اعتبر الكاتب والمحلل السياسي، عارف أبو حاتم، جماعة الحوثي المسلحة المستفيد الأكبر من تصدع المؤتمر والخاسر اليمن. وقال: "في حال تصدع حزب المؤتمر فإن المتضرر هو اليمن والعملية السياسية والديمقراطية، والكاسب الوحيد هو الحركة الحوثية". وأشار أبو حاتم- في مقال له يحمل عنوان " صالح يدمر مستقبل حزبه ونجله" نشره "عربي21″- إلى أن جماعة الحوثي تؤهل نفسها لاحتواء أعضاء المؤتمر، وابتلاع كل فراغ يتركه على الساحة السياسية، مستفيدين من رغبات صالح الانتقامية في تطويع المؤتمر ورجاله وسلاحه للحوثيين من أجل الانتقام. وأضاف " إن الحوثيين يدركون أن حركتهم وحزب المؤتمر ليسوا أكثر من قفازين بيدي صالح، يريد أن يستخدمهما لتصفية حساباته مع خصومه السياسيين، ويدرك هو أيضاً أنه لن يكون بمنجى من الحوثيين إذا ما صفى لهم الجو. وأكد حاتم "أن الانتصارات التي حققها صالح من خلال ما اسماها "الآلة الحوثية ضد آل الأحمر واللواء علي محسن وحزب الإصلاح، أغرته في الاستمرارية، وهذه المرة لتقليم مخالب الرئيس هادي، وتقديم كامل الدعم الذي يحتاجه الحوثيون في سبيل تنفيذ هذه المهمة". ونوه إلى أن هادي يدرك حجم الضغائن التي يحملها الحوثيون ضد صالح، ويسعى لإذكائها واستمالتهم إلى صفه. مشدداً على أن "هادي يعمل على تقديم التنازلات والدعم السياسي والعسكري للحوثيين وتوجيههم إلى تصفية حساباتهم مع صالح، ولطالما فتح وزير الدفاع السابق اللواء محمد ناصر أحمد المعسكرات ومخازن الأسلحة للحوثيين، بإيعاز من هادي، حتى بات رمزاً للخيانة في نظر الشارع اليمني، ولم يقم هادي بعزله من وزارته في الحكومة الجديدة إلا بعد مظاهرات ملأت شوارع اليمن". ويرى عارف أن معركة صالح وهادي لكسب مليشيات الحوثي زادت قوة نفوذه وسيطرته. وقال: "هذا التسابق الحميم على العضلة الحوثية بين هادي وصالح مكنهم من التوسع في محافظاتاليمن، والتغلغل داخل مؤسسات الدولة، والإمساك بمفاصلها، ووضع مندوب حوثي في كل وزارة ومؤسسة وظيفته وضع رقابة لصيقة على أداء الوزير ووزارته. مؤكداً أن جماعة الحوثي الحاكم الفعلي للبلاد إذ يتابع القول: "هم من يحكمون، لكنهم لا يتحملون مسؤولية أي فشل أو فساد أو تقصير". وأستبعد ابو حاتم مواجهة هادي لجماعة الحوثي عسكرياً.. وقال" مواجهتهم عسكرياً هذا أمر محال أن يفعله رجل فرط بكامل قوته، وغدر بحليفه الوثيق اللواء علي محسن، وسعى لتدمير حزب الإصلاح الذي سانده في أصعب اللحظات، وضلل السعودية، ولم يلتقط الفرص الثمينة التي ألقتها الأممالمتحدة بين يديه من خلال قرارات أممية عديدة، تؤيده وتهدد معرقليه، وفكك المؤسسة العسكرية والمنظومة الأمنية، حتى بات من نوادر تاريخ الزعماء الذين ينقلبون على أنفسهم".