وجَّه عدد من أعضاء مجلس النواب الأردني انتقادات حادة لإيران وسياستها في المنطقة، على خلفية تصريحات نسبت لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، اعتبر فيها أن "إيران أضافت الأردن لقائمة الدول التي تتحكم فيها طهران، وأنه تتوافر في الأردن إمكانية اندلاع ثورة إسلامية تستطيع إيران أن تتحكم فيها". وطالب عدد من النواب في جلسة مناقشة عامة من وزارة الخارجية الأردنية تعقب تلك التصريحات والوقوف على مدى صحتها، مطالبين إيران بتقديم اعتذار للأردن في حال ثبتت صحة تلك التصريحات. وشهدت الجلسة انقسامًا في آراء عدد من النواب حول الانفتاح في العلاقة ما بين عمّان وطهران، عقب زيارة وزير الخارجية الأردني ناصر جودة إلى طهران في السادس من مارس/ آذار الجاري، مثلما شهدت تباينًا في الموقف من التنسيق والتعاون مع النظام السوري في الحرب على ما يسمى "الإرهاب"، وفقًا للأناضول. وفي أولى المداخلات البرلمانية المنتقدة لتصريحات سليماني، قالت النائب وفاء بني مصطفى (عن كتلة المبادرة وتضم 15 نائبًا من أصل 150): إن "المطلوب من الحكومة توضيح أسباب زيارة وزير الخارجية إلى طهران وما أعقبها من تصريحات لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني"، مؤكدة ضرورة تقديم إيران "اعتذارًا رسميًّا عن تلك التصريحات في حال ثبت صحتها". لكن النائب مصطفى شنيكات (التجمع الديمقراطي ويضم 10 نواب) أكد أهمية تنويع الخيارات السياسية الأردنية، وعبر عن تأييده لزيارة وزير الخارجية إلى طهران، مثلما دعا إلى التنسيق مع الحكومتين السورية والعراقية في الحرب على الإرهاب. ورد وزير الخارجية الأردنية على مداخلات أعضاء البرلمان بالقول: إن "ما نسب من تصريحات لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، تابعته الخارجية الأردنية منذ البداية للتأكد من صحة التصريحات". وحول الانفتاح في العلاقة مع طهران، رفض الوزير جودة هذه التسمية، معتبرًا أن زيارته إلى طهران "تأتي في سياق أن السياسية الخارجية الأردنية تستند إلى إدامة قنوات التواصل مع الجميع". وكانت السفارة الإيرانية في عمّان نفت يوم الاثنين في بيان لها ما نسب من تصريحات لسليماني.