حذَّر تقرير طبي جديد من انتشار الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية، داعيًا إلى توحيد الجهود بين الحكومات للسيطرة على الإمدادات الدولية من هذه العقاقير. وقال التقرير إن مقاومة الجسم للمضادات الحيوية تمثل تهديدا وجوديا للطب الحديث، وإن الخبراء يعتبرون أن الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية قد يؤدي إلى عمليات روتينية أصبحت مميتة من خلال زيادة خطر العدوى بعد أن تصبح المضادات الحيوية غير فعالة، وأن الأدوية المستخدمة حاليا لعلاج كل شيء من التهابات الصدر لمرض السل أصبحت عديمة الفائدة في ظل مقاومة الجسم للمضادات الحيوية بعد أن يعتاد عليها الجسم. وأضاف التقرير الذي نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية الخميس (14 مايو2015)، مقتطفات منه أن هناك تقديرات تشير إلى أن المضادات الحيوية ممكن أن تتسبب في مقتل 10 ملايين شخص كل عام، وأن الانفاق عليها سيبلغ 100 تريليون دولار بحلول عام 20150. ويعتقد الخبراء أن تقنين استخدام المضادات الحيوية هو أمر حيوي يساعد على إبطاء عملية تطور تتم داخل الجسم وتحوله إلى مقاومة هذه العقاقير، وهو ما يقلل فعالية علاجات أخرى أيضا. وقالت الصحيفة البريطانية أنه على الرغم من أن العديد من المضادات الحيوية الأكثر استخدامًا أصبحت بالفعل أقل فعالية، إلا أنه لا يتم تطوير أصناف جديدة منذ 25 عاما، وتتردد الشركات في الاستثمار في مجال البحوث المتعلقة، حيث يُنظر لها على أنها غير المربحة. وطالب الخبراء الذين أعدوا التقرير بتكاتف الجهود الدولية للحد من تجارة المضادات الحيوية حول العالم، والعمل على إطلاق كيان يساعد في تطوير العقاقير الضرورية للعالم فقط، لعلاج العدوى والأمراض التي تحتاج علاج بالمضادات الحيوية ولكن بمواصفات معينة.