نشرت صحيفة «هوفينجتون بوست» الأمريكية مقالًا للكاتب والمحرر البريطاني بموقع «ميدل إيست آي» ديفيد هيرست، تحدث فيه عما وصفها بحروب العاهل السعودي الملك عبد الله الخاطئة. وأشار الكاتب إلى أن العاهل السعودي خاض حروبًا خاطئة مع حلفاء ليسوا حقيقيين، مما تسبب في فراغ بتلك الدول التي خاض حروبه فيها، وأدى في النهاية إلى تدخل أعداء المملكة الحقيقيين. وأضاف إن أكبر خطأ وقع فيه العاهل السعودي هو رد فعله على الربيع العربي في 2011م، مشيرًا إلى أن الأسرة الحاكمة في المملكة اهتزت بتلك المظاهرات التي استمرت في مصر 18 يومًا، لأنهم اعتقدوا أن السعودية ستلي مصر في تلك المظاهرات، مما دفع الملك عبد الله للتعهد بمحاربة الإسلام السياسي أينما وجد، بعدما رأي أنه يمثل تهديدًا وجوديًا. وتحدث عن أن تكلفة تلك الحملة على الربيع العربي والإسلام السياسي كانت ضخمة، حيث خسر تركيا وهي لاعب مهم في استراتيجية احتواء إيران، كما دخل في معركة مع قطر كادت أن تدمر مجلس التعاون الخليجي. وذكر أن العاهل السعودي في محاولته لتدمير الإسلام السياسي يرى إعادة ظهور عدو حقيقي متمثلًا في التكفيريين أو تنظيم الدولة الإسلامية "داعش". وأشار إلى أن السعودية خسرت 3 عواصم عربية لصالح إيران في عهد الملك عبد الله، وهي بغداد وبيروت ودمشق، مع إمكانية انضمام صنعاء هي الأخرى للنفوذ الإيراني. وذكر أن تنظيم (داعش) يوجد الآن في العراق شمال المملكة، وفي اليمن جنوبها، وغربًا في سيناء، في وقت أغضبت فيه المملكة الشيعة على أرضها بعد الحكم بإعدام رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر، الذي قاد مظاهرات بالقطيف في 2011م. وتابع إن "العاهل السعودي قسم الأسرة الحاكمة بإفساده عملية الخلافة، حيث يعاني ولي العهد الأمير سلمان من مشاكل صحية ويعتقد أنه يعاني من الزهايمر، وحاول الملك تأمين عملية الخلافة عبر قرار لا يمكن تغييره جعل من الأمير مقرن بن عبد العزيز، وهو أصغر أبناء الملك عبد العزيز، نائبًا لولي العهد". وتحدث عن أن ما قام به العاهل السعودي يجعل 3 شخصيات تتنافس بشكل حقيقي على قيادة المملكة من بعهده، وهم ابنه الأمير متعب، ووزير الداخلية محمد بن نايف، وأحمد عبد العزيز وهو الأخ الأصغر الباقي على قيد الحياة من السدايرة. وأضاف إن الوضع الحالي هو الأول من نوعه منذ عقود، الذي لا يعرف فيه الملك القادم في السعودية. ترجمة: سامر إسماعيل – شؤون خليجية