سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اليمن على وشك الانفجار.. عزلة اقليمية وهجرة دولية وتحذيرات من حرب عالمية في الخليج والجزيرة العربية البكالي: التدخل العسكري في اليمن سيجعلها نسخة من سوريا
أكد الكاتب والمحلل السياسي اليمني علي البكالي أن مغادرة السفارات الأجنبية لصنعاء توحي بأن اليمن مقدمة على كوارث قد لا يدركها اليمنيون اللحظة، محذراً من أن التدخل الخارجي في اليمن سيجعلها نسخة من سوريا لتمتد المشكلة إلى كل أنحاء الجزيرة العربية ودول الخليج. وأعلنت أمريكاوبريطانياوفرنسا أعلنت إغلاق سفاراتها في اليمن على خلفية الأوضاع التي تشهدها البلاد خلال المرحلة الراهنة. وأكد مسؤولون أميركيون في واشنطن، أن السفارة الأميركية في اليمن ستغلق أبوابها بسبب الوضع الأمني المضطرب في البلد، الذي استولى فيه المتمردون الحوثيون على العاصمة صنعاء، واتبعت بريطانيا خطى الولاياتالمتحدة، وقالت وزارة خارجيتها، الاربعاء، إن لندن سحبت العاملين بسفارتها في اليمن، وعلقت بصفة مؤقتة أعمالها هناك لدواع أمنية. كما دعت فرنسا أيضا، رعاياها إلى مغادرة البلاد في أسرع وقت، وأعلنت عن إغلاق سفارتها مؤقتا اعتبارا من الجمعة؛ وذلك في رسالة نشرت على موقع السفارة الالكتروني. ويحذر مراقبون من أن خطوة إغلاق السفارات الأجنبية مؤشراً خطيراً على ما ستؤول إليه الأوضاع في البلاد، مؤكدين أن واشنطنولندن قررتا مراقبة الوضع في اليمن من بعيد والدفع بالمليشيا الطائفية المسلحة في معركة لا سقف لها قد تقود الجميع إليها وتكون مآلاتها خطيرة جداً. ويؤكد خبراء خليجيون أن الميليشيات الانقلابية الحوثية تأخذ اليمن إلى نفق مظلم، ربما ينتهي بحرب أهلية طاحنة، تؤدي إلى تفتيت وتقسيم اليمن إلى دويلات صغيرة وضعيفة، مطالبين في تصريحات نشرتها صحيفة «عكاظ» السعودية بسرعة التحرك الإقليمي والدولي قبل أن يفوت الأوان. المبعوث الأممي جمال بن عمر حذر في مقابلة متلفزة من أن اليمن على حافة الدخول في الحرب الأهلية، محملا جميع الأطراف السياسية اليمنية مسؤولية ما وصلت إليه الأوضاع، وقال: «كلهم شركاء في ما وصل إليه الوضع الآن كلهم ارتكبوا أخطاء وحماقات، وأحيانا مجموعات لجأت إلى العنف لتحقيق أهداف سياسية ومجموعات حاولت المناورات السياسية لعرقلت العملية السياسية ووصلت الأمور إلى ما عليه الآن». وفي تعليقه على إغلاق السفارات الأجنبية قال البكالي في حديث خاص ل «الخبر» إنه «من المعلوم أولاً أن لدى هذه السفارات من الأجهزة الاستخباراتية مالا يتوفر للدولة اليمنية نفسها أعني في وقت وجود الدولة»، معتبراً أن انسحاب السفراء وإغلاق السفارات ورحيل الجاليات أمراً مفزعاً وفي غاية الخطورة. وأضاف: «وكأن دول العالم قررت أن اليمن ستكون بؤرة اللحظة الراهنة وأنها سترمي بكل أوساخها في هذه البؤرة عبر معامل الصراع والحرب الداخلية أو الأهلية»، مردفاً: «أما الآن وقد انهارت الدولة وتملشنة مؤسساتها وخاصة مؤسستي الجيش والأمن فمن المؤكد أن اليمن مقدمة على حروب أهلية متعددة الأوجه». وأشار إلى أن المشكلة هي أن اليمنيين لا يدركون ماذا بعد، فكلهم سواء كانوا قوى سياسية أو مليشيات أو مسئولين يفهمون لغة اللحظة ويستخدمونها للكيد من قبيل غلبة الخصم وهم لا يدركون أننا بهذه الافعال نؤسس لواقع آخر تتداخل فيه الملفات المحلية والدولية. وبيّن أن الصراع المسلح اليوم في أي بلد عربي لم يعد يؤسس لنصر أو هزيمة لطرف على حساب الآخر بقدر ما يؤسس بؤراً ملتهبة تستجر كل أدوات العنف من أقصى الكرة الأرضية لتهبط في تلك البؤر. وقال: إنه «حينما تكون الدول مستقرة وباقية تفعل الأدوات الدبلوماسية بينها أما حينما تنتهي الدولة وتبدأ الفوضى لتقود خطام العلاقات والصراعات فإن الحال يقود إلى سوء المآل الجمعي»، مضيفاً: «صحيح أنه قد يظهر في البدء نصر شكلي لمن يملك أدوات الغلبة القهرية ولكن الحقيقة المرة أن المجتمع يتمزق نفسياً لينعكس ذلك التمزق والتفكك النفسي في صورة طوائف وجماعات متناحرة تعمل على تمزيق النسيج الاجتماعي والجغرافيا وتزوير الثقافة». ونوه بالقول: «أما من زاوية العلاقات الدولية بمثل هكذا مجتمع أعني مجتمع الملشنة وصراعاتها فإن انسحاب الأطر الدبلوماسية يعني تحول العلاقات الدولية من صيغة التعاون إلى صيغة أخرى قهرية أعني أن سحب السفارات والقنصليات يؤذن بخيارات جديدة مستقبلية لدى هذه الدول ربما تكون الأدوات العسكرية». ونوه بأن الدول حينما تفقد السيطرة على مصالحها بالدبلوماسية تستخدم أدوات القهر والقوة العسكرية لحمايته، مستدركاً: «وكأني أرى دول العالم اليوم تجمع على التدخل العسكري في اليمن». ووصف البكالي ذلك بالأمر المخيف والمفجع إن حدث حالاً أو مستقبلاً لأنه سيؤدي إلى تدخلات ذات طبيعة تنافرية تبعاً للخلافات الدولية وهو ما قد ينقل اليمن من الحرب الأهلية الداخلية ليجعلها ساحة للإحتراب الدولي. ولفت إلى أنه في حال حدث مثل هذا التدخل العسكري في اليمن سيجعل اليمن نسخة من سوريا لتمتد المشكلة بعد ذلك في كل أنحاء الجزيرة العربية ودول الخليج، وقد يقود ذلك لحرب عالمية تدور رحاها في الجزيرة العربية. أما على الصعيد الاقتصادي جراء مغادرة البعثات والسفارات الأجنبية صنعاء فيرى البكالي أن اليمن بعد أن وضعتها المليشيات حبيسة في هذه العزلة الاقليمية والدولية سينهار اقتصادها الهش خلال أشهر معدودة قد لا تتجاوز نصف عام وسيبدأ الانهيار للعملة يتبعه رحيل الشركات الاستثمارية النفطية وغيرها إن نشبت الحروب وهو ما سيجلب على اليمنيين كارثتين كارثة الجوع والفقر وكارثة الحروب الأهلية.