وصل إلى محافظة صعدة، الاثنين، وفدا رئاسيا لإجراء مشاورات مع زعيم جماعة «أنصار الله» عبدالملك الحوثي، في إطار مهمة كلفوا بها من رئيس الجمهورية، لإجراء مشاورات مع زعيم جماعة الحوثي حول عدد من المواضيع العالقة بين الجماعة والرئاسة. ويضم الوفد كل من: الدكتور عبد الكريم الارياني، وأمين عام الإصلاح عبد الوهاب الآنسي، وصالح الصماد، والدكتور رشاد العليمي. وأكد الصحفي أحمد الشلفي في منشور على صفحته بموقع «فيس بوك» أن الوفد يضم أيضا سلطان العتواني وأبو أصبع. * مهمة المستشارين وقالت صحيفة «الأولى» المحلية إن «مهمة المستشارين، تتمثل في تقديم شرح لزعيم أنصار الله طبيعة التعقيدات التي تحول دون تنفيذ كامل المطالب التي يطرحها تياره، وبعضها من مقتضيات اتفاق السلم والشراكة، والآخر من مخرجات الحوار مؤتمر الحوار الوطني، والبعض الثالث من المطالب التي يرفعها التيار كأهداف "لثورة ال21 من سبتمبر». ونقلت الصحيفة عن مصدر رفيع المستوى قوله إن «مستشاري رئيس الجمهورية سيحاولون الوصول إلى تفسير مشترك مع "أنصار الله" حول مفهوم "الشراكة" الذي يضغطون من أجلها، أو الذي يفسرون به "اتفاق السلم والشراكة"، مضيفاً أن السؤال الذي سيكون مطروحاً على زعيم الحوثيين، بشكل أساسي، ما إذا كان يعني بالشراكة الشراكة بين تياره كطرف وبين الدولة كطرف مقابل، أو أن الطرف المقابل هو بقية القوى السياسية؟». * صفقة الأقاليم وكشفت مصادر مطلعة عن أن الدكتور عبدالكريم الارياني سيقدم اعتذاره، خلال الزيارة، لقيادة الجماعة على التصريحات التي أطلقها سابقا ضد الحوثيين. وذكر موقع «براقش نت» المقرب من المؤتمر، أن اللجنة ستبحث مع قيادة الحوثيين مشروع التخلي عن صيغة تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم والذي ترفضه الجماعة الحوثية, والموافقة على إقامة فيدرالية من اقليمين. وأشارت المصادر إلى أن التخلي عن مشروع الأقاليم يأتي مقابل موافقة الحوثيين على التمديد للرئيس عبدربه منصور هادي للبقاء رئيسا حتى انتخاب رئيس الجديد, وهي المدة التي تتراوح ما بين خمس إلى ثمان سنوات، فيما تحدثت مصادر أخرى عن أن الوفد من المقرر أن يناقش مع زعيم الحوثيين التوتر القائم في محافظة مأرب. * ردود أفعال وأثارت زيارة مستشارو الرئيس إلى صعدة ردود أفعال واسعة أوساط النشطاء والسياسيين في مواقع التواصل الاجتماعي. ورأى مراقبون أن الرئيس هادي بإرساله الوفد إلى صعدة، أهان الرئاسة اليمنية، وباع شرفه وكرامة الشعب اليمني، مؤكدين أن الزيارة تأتي لغسل جرائم عبدالملك الحوثي، معتبرين أن عبدالملك الحوثي جعل من دراويش الأحزاب مراسلين في بلاطه خلال 3 أشهر. وأشاروا إلى أن هادي أرسل الإرياني إلى صعدة لتأديبه وإذلاله أمام الحوثيين، عقب التصريحات النارية التي هاجم فيها جماعة الحوثي، وانتقد تدخل الحوثيين في شؤون الدولة وموظفيها، وقال إن الدولة لا تحكم، وإنما حركة الحوثي هي من يتحكم في أمور البلاد، وبقوة السلاح. واستغرب السياسي والديبلوماسي السابق عباس المساوى مما يقوم به رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي من إهانة للرئاسة اليمنية، وإهانته لشخصه كرئيس للجمهورية، من خلال إرسال وفد رئاسي كبير إلى محافظة صعدة للقاء زعيم الحوثيين. * المرشد الأعلى لليمن وقال المساوى في حديث ل «الخبر» إن «عبد الملك الحوثي، الثلاثيني، أصبح المرشد الأعلى لليمن، ويجلس على الكرسي وزواره من السياسيين يجلسون من حوله على الأرض يتلقون التعليمات ولا راد لقوله». وأضاف: إن «هذا الوفد الرئاسي الذي ذهب إليه يكشف حجم المأساة وبنفس الوقت حجم الملهاة العاصفة إذ من المفترض أن هناك تمثيل حوثي في صياغة الدستور وهناك في صنعاء المجلس السياسي يمكن التفاهم معه، وهناك مستشار للحوثيين في الرئاسة، لكن كل هؤلاء لا قيمة لهم ولا رأي لهم عند زعيمهم»، منوهاً بأن ذلك يكشف استئثاره بالقرار. * تأديب الإرياني واعتبر المساوى زيارة الإرياني إلى صعدة زيارة الذليل المذعور الخائف، بعثه هادي لتأديبه وتهذيبه لكي لا يتجرأ مرة أخرى على سيده في «مران»، حسب قوله. ووصف الرئيس هادي ب «خائن وعميل، باع شرفه وشرف جيشه وباع كرامة اليمنيين تحت أحذية الغزاة»، لافتاً إلى أن هادي أدخل بلاده تحت الوصاية الدولية وسلمها على طبق من ذهب إلى طهران، وخان رفاق دربه ومن صعد على أكتافهم الى السلطة، وأهان نفسه فأهانه أصغر الخلق وأرذلهم. * تقبيل حذاء الحوثي وتابع: «أمر كهذا يصعب التحليل لأنه لا توجد معادلات ولا توازنات، انه قمة السقوط النهائي لما يسمى بالدولة بعثت بمستشاري رئيسها لتقبيل حذاء الحوثي لكي يوافق على مشروع التقسيم، ولكي يشرح لهم ما معنى قوله في خطابه "فرض الشراكة" هل مع الدولة ام مع الأحزاب». وأقسم المساوى قائلاً: «لعمري شر ما سمعت اذن وشر ما خطت الاقلام، انتهى كل شيء إلى جوف السيد ابتلع الدولة ومن فيها ومن عليها»، مشيراً إلى أن السياسيين أمامه عواهر، وهادي ممسحة لخطاياه، مختتما حديثه بالقول: «ومن يهن الله فماله من مكرم». * غسل جرائم الحوثي ورأت توكل كرمان الناشطة اليمنية والحائزة على جائزة نوبل للسلام، أن زيارة مستشاري الرئيس إلى صعدة تأتي لغسل جرائم زعيم الحوثيين. وقالت كرمان، في صفحتها على موقع «فيس بوك»: «ذهبوا إلى كهف مران ليغسلوا جرائم عبدالملك الحوثي وميليشياته المسلحة بعلم أو بدون علم». من جانبه علق الشيخ والدكتور محمد الوقشي – أستاذ أصول الفقه وعلومه – على الزيارة، وقال: «لا يلدغ المؤمن مرتين وتجريب المجرب نقص في العقل»، في إشارة منه إلى مشاركة أمين عام الإصلاح ضمن الوفد. وأضاف: «الاستجداء من القوي ليس حوارا بل ركوعا وانحناء ، وتجريب المجرب نقص في العقل وضياع للوقت». فيما اعتبر الدكتور أحمد الزنداني أن الزيارة إشارة من الرئيس للحوثي لاقتحام محافظة مأرب، وقال: «زيارة مستشاري الرئيس إلى صعدة لا تعني سوى رسالة واحدة : إقتحم مأرب».