اشتعلت شوارع بلدة فيرغسون الأمريكية، أمس الثلاثاء، بعد إصدار هيئة محلفين قرارا قضت فيه بعدم توجيه اتهامات الى ضابط شرطة أبيض في قضية قتل شاب أسود، وبدأت تحركات احتجاجية مماثلة في المدن الأمريكية الكبرى، وعلى رأسها نيويورك وشيكاغو، وكذلك العاصمة واشنطن، التي تجمع المحتجون فيها خارج البيت الأبيض. ووصف أرون لاكستون، المدوّن الأمريكي المعروف، ما يجري في فيرغسون حاليا بالقول إن «جميع أبواب الجحيم قد فُتحت»، في حين قال وزير العدل الأمريكي، إريك هولدر، إن التحقيقات المتعلقة بالحق المدني في القضية ستستمر رغم صدور القرار بعدم الملاحقة بتهم القتل بحق الضابط دارين ويسلون، الذي يحمّله المحتجون مسؤولية قتل الشاب الأسود مايكل براون. وبحسب فريق CNN الموجود في شوارع فيرغسون، فقد قام عدد من المحتجين برمي الحجارة على رجال الشرطة، كما سُمعت بعض الطلقات النارية التي لم يتضح مصدرها، وأُضرمت النيران بإحدى سيارات الشرطة. وتعود واقعة إطلاق ويسلون النار على الشاب براون إلى التاسع من أوت الماضي، وقد قررت هيئة المحلفين الليلة قبل الماضية عدم توجيه اتهامات إلى الشرطي، مؤكدة أنها الجهة الوحيدة التي «راجعت جميع الأدلة» في القضية، إلى جانب شهادات الشهود. روسيا "تشمت" قال دبلوماسي روسي كبير إن الاحتجاجات العنيفة التي تشهدها فيرجسون بولاية ميزوري تعكس التوتر الذي يعتمل في الولاياتالمتحدة بشأن التمييز العنصري والذي سيقوض استقرار البلاد – بحسب وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية. ولفتت الوكالة إلى التصريحات التي أدلى بها كونستانتين دولغوف، مبعوث حقوق الإنسان بوزارة الخارجية الروسية، من بين أشد التعليقات التي تصدر عن مسؤول أجنبي مع تصدر صور الاحتجاجات العنيفة عناوين الأخبار حول العالم. ويذكر أن الاحتجاجات جاءت بعد قرار لهيئة محلفين بعدم توجيه اتهام لضابط شرطة أبيض في قتل شاب أسود أعزل، يدعى مايكل براون ويبلغ من العمر 18 عاما. وقال دولغوف في تصريحات بثها التلفزيون الحكومي الروسي "التطورات في فيرجسون والمدن الأخرى تبرز التحديات الخطيرة للمجتمع الأمريكي واستقراره." وأشارت الوكالة إلى أن موسكو، المستاءة من استمرار النقد الأمريكي لسجلها في مجالي الديمقراطية وحقوق الإنسان وسياستها تجاه أوكرانيا، في هذه الاحتجاجات فرصة لقلب الطاولة على الولاياتالمتحدة. والعلاقات بين البلدين عند أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة بسبب الأزمة في أوكرانيا. وبدأت شبكات التلفزيون الحكومية في أنحاء روسيا نشراتها الإخبارية بصور لعنف الشوارع في فيرجسون، مصورة إياه على أنه تصاعد للغضب الشعبي من التمييز والظلم ووحشية الشرطة وبأنه تهديد وشيك لاستقرار الولاياتالمتحدة. وقال دولغوف "التمييز العنصري والتوتر العنصري والعرقي تحديان كبيران للديمقراطية الأمريكية ولاستقرار ووحدة المجتمع الأمريكي. ربما لا يسعنا إلا أن نأمل أن تتعامل السلطات الأمريكية بجدية مع هذه القضايا والتحديات الخطيرة الأخرى في مجال حقوق الإنسان في بلادها وأن تتوقف عما تفعله في الآونة الأخيرة – لعب دور معلم عدواني يعطي محاضرات للدول الأخرى بشأن كيفية الوفاء بمعايير حقوق الإنسان." وتجنب مسؤولون في معظم الدول الأخرى التطرق لهذا الموضوع الحساس. وفي الصين حيث لا ترحب السلطات بالتدقيق في استخدام الشرطة للقوة الفتاكة، أبرزت وسائل إعلام تديرها الدولة قرار هيئة المحلفين لكن لم يكن هناك تعليق يذكر على القرار. وهناك أيضا فيما يبدو تحركات في الصين لتقييد نقاش أخبار فيرجسون على الإنترنت. داعش وعنصرية امريكا زعم تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، أن الأمريكيين الأفارقة قرروا تأييده، لما يمثله من «عدل ومساواة». وتداولت صفحات جهادية، صورة متظاهر أمريكي أسود مرتديا «تي شيرت» مكتوبا عليه بالإنجليزية «أفضل أن تقبض علي الدولة الإسلامية بدلا من شرطة أمريكا العنصرية البيضاء»، مدعين أنه وقف وسط مظاهرات الأمريكيين السود معلنا تأييده للدولة الإسلامية. وأشادت الصفحات بصورة الشاب وكتب أسفلها «تكبير»، فيما سخر نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي من المتظاهر، وكتبوا: «الدولة الإسلامية ستجعلك قطعتين، راجع نفسك». مصر تحث أمريكا علي ضبط النفس مع المتظاهرين وفي أول رد فعل مصري، حثت الخارجية المصرية السلطات الأمريكية على ضبط النفس واحترام حق التجمع والتعبير السلمي عن الرأي، قائلة إن مصر تردد نفس اللغة التي استخدمتها واشنطن في تحذير مصر خلال حملتها الأمنية المشددة على المحتجين الإسلاميين العام الماضي. وأوضحت "إن بي سي نيوز" الإخبارية الأمريكية أنه من غير المألوف أن تنتقد مصر أحد المانحين الرئيسيين لها، غير أن ذلك جاء عقب التوترات التي أصابت العلاقات بين واشنطن والقاهرة، بسبب قتل قوات الأمن المصرية المئات من أنصار جماعة الإخوان المسلمين الذين كانوا يحتجون اعتراضًا على عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو 2013. ونوهت الشبكة، إلى أن بيان وزارة الخارجية المصرية اليوم الثلاثاء، إزاء تصاعد الاحتجاجات والمظاهرات في مدينة فيرجسون بولاية ميزوري الأمريكية، يتشابه مع البيان الذي أصدرته الولاياتالمتحدة في يوليو 2013، عندما حث البيت الأبيض قوات الأمن المصرية على "التحلي بأقصى درجات ضبط النفس والحذر"، في التعامل مع مظاهرات أنصار مرسي. وألمحت الشبكة، إلى أن الوزارة المصرية أضافت في بيانها، أنها "تتابع عن كثب تصاعد الاحتجاجات والمظاهرات" في مدينة فيرجسون الأمريكية وردود الفعل عليها نتيجة مقتل الشاب الأمريكي الأسود مايكل براون من جانب شرطي أبيض يوم 9 أغسطس الجاري، رغم أن منظمة "هيومن رايتس ووتش" المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان أصدرت تقريرًا الأسبوع الماضي تتهم فيه القوات الأمنية المصرية بالاستخدام الممنهج للقوة المفرطة ضد المحتجين الإسلاميين عقب عزل مرسي. - تبرئة الضابط المسئول عن مقتل "براون" الأسود وتتكرر الجريمة مرة اخري ولكن بشكل آخر، بعد حوالي ثلاث شهور فقط علي الحادث، بعد اعلان السلطات القضائية في مدينة "سان لويس" في ولاية ميسوري الأمريكية عدم ادانة الشرطي دارن ويلسون المدان بقتل الشاب مايكل براون في أغسطس الماضي. وقال ممثل الادعاءات في السلطات القضائية بمدينة "سان لويس" روبرت مكولك في وقت متأخر من الليلة الماضية ان لجنة المحلفين قررت عدم اتهام الشرطي الذي أطلق النار وقتل شابا أمريكيا في منطقة "فيرغسون" بالمدينة. واعتبر سكان المنطقة هذا القرار "جريمة عنصرية" كون الشرطي أبيض البشرة والضحية أسود وخرجوا في تظاهرات عنيفة عورضت برد من الشرطة أعنف وفرضت حالة الطوارئ في المدينة. وشجع رد فعل الشرطة النقد اللاذع من جانب شريحة كبيرة في الولاياتالمتحدة اعادت الى سطح الواقع حسب اعتقاد الكثيرين "العنصرية" ممن يقولون انها كانت السبب الرئيسي وراء الحادث. -مصرع 2 من FIB الأميركي وإعتقال 44 متظاهرا وفي تغطيتها للأحداث، أكدت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية اليوم الأربعاء، مصرع 2 من مكتب التحقيقات الفيدرالي "اف بي اي" الأمريكي ووقوع عدد من الجرحي في مدينة سانت لويس. وأفادت الصحيفة أن "ذلك جاء في أعقاب اندلاع موجة من المظاهرات الأمريكية المناهضة لسياسة الولاياتالمتحدة العنصرية ضد المواطنين السود عقب مقتل طفل أسود على يد شرطي أمريكي الشهر الجاري وآخر بأغسطس الماضي وتبرئة القاتل". وأضافت الصحيفة الشرطة الأمريكية اعتقلت 44 مدنياً الليلة الماضية خلال فض مظاهرات ولاية ميسوري.