وجه الحوثيون الذين يسعون إلى توسيع نفوذهم في اليمن بعدما استولوا على العاصمة صنعاء، هجومهم نحو الجنوب واقتربوا من مدينة عدن، كما ذكر مسؤولون محليون الجمعة. ودخلت قافلة مؤلفة من 16 آلية تنقل حوالي 200 عنصر مسلح بالرشاشات خلال الليل إلى ضاحية مدينة تعز ، وانتشروا في منطقة غير بعيدة من المطار والإذاعة المحلية. وفي وقت سابق أكدت مصادر أمنية، الجمعة، أن جماعة الحوثي تقوم بحشد مسلحيها للسيطرة على محافظة تعز، جنوب العاصمة صنعاء. وأوضحت المصادر أن مسلحي الجماعة تمكنوا، في وقت متأخر من مساء الخميس، من السيطرة على مدينتي القاعدة والسياني، بمحافظة إب، وسط اليمن دون أي مقاومة تذكر. وقالت المصادر الأمنية إن «مسلحي الجماعة نشروا نقاط تفتيش في الشوارع الرئيسية للمدينتين، كما سيطروا على مقرات الأمن والسلطات المحلية والمؤسسات الحكومية». ونوهت بأن سيطرة المسلحين الحوثيين على المدينتين الواقعتين على الحدود الشرقية لمحافظة تعز تأتي في إطار الترتيبات التي تقوم بها جماعة الحوثي للسيطرة على المحافظة. وأفادت المصادر بأن المسلحين بدأوا بالتمركز في المناطق الشرقية لمحافظة تعز والقريبة من المطار المدني والعسكري وعدد من المعسكرات المهمة لقوات الأمن والجيش. في الغضون قالت مصادر محلية إن «مؤيدي الرئيس السابق علي عبد الله صالح ساعدوا الحوثيين على الوصول إلى الجند في اليمن" ضاحية تعز حيث توجد ثكنة للحرس الجمهوري الذي لا يزال عدد كبير من ضباطه يؤيدون عبد الله صالح». ويرى متابعون أن الحوثيين كشروا عن أنيابهم وبدأت تتضح ملامح خطتهم التوسعية الهادفة إلى نشر التشيع في كافة أنحاء اليمن بقوة السلاح والعتاد. وأكدوا أن الحوثيين يسعون إلى دخول جميع المحتفظات للسيطرة عليها تحت ذرائع مختلفة، لتبرير ما يفعلونها تجاه الدولة اليمنية. ويحاول الحوثيون بسط نفوذهم على أقصى حد من المناطق في الداخل اليمني للتكسب السياسي ومقايضة السلطة القائمة في البلاد. وتأتي محاولات الحوثيين الجديدة للسيطرة على الجنوب في اليمن في وقت وردت فيه تقارير إعلامية مفادها أن خبراء عسكريين من وصول خبراء من حزب الله إلى العاصمة اليمنيةصنعاء مؤخرا وتوجهوا إلى محافظة صعدة، ومنها إلى مأرب والبيضاء شرق ووسط اليمن للتحضير للمواجهات مع قبائل مأرب. وتنذر هذه الخطوة الجديدة بمواجهات عنيفة قد تحصل في الجنوباليمني خاصة في عدن في ظل رفض الأهالي للتمدد الحوثي. وقال مراقبون إن الحوثيين يصرون على تقويض الاستقرار في اليمن، ويحاولون رفع منسوب العنف والدخول في مواجهات حادة مع القبائل السنة وتنظيم القاعدة ما يقد يجر اليمن الى مربع الإحتراب. وفي ظل خوف الحوثيون من خسارة ما حققوه من تقدم ميداني وسياسي في المدة الأخيرة يأتي حل الاستنجاد بحزب الله لرسم خطط بديلة تخرجهم من فِكاك القاعدة وتصدي القبائل لهم. وإلى جانب المتاريس السياسية التي تعترض الحوثيين، تخوض حركة الحوثي المسلحة حرب استنزاف مع تنظيم القاعدة في اليمن الذي أبدت قياداته وعيدا واضحا بالانتقام من الحوثيين. ورغم ذلك فقد نفى مصدر مسؤول باللجنة الأمنية بمحافظة تعز سيطرة عناصر مسلحة تابعة للحوثيين للمنطقة الشرقية لمدينة تعز ومحاصرة المطار. وقال المصدر في تصريح نشرته وكالة الأنباء الرسمية إن «تلك الأنباء عارية تماما عن الصحة ولا وجود لها على الواقع وتهدف إلى خلق البلبلة والقلاقل والنيل من أمن واستقرار المحافظة». وأشار إلى أن كافة المكونات السياسية بالمحافظة بما فيهم جماعة الحوثي اتفقت مع السلطة المحلية واللجنة الأمنية على تجنيب المحافظة كل أشكال العنف والصراع والفوضى والحفاظ على مدنية تعز وطابعها السلمي والحضاري. ولفت الى أن كل أرجاء المحافظة تنعم بالأمن والاستقرار والسكينة العامة". داعيا الوسائل الإعلامية إلى تحري الدقة والمصداقية في نشر مثل هذه الأخبار والتأكد من المصادر الرسمية قبل تداولها. واستولى الحوثيون حتى الآن على عدد كبير من قرى غرب ووسط اليمن منذ سيطرتهم على صنعاء في 21 أيلول/ سبتمبر، لكنهم لم يدخلوا إلى مدينة تعز التي يبلغ عدد سكانها 500 ألف نسمة وتبعد 250 كلم جنوب غرب العاصمة بموجب اتفاق مع السلطات المحلية. وقال مصدر قريب من الحوثيين إن هذا الاتفاق لم يعد قائما لأن السلطات المحلية لم تف بالتزاماتها باعتقال 14 متشددا في محافظة تعز".