تمكن وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي من مغادرة صنعاء والإفلات من قبضة الحوثيين والتوجه نحو العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن، بعد أسابيع من خروج الرئيس هادي وتحرره من الإقامة الجبرية التي فرضها الحوثيون عليه. وفور وصوله إلى عدن كشف الصبيحي عن تفاصيل خروجه من منزله في العاصمة صنعاء، وقال: إنه «خرج من منزله ظهر يوم السبت في العاصمة اليمنية صنعاء بالتنسيق مع مشائخ واعيان من محافظة مأرب». وأوضح الصبيحي، في تصريحات صحفية، أنه سلك طريق صنعاءمأرب حيث وصل إلى محافظة مأرب مع عصر يوم الأحد في حين تحركت على الفور عدد من الاطقم الخاصة بحراسته وتوجه إحداها صوب طريق صنعاءالحديدة وتحرك طقم أخر صوب صنعاءذمار بهدف ايهام الحوثيين بأنه ربما يكون معهم. وشكّل خروج الصبيحي، من صنعاء إلى عدن انتكاسة كبيرة للحوثيين، ونقطة تحول في المؤسسة العسكرية اليمنية، نظرا لما عرف عنه من وقوفه في وجه الحوثيين وإعلانه عدم السماح بدخول الميليشيات الحوثية إلى تعز، كما كان من أكثر القادة العسكريين معارضة لبقائها في صنعاء. ويقول مراقبون إن مغادرة الصبيحي صنعاء ووصوله إلى عدن قلب الطاولة مجددا على الحوثيين بعد مغادرة هادي، وأحدث إرباكا في صفوف الجماعة الحوثية، معتبرين أن وصول الصبيحي إلى عدن يمثل مركزاً لجمع قوة عسكرية وقبلية لمقاومة الحوثيين ومنعهم من التقدم صوب الجنوب. وفي هذا السياق توقع الخبير العسكري والعميد المتقاعد في الجيش اليمني محسن خصروف أن يتبع وزير الدفاع في المغادرة إلى عدن آخرون ليس بالضرورة أن يكونوا جنوبيين. وأوضح خصروف، في حديث ل «الخبر» أن نجاح «السبع» اللواء الصبيحي في الخروج من صنعاء سيرفع معنويات منتسبي القوات المسلحة ويعطيهم الأمل في إمكانية التخلص من سلطة الانقلابيين. وقال: إن «ما قام به الصبيحي سيعمل على استعادة الدور الوطني لمؤسستينا الدفاعية والأمنية، وسيقلب المعادلة لصالح الشرعية الوطنية، وهذا كله لا يتم ولا يتحقق بمعزل عن الدم الشعبي الفاعل والمكثف»، معتقداً أن اللواء الصبيحي سيساهم في تحقيق زحزحة للوضع القائم لصالح الوطن. من جانبه اعتبر المحامي والناشط الحقوقي خالد الانسي مغادرة وزير الدفاع إلى عدن سيسهم في دور فاعل للرئيس هادي، «لأن اليأس خيانة سوف نتعلق بعبدربه هادي حتى ولو أصبح قشة فربما هذه القشة سوف تقصم ظهر الحوثي بعد أن ثقل الحمل عليه بركوب الرئيس السابق عليه». وأضاف الآنسي، في حديث ل «الخبر»: «وسنترك للقشة أن تجدف بالصبيحي أو لا تجدف به خيرا من ان نجعل خوفنا يحرق هذه القشة التي يمكن تنقذنا او يكسر هذا المجداف الذي يمكن ان يعبر بنا ثم نقعد نلعن أنفسنا لما لم نعطي اي منهما فرصة أخيرة» وتابع: «لم يعد لدينا ما نخسره اذا وقفنا اليوم مع عبدربه هادي ثم خذلنا مجددا و لكن سوف نخسر كثيرا اذا كان يريد ان يعمل شيء ثم خذلناه بسبب خوفنا من خذلانه وغضبنا من سابق أخطائه».