وما أكثر المجالس حين تعدها ولكنها حين النائبات لا تستطيع أن تحقق أمنا أو استقرارا أو أدنى من ذلك أو أكثر ، اليوم نحن على مشارف ولادة المجلس العسكري وهو مولود من رحم أزمة قادها الحوثيون وانقلبوا بها على كل ما تبقى من هيئات الدولة ومؤسساتها ، المجلس العسكري غطاء لذلك الانقلاب وليس حلا للمشكلة نعم ليس حلا للمشكلة فهل سيتمتع بالاستقلالية ويملك مفاتيح القوة والأمر والنهي ويفرض شرعية الامر الواقع وهل سيتكون من مجموعة من الضباط والقادة العسكريون المستقلون أم أنه تكريس للشراكة والسلم والوفاق في أقبح صورهما السابقة واللاحقة. المجلس العسكري والذي هو الآن يتخلق أو قد تخلق وإنما ينتظر ساعة الصفر لولادته بالنظر إلى المتغيرات على أرض الواقع لن يكون إلا مطية لمزيد من الاستيلاء والاستحواذ على ما تبقى من أطلال الدولة والجمهورية خصوصا وهو مرتهن لحركة بعينها وبيد هذه الحركة معظم مفردات القوة والهيبة للدولة ( المال ، الاعلام ، الجيش والأمن ) حتى وإن كان قادته من أهل الخبرة والكفاءة والنزاهة فما عساه أن يصنع إن لم يُعطى له كامل الصلاحيات وتوضع بيده كل أدوات القوة المحتلة لدى الجماعة الحوثية وحليفها صالح بل وتخضع له كل التيارات والأحزاب السياسية في كل ما من شأنه تثبيت ركائز الدولة المائلة وأعمدتها المتصدعة. الشراكة والسلم أصبحا هما المرجعان الرئيسيان لإدارة الدولة وهو تقاسم لكل مؤسسات الدولة بين الشركاء اسما والفرقاء حقيقة وواقعا والشريك الأقوى هو الذي يفرض النسبة التي تلبي أطماعه ( للذكر مثل حظ الأنثيين) بل ويشترط المناصب والمواقع التي يريدها بينما بقية الشركاء فأنصبتهم هي الأدنى بل ومعرضة للاستيلاء من ذلك الفصيل الأقوى والذي لم يفرض نفسه بإنجازاته وخدماته للوطن وانما بقوته وآلته العبثية واشتراطاته التعجيزية ولن يغير المجلس العسكري حالا مادام وهو قائم على هذا النوع من الشراكة وعلى السلم الزائف . القوى الخارجية وعلى رأسها أمريكا وإيران العدوتان منذ الساعة السابعة صباحا وحتى السادسة مساء والحليفتان بقية ساعات اليوم لا يهمها مجلس عسكري أو مدني أبدا بقدر ما يهمها من سيحافظ على مصالحهما ومن سيحقق مطامعهما ومكاسبهما الاستراتيجية في المنطقة وإن من يضمن لهما ذلك فإنهما معه وتؤيدانه مهما رفعتا رايات الحرية والديمقراطية فإنها رايات زائفة لنيل المغانم والمكاسب . على القوى السياسية في الداخل أن تدرك أن مزيدا من هذا النوع من الشراكة المتصاعدة والتي ستصل الى تشكيل المجلس العسكري إنما هو عبث ومضيعة للوقت فلم تفلح الشراكة في أدنى مستوياتها وانّى لها أن تفلح فيما هو اكبر وعليها أن تنظر جميعا بعين وطنية لا بعين حزبية تقاسمية لهذا الشعب وأن تقف معه في محنته والتي كانوا شركاء فيها مع القوى الانقلابية والتي باتت اليوم تتحكم به وتسلمه لقوى الخارج وان تُكفِر هذه القوى عن اخطائها مع الشعب وتنحني اجلالا لمطالبه وان تلحق خلف ركبه لأن يكون الشعب مطية لنيلها المناصب والرتب . نعم لمجلس عسكري قوي يستمد قوته من حبه لوطنه ومعاناة شعبه يرفض التبعية لقوى الداخل ويرفض الوصاية الخارجية يتميز بالخبرة والكفاءة على التخاطب مع كامل القوى الداخلية والخارجية قادر على الوقوف امام كل التحديات يضرب بيد من حديد كل معرقل ومخالف ونصب عينية حماية الثوابت الدينية والوطنية واعادة الحياة المدنية إلى طبيعتها.