أثار اعتقال مدير مكتب الرئاسة اليمنية جدلاً واسعاً في أوساط الناشطين والسياسيين اليمنيين، فقد وصفت الناشطة اليمنية رضية المتوكل الحادثة بالقول: «اعتقد والله أعلم أن بن مبارك ليس مختطفا عند الحوثيين، وإنما ضيف». مشيرة إلى أنه من الممكن أن يكون بين الحوثيين وهادي اتفاق وأن بن مبارك ضمان لتنفيذ ذلك الاتفاق- حسب وصفه. من جهته أكد الكاتب الساخر، أحمد غراب أن اختطاف بن مبارك حلقة ثالثة لمسلسل مشترك بين هادي والحوثي وقال: «ربما نحن أمام الحلقة الثالثة من مسلسل مشترك بدأ بثورة وانتهى بخطف كمقدمات متدرجة نحو إقرار وضع جديد لليمن ينتهي بإقليمين أو ثلاثة على الأرجح». وأوضح غراب «أن هادي يبحث عن مخرج في ظل خزينة مفلسة وحكومة مشلولة ووجوده مثل عدمه بل ربما الحوثيون يبحثون عن انطلاقة لهدف جديد، متوقعاً أن تكون هناك حرب قادمة وأن خطف بن مبارك الذي يسبق العاصفة». ياسين التميمي- محلل سياسي يمني- تساءل عما وراء اختطاف بن مبارك وصفاً الاختطاف بالمشين. وقال: «عملية اختطاف الدكتور بن مبارك في وسط العاصمة، تشكل نقطة مفصلية في العلاقة الهشة القائمة بين الرئيس والحوثيين، بين الدولة الافتراضية والدولة الواقعية، بين الحقيقة السافرة، وحالة النفاق السياسي التي تتصدر واجهة المشهد وتهيمن على موقف الرعاة الدوليين للتسوية السياسية في اليمن». وتساءل التميمي، «ماذا سيقول هؤلاء الرعاة الذين يقفون بكل قوة وراء ما حصل في اليمن، وكان على رأس ذلك سقوط صنعاء»؟. وأوضح «أنه لم يبق إلا الرئيس، لم يختطف، وحتى حراسته على كثرتها العددية لا تكفي لتوفير حماية تُبقيه رئيساً في صنعاء لفترة طويلة، إذا ما اندلعت حرب تصفية لإرث الشراكة الوطنية، وتسيَّد منطقُ فرض الدولة الطائفية». وتابع التميمي: «لم يُبق الخاطفون شيئاً يمكن ادخاره لاستمرار العلاقة بين الحوثيين والرئيس، على هذا النحو المثير للاشمئزاز». وأشار التميمي إلى أن «بن مبارك مستهدف من النظام السابق، وقد يكون المسلحون من أتباع الرئيس المخلوع، لكن هذا لا يعفي الحوثيين من المسئولية فهم المسئولون أمنياً عن الذي يحدث في صنعاء.. ثم سنرى طبيعة ردة فعل الحوثيين لنحكم هل كانوا هم الفاعلين، أم هم الغطاء أم أنهم على الضد من عملية الاختطاف المشينة هذه». وتابع القول «ما يجب أن نلفت إليه أن ما وقع اليوم، يذكرنا بالأحداث التي شهدتها البلاد وكان على رأسها الحرب الدائرة في الجوف وفي منطقة الحدود المشتركة مع محافظة مأرب، كان الجميع ينظر إلى نتائج تلك المعركة للحكم على من سيفرض رأيه في صنعاء، لكن الذي حدث هو أن الرئيس سلم صنعاء بإيعاز من المجتمع الدولي عندما فشل الحوثيون في حسم معركة الجوف». ونوه التميمي إلى أن الحوثيين لم يعودوا يراهنون على الانتصار في مأرب ولهذا قرروا الحسم في الميدان الأسهل في صنعاء. وأختمم التميمي حديثه بالقول: «وعلى الرغم من أن بن مبارك ليس شخصية وطنية ثقيلة الوزن ولكنه مسئول كبير، وينتمي إلى المحافظات الجنوبية، وهنا يمكن الحديث أيضاً عن مسمار جديد يُدقُّ في نعش الوحدة اليمنية». رشاد الشرعبي –كاتب ومحلل سياسي يمني ألمح إلى أن اليمنيين ينتظرون وقوع الكارثة كنتيجة لأزمة سياسية بين هادي والحوثي وقال: «عقب كل أزمة تطفو على الساحة السياسية في اليمن بين الرئيس عبدربه منصور هادي وجماعة الحوثي, صار اليمنيون ينتظرون وقوع كارثة جديدة كثمرة لتلك الأزمة المفتعلة كمسرحية صارت مملة ومشاهدها مكررة, ويبدو أنه لم يبق إلا تمكين الحوثيين من السيطرة على منابع النفط في مأرب وربما عبرها سيصلون إلى نفط شبوة وحضرموت كبوابة لهما».