* معظم المتقدمين قضوا ليلتهم وسط البرد أمام بوابة الكلية وحولها كي يظفروا بالأولوية في الدخول * الضحايا تعرضوا لعمليات سرقة لتلفوناتهم المحمولة ومسدساتهم والمبالغ المالية التي كانت بحوزتهم * أقارب الضحايا يحملون الرئيس ويتهمون جماعة الحوثي بإدخال مسلحيها من بوابة خلفية دون توقفهم في الطابور أفاقت العاصمة صنعاء أمس على جريمة ارهابية جديدة أدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى إثر انفجار عنيف في الساعات الأولى من الصباح، نتج عن سيارة مفخخة تم تفجيرها عن بعد مستهدفة تجمعها للجنود المتقدمين للتسجيل في كلية الشرطة، وسط العاصمة. وتقول المعلومات إن الانفجار نتج عن باص مفخخ كان يقوده شخص إلى جواره شخص أخر ركنا هذا الباض جوار طابور المتقدمين للكلية، ثم ترجلا من الباض وغادرا سريعا، تلا ذلك حدوث الانفجار في السابعة صباحا بالقرب من البوابة الرئيسية لكلية الشرطة. كان معظم هؤلاء الجنود والطلاب قد قضوا ليلتهم السابقة في العراء، أمام بوابة كلية الشرطة وحولها، من أجل أن يظفروا صباح اليوم التالي بالأولية في مقابلة لجنة الاختبار والقبول وتقديم ملفاتهم إليها، تحمل هؤلاء موجة صقيع انخفضت فيها درجة الحرارة عن معدلاتها الطبيعية ووصلت حسب المركز الوطني للأرصاد إلى خمسة تحت الصفر. * معلومات قبل الانفجار وروى أحد الناجين لصحيفة «الشارع» تفاصيل ما حدث وقال: إن «كان يقف وزملاءه في طابور ملاصقا لسور كلية الشرطة ويمتد من بدايته من جهة جسر الصداقة وحتى أمام البوابة الرئيسية للكلية»، مشيرا إلى أن الانفجار وقع في السادسة و55 دقيقة، فقتل منهم من قتل وجرح من جرح وهرب البقية نحو الشوارع والحارات. وأضاف: «قبل الانفجار كنا في حالة قلق لأننا سمعنا في الأيام الماضية معلومات تقول إن انتحاريين سيندسون بيننا، وتم بسبب ذلك توقيف التسجيل يوم الاثنين الماضي، واستؤنف في اليوم التالي بعد أن تم اتخاذ اجراءات أمنية مشددة، وتم إدخالنا في حوش كلية الشرطة وحوش نادي الضباط بعد اخضاعنا لعملية تفتيش دقيقة». وتابع: «بعد ذلك سارت عملية التسجيل بصورة طبيعية ومنظمة، وانتهى وقت الدوام الرسمي دون أن يحالف الحظ الكثير منا في التسجيل، وخرجنا من الكلية وعدنا في المساء إلى أمام بوابتها، ومكثنا هناك حتى صباح اليوم (أمس) وحدث الانفجار وشاهدت الكثير من زملائي يسقطون قتلى وجرحى». * تطاير الأشلاء متقدم أخر نجا بأعجوبة من الانفجار قال: «لم أنم طول الليل، وعند الرابعة من فجر اليوم (أمس) خرجت من بيتنا وتوجهت صوب كلية الشرطة، فوجدت هناك العشرات من زملائي المتقدمين، كانوا مخزنين فجلست إلى جوارهم ننتظر الصباح حتى نتمكن من تقديم ملفاتنا للجنة التسجيل». وأضاف: «كان البرد شديدا وكنت أضع فوق جسمي بطانية جلبتها معي من البيت وعند بزوغ الشمي شاهدت على مقربة منى حدوث الانفجار، الذي هز المنطقة برمتها، وكنت أشاهد الأيادي والأرجل والأشلاء تتطاير في الهواء وتتناثر على الأرض». وأردف: «المشهد كان مرعبا ومخيفا تعالت فيه أصوات صياح وأنين الجرحى لم أشاهد مثل هذا الأمر من قبل ومن حسن حظي أني كنت جالسا على الأرض بسبب البرد ولو كنت واقفا على قدمي لكنت الأن في أعداد الضحايا». ويضيف: «وأنا جالس على الأرض كان أحد المتقدمين يقف أمامي في الطابور عن وقوع الانفجار طار هذا الشخص من أمامي، وطار دمه فوقي، وأنا حملت بطانيتي وهربت أجري في الشارع». ويتابع: «كنت بعيدا عن مكان الانفجار بأكثر من 50 مترا وشاهدت كثيرا من المتقدمين يسقطون أمامي في الطابور وفيما بعد عرفت أن هناك قتلى وجرحى أيضا من الطلاب الذين كانوا يقفون خلفي». وقال هذا الناجي: «كنت قد فررت، لكني عدت بعد دقائق، لمعرفة مصير ابن عمي الذي كان بين المتقدمين وعند عودتي حدث إطلاق نار من قبل أفراد الأمن، ومسلحي اللجان الشعبية بفرض منع الناس والمتقدمين من التجمع مجددا إلى مكان الانفجار حتى لا يتم استهدافهم مرة أخرى»، لافتا إلى أن ابن عمه نجا من التفجير. * السيارة المفخخة من جهته قال للصحيفة متقدم ثالث نجا من التفجير: إنه «كان يقف في نهاية الطابور وشاهد قبل الانفجار سيارة صغيرة (لم يستطع التأكد من نوعها) توقفت أمامهم بمحاذاة الطابور وعلى متنها شخصان». وأوضح أن مجموعة من المتقدمين ذهبوا إلى هذه السيارة لمنعها من الوقوف في هذا المكان بسبب مخاوف مسبقة عن استهدافهم بعملية ارهابية، إلا أن الشخصين اللذين كانا على متن هذه السيارة قال لهؤلاء المتقدمين إنهم زملاء لهم، وأتو للتسجيل في الكلية. وقال هذا المتقدم: «ترجل شخص من هذه السيارة وسار صوب نهاية الطابور الذي يبدأ من أمام بوابة نادي ضباط الشرطة فظننا أنه يريد أن يأخذ مكانه في الطابور هناك، كونه جاء متأخرا ولم تمر أكثر من دقيقتين حتى انفجرت السيارة». * احباط تفجير أخر وفي السياق قال عدد من شهود العيان ومرافقون للمتقدمين للتسجيل إنهم كانوا يقفون في الجهة الغربية من الشارع الرئيسي وشاهدوا سيارة أجرة نوع ايكو تقف على مقربة من بوابة الكلية، وكان على متنها شخصان، وترجل أحدهم وذهب صوب بوابة نادي ضباط الشرطة، وأراد دخوله لكنه كان مغلقا وعندها شاهدوا السيارة تنفجر. وأشار الشهود إلى أنهم وبعد الانفجار شاهدوا ذلك الشخص الذي ترل من السيارة المفخخة، وكان مرتبكا وفي حالة تربص يتحين متى يتجمع المتقدمون مرة أخرى لنجدة زملائهم فيفجر نفسه فيهم، إلا أن الجنود قبضوا عليه واتجهوا به على متن سيارة «أوبل» أمنية صوب ميدان التحرير. وأفاد الشهود بأنهم شاهدوا أجساما وأشلاء ورؤوسا ودماء في مكان الانفجار ومحيطه، وشاهدوا أيضا بين الضحايا جثثا لرجال من المرور مرمية وسط الشارع. * سرقة الضحايا وذكر ناج أخر أن السيارة المتفجرة وصلت قادمة من جهة جولة السفارة السعودية وسارت وسائقها والشخص المرافق له ينظران إلى المتقدمين في الطابور ثم وصلت إلى جسر الصداقة وعادت من هناك تسير في شارع كلية الشرطة وحتى جول السفارة السعودية ثم عادت وتوقفت حيث انفجرت بالقرب من البوابة الرئيسية للكلية. وأوردت الصحيفة إحصائية جديدة بعدد ضحايا التفجير، وأفادت بأن القتلى بلغ عددهم 42 طالبا و86 جريحا، مضيفة إن «معظم الطلاب قضوا ليلتهم وسط البرد أمام بوابة كلية الشرطة وحولها كي يظفروا بالأولوية في الدخول إليها صباحا، لكن السيارة المفخخة أودت بحياتهم صباحا». وأشارت إلى أن ضحايا التفجير تعرضوا لعمليات سرقة لهواتفهم المحمولة ومسدساتهم والمبالغ المالية التي كانت بحوزتهم، ونقلت شهادات الناجين من المجزرة. ونقلت عن أقارب الشهداء تحميلهم المسؤولية في ما جرى لهم للرئيس هادي، وقالت إن أقارب الضحايا اتهموا الحوثيين بإدخال مسلحيهم عبر بوابة خلفية للكلية وتحاشوا الوقوف في الطابور الذي تعرض للتفجير بالمفخخة.