حذر مراقبون من خطوة إغلاق عدد من السفارات الأجنبية لسفاراتها في اليمن، مؤكدين أن ذلك مؤشراً خطيراً على ما ستؤول إليه الأوضاع في البلاد. وأعلنت كلا من أمريكاوبريطانياوفرنسا إغلاق سفاراتها في اليمن على خلفية الأوضاع التي تشهدها البلاد خلال المرحلة الراهنة. وأكد مسؤولون أميركيون في واشنطن، أن السفارة الأميركية في اليمن ستغلق أبوابها بسبب الوضع الأمني المضطرب في البلد، الذي استولى فيه المتمردون الحوثيون على العاصمة صنعاء، واتبعت بريطانيا خطى الولاياتالمتحدة، وقالت وزارة خارجيتها، اليوم الاربعاء، إن لندن سحبت العاملين بسفارتها في اليمن، وعلقت بصفة مؤقتة أعمالها هناك لدواع أمنية. كما دعت فرنسا أيضا اليوم، رعاياها إلى مغادرة البلاد في أسرع وقت، وأعلنت عن إغلاق سفارتها مؤقتا اعتبارا من الجمعة؛ وذلك في رسالة نشرت على موقع السفارة الالكتروني. من جانبها قررت سفيرة الاتحاد الأوروبي بصنعاء، اليوم الأربعاء، مغادرة اليمن خلال 48 ساعة لأسباب أمنية، بحسب مصدر في السفارة. وأوضح المصدر طالباَ عدم ذكر اسمه في تصريحات لوكالة «الأناضول» أن بتينا موشايت سفيرة الاتحاد الأوروبي قررت مغادرة اليمن خلال 48 ساعة نتيجة للأوضاع الأمنية التي تمر بها البلاد، دون ذكر تفاصيل إضافية. وفي هذا السياق اعتبر الكاتب والمحلل السياسي ياسين التميمي إغلاق السفارات الأجنبية في العاصمة صنعاء مؤشراً خطيراً على مآلات الأمور في اليمن. وقال التميمي في حديث خاص ل «الخبر»: «من الواضح أن واشنطن سلمت صنعاء للحوثيين، في ظل تضاؤل بل وانعدام فرص إنجاح الحوار تعني في تقدير سفراء الدول الراعية أن البديل هو الحرب والفوضى». وأوضح أن واشنطن أعلنت أنها فقدت المعلومات عن كمية من الأسلحة كانت قد قدمتها لليمن في عهد الرئيس السابق صالح، منوهاً بأن ذلك يعطي انطباعا بأن واشنطنولندن على وجه التحديد قررتا الدفع بالمليشيا الطائفية المسلحة في معركة لا سقف لها قد تقود الجميع إليها وتكون مآلاتها خطيرة جداً. وأشار إلى أن واشنطنولندن يعلمان بذلك وقد قررتا مراقبة المشهد من بعيد دون تحمل تبعاته، موضحاً أن الأمر ليس منفصلا عما يجري في العراق وسوريا. وتحدث التميمي عن أن هناك احتمالات أيضا بوجود خطة لإحراق الجماعة الحوثية المسلحة، موكداً أن الوضع في غاية التعقيد، وأن الرهان ينعقد اليوم على الثورة الشعبية لاستعادة الدولة والوطن ووحدته من هذا التجيير الطائفي لهما لحساب المشروع الفارسي. من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي منير الماوري إن المعلومات التي لديه تؤكد أن الحوثيين طوقوا السفارة لعدة ساعات بغرض تأمين وحماية عملية نقل لموظفين إلى المطار ليس بينهم السفير. وأرجع الماوري في حديث ل «الخبر» إغلاق السفارة الأمريكية إلى خوف واشنطن من تكرار تجربة بنغازي في اليمن وأن ذلك يجعل الخارجية الأميركية في منتهى الحذر، مضيفاً: «حتى لا تتهم الإدارة الأمريكية بإهمال التحذيرات والتفريط في حياة الامريكيين».