اعتبرت جماعة الحوثي المسلحة ما ورد في البيان الختامي للقمة الخليجية في الدوحة حول الشأن اليمني مواقف سياسية غير عقلانية، وتوصيف يجافي ما هو عليه الواقعُ اليمني جملة وتفصيلا. وكان قادة دول الخليج في قمة الدوحة طالبوا الحوثيين بالانسحاب من جميع المناطق التي سيطروا عليها، وإعادة المؤسسات الحكومية والأسلحة التي نهبوها. وقال بيان صادر عن المكتب السياسي للحوثيين: «ادعاء بيان قمة الدوحة حرصه على أمن واستقرار اليمن نجده يتجاهل تماما الإشارةَ إلى ما توصل إليه اليمنيون في ال21 من سبتمبر الماضي من توقيع اتفاق السلم والشراكة وبإرادة وطنية ثورية شعبية تجلت حينها أكثر من أي مرحلة سابقة، وكان التوقيع بحضور الأممالمتحدة ممثلة في مبعوثها إلى اليمن جمال بن عمر والذي سبق وباركته الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية ، فهل ترجمة ذلك الحرص تكون بالوقوف ضدا مما ارتضاه اليمنيون لأنفسهم، أم باحترام إرادتهم». وأكدت الجماعة المسلحة أن اعتبار قمة الدوحة بعضَ المحافظاتاليمنية مناطقَ محتلة من قبل الحوثيين ومطالبتهم بالانسحاب منها، توصيفٌ يندرج في خانة التدخل المباشر في شؤون الغير. وأضاف البيان إن «اللجان الشعبية هم من أبناء اليمن تحركوا في محافظاتهم بما يمليه عليهم الواجب الوطني والأخلاقي تجاه الانهيار الأمني والفشل السياسي نتيجة عبث الفاسدين، وحاجةٌ فرضتها ظروف البلاد، وهي مكملة لدور رجال الأمن والجيش، وليست بديلا عنهم ، وبنودُ اتفاق السلم والشراكة، ومخرجات الحوار الوطني، أكدت على ضرورة الشراكة الوطنية والتعاون المشترك في بناء البلد ومواجهة التحديات». واعتبر الموقف الخليجي تدخلا واضحا في شؤون اليمن، وتماشيا مع المشروع الأمريكي الساعي للهيمنة على القرار السياسي في بلادنا ومساندةً لمراكز الفساد، التي استثمرت فترة المبادرة الخليجية لمزيد من الإفساد، وهدم بنيان الدولة من الداخل، وإهدار المال العام، ورهن السيادة الوطنية، واستباحة الدم اليمني، بالاغتيالات، والحروب ، وإهدار كرامة المواطن بافتعال الأزمات الاقتصادية، ورفع أسعار المشتقات النفطية، وقد جر ذلك عليها غضبَ الشعب، ونقمته وسخطه . ودعا البيان الدول الخليجية إلى التراجع عن مواقفَها فيما يخص الشأن اليمني بعيدا عن الرغبة الأمريكية ، وأن تدرك أن ثورة شعبية يمنية انتصرت لإرادة الشعب وأن تضع في حسبانها أن الحوثيين غير منفكين عن هموم شعبهم، ولا خاذلين تضحيات شهداء وجرحى أهلهم وناسهم في عموم المحافظات.