أحدث خطاب الرئيس السابق علي عبدالله صالح استهجانا كبيرا وردود فعل واسعة في الوسط السياسي اليمني، وهو الخطاب الذي ألقاه صالح أمس الأول وتهجم فيه بشكل غير مسبوق على الرئيس عبدربه منصور هادي وطالب هادي بالهروب من البلاد. وتبادل الجانبان تصريحات نارية، على يومين متتالين، الإثنين والثلاثاء الماضيين وفي لقاءات جمعتهما بمؤيدين من محافظة تعز. وقال صالح، في خطابه أمام مجموعة من أتباعه من أبناء محافظة تعز: «أنا أنصح أولئك المهرولين (يقصد هادي) الذين يهرولون إلى عدن مثلما هرولوا في عام 1994 إلى عدن ليركضوا بعد الانفصاليين، ولكن الانفصاليين في 1994 هربوا كما حددت لهم من ثلاثة منافذ، منفذ الشرورة، منفذ المهرة ومنفذ جيبوتي البحر الأحمر، ولكن هؤلاء ليس معهم أين ينفذوا، إن هذه المرة لن يحصلوا على هذه المنافذ، وليس أمامهم سوى منفذ واحد، هو البحر الأحمر في اتجاه جيبوتي، ونحن سنعمل على تأمين البحر الأحمر لينجوا بجلودهم وبفلوسهم». وهدد بفتح ملفات لم يكشف عن طبيعتها وقال «أنا لم أطل بعد لأخاطب الشعب ولكن سأطل في الوقت المناسب لأكشف الحقائق وأخرج الملفات كاملة». وخاطب صالح خلفه هادي بالقول «إن شاء الله مثلما هيكلتم الجيش ستتهيكلوا أنتم بأنفسكم، فأنتم الأن في طريقكم إلى الهيكلة»، أي الإبعاد عن السلطة. وكشف صالح عن سر انزعاجه من هادي إثر وصفه له ب(المخلوع) وحاول أن يرد عليه الصاع صاعين في هذا الصدد وقال «أنت تقول علي عبدالله صالح المخلوع، من الذي خلعك؟ خلعك أنصار الله (الحوثيون)... خلعوك وحاصروك لسوء تدبيرك والآن تقول تريد أن تنقل العاصمة إلى عدن... العاصمة صنعاء ولا أحد يستطيع أن ينقل العاصمة إلا من يمثل الأمة وهو مجلس النواب، وهو المؤسسة الشرعية التي بيدها هذا الحق». إلى ذلك نقلت صحيفة «القدس العربي» عن مصادر سياسية التقت الرئيس هادي صباح أمس في عدن القول إن «هادي انتقد صالح بشكل حاد وشديد ووصفه ب(الواهم) وأنه يريد العودة بالبلاد إلى حرب صيف 1994 وقال «لن نسمح بتكرار حرب 1994». وتوقع هادي نهاية قريبة لسلفه صالح، وشن عليه هجوما حادا خلال لقائه أمس في عدن مسؤولين حكوميين من محافظة تعز، وقال، هادي في كلمته التي رفض توثيقها، إن «صالح لا يملك شيء ولم يعد يمتلك حرس جمهوري». ووفقا لمصادر حضرت اللقاء فإن هادي، أكد في كلمته أن تحالف صالح هادي هو آخر حلقة في مشروع صالح وستكون نهايته كونه أصبح ضعيفا ولم يعد بيده شيء، وفقا ل «نيوز يمن». كما اتهم الرئيس هادي، سلفه صالح بالتحالف مع إيران، كاشفا في هذا الشأن عن إرساله – صالح- «ثلاثة عشر عضو مجلس نواب إلى إيران.. وأن اتفاقا أبرم مع الحوثيين يقضي بأن تفتح إيران قناة لصالح للتواصل مع الحوثي بهدف نقل تجربة إيران على أساس أن الحوثي يصبح مرشدا وأن المؤسسات تدار عبر المؤتمر». وذكرت المصادر أن هادي اتهام صالح أيضا، بالوقوف وراء مساعي تشكيل مجلس عسكري، يقوده نجله. وقال: «بمجرد دخول الحوثيين إلى صنعاء طلب منهم صالح إعلان مجلس عسكري برئاسة نجله أحمد علي صالح وأن الحوثيين ردوا بعبارة طز .. نحن مسيطرين على الوضع». كما تحدث هادي عن أن صالح لم يعد بيده المؤتمر حيث أن بيده أربعة أشخاص، لم يسمهم، مشيرا إلى أن هناك خمسة أقاليم مستعدة للاستفتاء وإن إقليم آزال لا يمكنه فرض إرادته على بقية الأقاليم. وعن عمليات محاصرة منزله في صنعاء، قال هادي، إن «الحوثيين حاولوا اقتحام منزله خلال مدة أربعة وعشرون ساعة ولكنهم عجزوا وسقط 13 شهيد و37 جريح من الحراسة ولما عجزوا عن دخول البيت فرضوا الإقامة الجبرية».