تُعتبر الأجواء المغبرّة أمراً مُتكرراً إن لم يكُن شبه دائم في شبه الجزيرة العربية ومنطقة الخليج العربي،كيف لا وأراضيها مليئة بالصحاري الجافة والنفوذ من كُل مكان، فما أن تشتد سُرعة الرياح حتى ترى الغبار وقد أُثير هُنا وهناك. ولكن، رُغم أن الغبار أمر اعتيادي ومُتكرر، إلا أن العاصفة الرملية الشديدة التي أثرت على السعودية وقطر والبحرين والإمارات ومن ثم كُل من عُمان واليمن، والتي تم تسميتها ب "مُظلمة" من قبل لجنة تسمية الحالات المناخية المميزة في السعودية، يُمكن تصنيفها على أنها من بين أشد العواصف الرملية وأكثرها تأثيراً عبر التاريخ وذلك لعدّة أسباب.
أولاً: مساحة المناطق المُتأثرة بالعاصفة الرملية أثرت العاصفة الرملية على أجزاء واسعة من كبيرة من شبه الجزيرة العربية خلال مُدّة زمنية قصيرة، حيثُ زادت مساحة المناطق المتأثرة بالعاصفة عن مليون ونصف مليون كيلومتر مُربع. ثانياً: تحوّل لون السماء إلى الأحمر أو البرتقالي شهدت العديد من مناطق السعودية والإمارات، تحوّل لون السماء إلى البرتقالي أو حتّى الأحمر في بعض المناطق، وذلك دلالة على شدّة العاصفة الرملية. ثالثاً: انقلاب النهار إلى ما يشبه الليل في العديد من مناطق السعودية تسببت قوّة العواصف الرملية في اختفاء قُرص الشمس تماماً في البداية وتدريجياً تحوّل النهار إلى ما يُشبه الليل في العديد من مناطق المملكة العربية السعودية، حيثُ ساد الظلام في وسط النهار، بما في ذلك العاصمة السعودية الرياض. رابعاً: انعدام مدى الرؤية الأفقية بشكل تام في عدّة مُدن هامّة ومن أكثر ما ميّز هذه العاصفة الرملية هو انعدام مدى الرؤية الأفقية بشكل تامّ في كُل من الرياض والدمّام ورفحاء والمنامة والدوحة، حيثُ بلغ مدى الرؤية الأفقية في هذه الدُّول (صفر من الأمتار)، في حين تدنّى مدى الرؤية الأفقية وبشكل حادّ في كُل من دبيوأبوظبي إلى أقل من 200 متر. خامساً: تعليق رحلات الطيران في مطارات دولية عالمية وهامّة تسببت العاصفة الرملية الشديدة في تعليق وإرباك رحلات الطيران في مطارات عالميّة هامّة وعلى رأسها مطار دبي الدولي ومطار أبوظبي الدولي، ومطار آل مكتوم في دبي، إضافة إلى مطار الملك خالد في الرياض ومطارات الدوحة والمنامة الدوليين. سادساً: تعليق الدراسة في قطر وعدّة مناطق بالسعودية دفعت الأحوال الجوية الصعبة السُلطات التعليميّة في كُل السعودية وقطر إلى تعليق الدراسة في المدارس والجامعات خلال يوم الخميس، وذلك حفاظاً على صحّة الطُلاب وإبعادهم عن مخاطر الغبار والمضاعفات الصحيّة التي قد تنشأ عن استنشاقه أو التعرُض لهُ. سابعاً: ازدحام مروري خانق على الطرقات الخارجية ونظراً لانعدام مدى الرؤية الأفقية بشكل تام مع ليلة الأربعاء/ الخميس، شهد طريق الرياض- الشرقية في السعودية ازدحاماً مرورياً خانقاً استمر لساعات طويلة، وقد اصطف بعضُ السائقين على جنبات الطرقات طيلة الليل لحين انحسار العاصفة، في حين غامر الكثيرون بحياتهم وحاولوا القيادة وسط انعدام تام للرؤية الأفقية. ثامناً: المستشفيات تستقبل الآلاف من مرضى الجهاز التنفسي والعيون استقبلت المستشفيات والمراكز الصحية في السعودية والإمارات وقطر والبحرين، الآلاف من مرضى الجهاز التنفسي والعيون، نتيجة لتعرُضهم للأجواء المُغبرّة خلال هبوب العاصفة الرملية. ومن ضمن التقارير الواردة حول هذا الموضوع، ذُكر بأن المراكز الصحيّة في الرياض استقلبت لوحدها 150 حالة ضيق تنفسي حادّ. تاسعاً: سُرعة هبّات الرياح تتجاوز ال100 كم/ساعة في شمال السعودية وصلت سُرعة هبات الرياح خلال تأثير العاصفة الرملية إلى 105 كم/ساعة في رفحاء شمال المملكة العربية السعودية، وهو ما أدى إلى إثارة الغبار بشكل هائل وكبير. عاشراً: من أسرع العواصف الرملية تحرُكاً وانتشاراً بلغت سُرعة حركة العاصفة الرملية وانتشارها نحو 100 كم/ساعة فوق مياه الخليج العربي وفي أرجاء شبه الجزيرة العربية.
