تتعقد الأوضاع في اليمن بسبب التصعيد الأخير الذي قامت به جماعة الحوثي، وجاء انسحاب الكثير من البعثات الدبلوماسية من صنعاء تعبيراً عن المخاوف من حالة إنهيار وتلاشي الدولة، فالمقدمات تشير إلى أن البلاد تنزلق نحو منحنى خطير، ونذر الفتنة والفوضىٰ والتشظي بادية للعيان. وفي هذا الظرف الحساس والحرج يبدو التراجع خطوة للخلف ضرورة لإيقاف تدحرج اليمن نحو السقوط: أولاً: جماعة الحوثي عليها أن تتوقف عن إندفاعها الذي لم تحسب عواقبه، وأن تعود إلى ما قبل التاسع عشر من يناير 2015م، فتسلم دار الرئاسة والقصر الجمهوري والألوية التي سيطرت عليها وترفع الحصار عن الرئيس ورئيس الوزراء والوزراء، وتتخلى عن الخطوات الأحادية التي قامت بها؛ وستُحسب لها هذه الخطوة حتى لا تتحمل مسؤولية كوارث الإنهيار. ثانياً: الرئيس عبدربه منصور هادي يتراجع عن استقالته، ويعود لممارسة عمله على أن يتم تعيين نواب له تتوافق القوى السياسية على عددهم وأسمائهم. ثالثا: رئيس الوزراء المهندس خالد بحاح وحكومته يتراجعون عن استقالتهم، ويعودون لمباشرة أعمالهم. أعتقد أن هذه الخطوات الثلاث ستوقف الإنهيار، وستكون بداية لإعادة العافية لليمن، ويمكن بعدها مناقشة كافة القضايا الشائكة بما في ذلك ما يتعلق بالاتفاقات السابقة. ثلاث خطوات للخلف يمكن أن تمنع إنزلاق اليمن نحو الإنهيار، وسيتسع اليمن لجميع أبنائه، أما الأقليم ودوّل العالم فيقولون بلسان الحال: لن نقف معكم طالما عجزتم عن مساعدة أنفسكم!! اللهم ألهم اليمنيين أرشد أمرهم، وأصلح ذات بينهم…