الضالع أول محافظة أعلنت هويتها السياسية مبكراً، في وجه حاكم كان يرى الناس مجرد عبيد وقطيع من الأغنام، يجب أن يكون هو وريثها الوحيد. ومنذ ذلك التاريخ، تعامل المخلوع علي عبدالله صالح وسلطاته المدنية والعسكرية مع الضالع، بطريقة مناطقية جهوية، مستخدماً المعول الأمني والعسكري، للانتقام منها ولتشوية صورتها، فحرمها من الخدمات الأساسية ومشاريع البنية التحتية والاستثمارية. أوعز صالح إلى رجاله الأمنيين والعسكريين مهمة إشعال الحرائق، وافتعال الأزمات وتغذية النتوءات والصراعات في هذه المحافظة، مستخدمين القوة تارة، والترويض لضعاف النفوس تارة أخرى. وفي الشق الآخر، تعبث سلطاته المدنية في الجهاز الإداري، وانتشار للفساد والمحسوبية، وسلعنة للوظيفة العامة. حزب صالح منذ تأسيس المحافظة في 1998 هو من يدير المحافظة. أكثر من 48 مديراً عاماً في المحافظة كلهم من حزب صالح، لا وجود للأحزاب أو المكونات الأخرى بينهم. 16 عاماً من حكم حزب صالح الضالعَ تبدو فيها المحافظة أشبه بمخيمات لجوء، تدهور وتوقف للخدمات العامة، انتشار الفقر والبطالة وارتفاعهما على نحو مخيف، قصف بالدبابات والمدفعية لمنازل الساكنين وإزهاق لأرواح المواطنين والمدنيين. وقلما تجد يوماً في الضالع بدون لعلعة الرصاص وأصوات المدافع والدبابات. وقلما تجد يوماً لا يسقط فيه قتيل، أو جريح. وآخر معاقل المخلوع صالح اللواء 33 مدرع الذي يقوده العميد عبدالله ضبعان، أكثر الألوية انتهاكاً لأبناء الضالع. وما أن يذكر هذا اللواء وقائده ضبعان، إلا وتذكر معه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، قصفاً للمنازل واستهدافاً للمدنيين وللمنشآت الحكومية والخاصة وللأسواق والطرقات. وفي 24 مارس/آذار 2015، شنت مليشيات الحوثي وقوات اللواء33 مدرع الموالية لعلي عبدالله صالح، المساندة لها، حرباً ابتدأتها بقصف مدينة الضالع. وبعدها دارت اشتباكات ومواجهات بين الحوثيين، مسنودين بقوات صالح، والمقاومة الشعبية. وشن الحوثيون وقوات اللواء 33 مدرع قصفاً عنيفاً على مدينة الضالع والقرى المجاورة لها. ويتمركز الحوثيون في معسكرات (الجرباء والقشاع والسوداء ولواء عبود والخزان)، وكلها على مشارف مدينة الضالع، بالإضافة إلى تمركزهم في معسكر الأمن المركزي في سناح. ويعتبر معسكر الجرباء محاذياً لمدينة الضالع، ويتمركز قناصة الحوثيين في العمارات السكنية التي بجانبه، بعد أن طردوا سكانها. ودمر الحوثيون مستشفى السلامة في مدخل مدينة الضالع، والآن، يتمركزون فيه ويتمركزون في مجمع الرئيس التربوي. وتعرض مبنى كلية التربية في مدينة الضالع إلى القصف. كما احتل الحوثيون مبنى إدارة أمن قعطبة، ويتمركزون حالياً فيه. وتعيش المدينة نقصاً مخيفاً في الغذاء، وكذلك أزمة مياه متواصلة، بسبب قلة الأمطار والمياه الجوفية في السنوات الأخيرة، والاعتماد على الخزانات الشخصية التي تخزن مياه الأمطار، وتستخدم لشهور الجفاف، حيث أثر النزوح على المناطق المستضيفة، وتوشك المياه غير الصحية على النفاد.