هكذا تتحدث المصادر أن رئيس الجمهورية اليمنية التي تحكمها المليشيات ويسري فيها الخوف مع ذرات الأوكسيجين يصحو من نومه الثالثة عصرا.. شخصيا لا أستبعد ذلك أبدا بل هو أمر متوقع, وكل المعطيات على أرض الواقع تؤكد ذلك, فالرجل مقتنع أن يذهب كل شيء, ومستعد أن يتنازل عن كل شيء مقابل أن يبقى اللقب وحسب, وأن تقتصر مهمته على توزيع مجموعة من برقيات التعازي والتهاني.. وماذا عليه وما الذي يؤرقه كي يصحو مبكرا أو ينام متأخرا فالمليشيات المسلحة تجوب الوطن شرقا وغربا وعرضا وطولا, وتوزع الخوف والرعب والقتل في كل مكان دون أي رادع أو حسيب أو رقيب, ومحاكم الحوثي تنصب خيامها في كل حارة وتحكم بما فتح الله لها من بينات الملازم وفتاوى السيد بل وتقدم خدماتها للمنازل… نم أيها القائد الملهم إلى ما بعد الثالثة والرابعة عصرا بعد أن حققت كل ما تريده الثورة المضادة وما تطمح إليه وما لم تكن تتخيله أو تتوقعه.. نم أيها القائد قرير العين فلقد حكمت فخنت فغدرت فنمت .. قبل أيام كنت في عدن وكل شيء فيها يبعث على السعادة والتفاؤل إلا صورك المحنطة على جدران المؤسسات الحكومية وهي تحكي قصة رجل توّجته الثورة الشبابية ملكا على وطن فأبى إلا أن يكون مع الخانعين.. ما أدري ماذا بقي لديك من سلطتك ومقومات بقائك غير قصرك الفخم في شارع الستين المدجج بكل أنواع الأسلاك الشائكة وأطنان الإسمنت وما جاورها من أسوار وحصون .. لقد علق اليمنيون عليك الآمال في أن تحظى بشرف النهوض بوطن أنهكته كروش حكامه وأوسعته قهرا وإهانة لكنك كنت كارثته المدوية وفضيحته الكبرى واستطعت أن تختزل مساوئ كل من سبقك في حكم اليمن على مر العصور.. في عهدك الملطخ بكل عار سيتذكر اليمنيون مأساة شعب ومصادرة وطن. سيتذكرون كيف أصبحوا مضرب المثل في السخرية.. وسيتذكر الثوار كيف خنتهم وبعت ثورتهم ودماء شهدائهم ووأدت طموحاتهم وآمالهم, وأدرت ظهرك لكل ما قدموه لك وأحسنوا الظن فيك .. سيتذكرك الوزراء والساسة كيف أنك ساهمت في سرقة حلي نسائهم وألعاب أطفالهم وسيتذكرك الضباط والجنود كيف أنك مسحت بكرامتهم الأرض وأخضعتهم للتفتيش عند كل جولة ومفرق طريق, وسيتذكرك الشعب وكيف أشبعته وهما وكلاما وسيتذكرك الوطن كيف غدرت به وخنت الأمانة والعهد والقسم.. صدقني أيها الرئيس لم يعد أحد في هذا الوطن يطيقك أو يطيق خطاباتك, ولم يعد أحد يثق فيك أو ينتظر منك أن تصنع لنفسك مجدا أو تاريخا, فضلا عن أن تصنعه لغيرك.. إن المواقع الإخبارية التي تغدق عليها من أموالنا وتزداد كل يوم كي تتغنى بك وبأمجادك تزيدنا كرها فيك, وكفرا بك, وحقدا عليك. والأقلام المأجورة التي تسيل نفاقا على صدر الصفحات تزيدنا سخطا عليك, لأننا لم نعد نشاهد فيك إلا الغياب والبيع والخيانة, ولم نلمس منك شيئا يستحق أن نتفوه باسمك.. ستكون خفيفا علينا لو أنك التزمت الصمت وتركت لهذا الشعب فرصة أو برهة كي يصحو من هول صدمته فيك وذهوله من غدرك.. إياك أن تظن أن ما تكتبه المواقع الإخبارية التي تمولها من أقواتنا ستلمع صورتك الباهتة أو تغير قناعاتنا فيك, وإياك أن تظن أن الشعب مستعد بعد اليوم أن يتفاءل في مستقبل أنت صانعه.. إن مجالس الناس اليوم لا تتحدث عنك ولا تكلف نفسها الالتفات نحوك.. أحاديثهم اللحظة عن الحوثيين وكيف أنهم أصبحوا يتحكمون في كل مفاصل الدولة ويستحوذون على صلاحيات أقسام الشرطة وأعمال القضاء بعد أن عرفوا حقيقتك وانقضوا عليك وسلبوك سلطة ائتمنك الشعب عليها وحظيت بمباركة عالمية لم يحصل عليها أحد من الأولياء أو الصالحين.. أرجوك أيها الرئيس بحق غبائنا وسذاجتنا وتعويلنا عليك.. اختر لك نهاية عاجلة تنسينا ذلك الوجع الذي خلفته سياساتك القاتلة، وارحل عنا كي نستعيد عافيتنا وكرامتنا ونتخلص من قهر أيام كنت فينا الرئيس ونحن الشعب …