، حيث سينال البطل الكأس والميداليات الذهبية ومبلغ مليونين ونصف المليون ريال، فيما سينال صاحب المركز الثاني الميداليات الفضية ومبلغ مليون ونصف المليون ريال، وسيحصد صاحب المركز الثالث الميداليات البرونزية ومبلغ (500) ألف ريال، أما صاحب المركز الرابع فسيكتفي بمبلغ (250) ألف ريال. في الوقت الذي ستكون فيه، جوائز فردية، بحيث سيتحصل هداف البطولة على مبلغ (100) ألف ريال، وينال أفضل لاعب في البطولة مبلغ(100) ألف ريال، وأفضل حارس في البطولة (100) ألف ريال.
