في اول رد له على اتهامه بالخيانة من قبل العميد صادق سرحان كما نقلت عنه بعض وسائل الاعلام ، رد محافظ تعز شوقي احمد هائل الذي يتواجد حاليا في السعودية بأنه ليس خائنا، وانما انتقل الى مكان يسمح له بخدمة أبناء محافظته بشكل افضل . وقال شوقي: "لست خائن أو هارب طالما فكر في الخروج من حالة الحصار التي فرضتها عليه الظروف والانتقال الى مكان يسمح له بخدمة ابناء محافظته بشكل افضل. وأضاف في توضيح له على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" نشره مساء الخميس "وقد قيل لي إني سأواجه أشخاصا سيتنافسون على من يقتلني ليلصقون التهمة بخصومهم". واردف: "بذلت في بداية المواجهات المسلحة جهودا مضاعفة لاحتواء الموقف وحاولت عبر اللقاءات المباشرة والاتصالات المكثفة ان امنع اراقة قطرة دم واحدة الا اني لم اجد اذانا صاغية فأعلنت استقالتي كي لا اتحمل مسؤلية ازهاق روحا بريئة ". وفيما يلي نص التوضيح : توضيح هام: – اقسى ما عرفته بعد مغادرتي لتعز ان يقال عني خائن و هارب او ان اصنف كداعم لطرف سياسي ضد طرف .. – اعتقد ان من حقي امام هكذا اتهامات ان اشرح بإيجاز شديد الظروف التي مررت بها في فترة عملي كمحافظ لمحافظة تعز واظن ان من الواجب في البداية ان يعرف كل من يتهمني بالخيانة ان قبولي لوظيفة محافظ لم يضف لي شيئا سوى اني وجدت متسع لخدمة ابناء تعز كمسئول وصاحب قرار ويشهد الله اني بذلت منذ اول يوم مارست فيه عملي جهودا تصب معظمها في اتجاه تعويض تعز مما حرمت منه وقد حققت والحمدلله نجاحات في مشاريع وتعثرت في مشاريع وهنا اتوقف لأقول ان تعثري في انجاز بعض المشاريع لم يكن ناتج عن تقصير او اهمال وانما لظروف كان يمر بها الوطن على فترات عصيبة . – لقد حاولت بكل امكاناتي ان اغير واقع تعز رغم جملة العراقيل التي وضعت في طريقي ورغم حالة الاحتقان التي كانت تعيشها المدينة على خلفية احداث 2011 ، حاولت ان اتجاوز ومعي كل المخلصين والشرفاء الاسوار الكبيرة والصغيرة بلقاءات وحوارات عززنا من خلالها الثقة بين ابناء المحافظة واسسنا ، من خلال ميثاق شرف ، التف حوله الجميع ، واقع يقوم على تضميد الجروح وتحسين العلاقات بين مختلف شرائح ابناء المحافظة الواحدة واحسب ان تعز في تلك الفترة كانت محسودة دونا عن سائر محافظات الجمهورية على امنها وامانها بعد ان كانت وسائل اعلام محلية وعربية وعالمية تصنفها من المدن التي تشهد عنفا يجذب اهتمام العالم ثم والحمدلله بجهود مشتركة من قيادة السلطة واللجنة الامنية والاحزاب والتنظيمات السياسية والعلماء والشباب والمرأة والشخصيات الاجتماعية وكل المكونات تلاشى كل شيء وتحولت تعز الى مدينة هادئة ومستقرة . – بعد اعوام من المثابرة والاستقرار بدأت تلوح في الافق علامات فتنة على امتداد اليمن وكان من ضمن مخططها ان تمس نارها تعز غير اننا بتكاتف غير مسبوق لأبناء المحافظة استطعنا ان نغير مجرى الطوفان وجنبنا تعز لفترة طويلة ان تكون مفتتح مواجهات مسلحة امتدت بعد ذلك لتشمل كافة المحافظات . – حاولت شخصيا مع بداية الاحداث ان امنع انفجار الوضع في تعز على النحو الذي باتت عليه اليوم ، كنت حريص وانا اعقد لقاءات يومية بأعضاء اللجنة الامنية ان تبقى محافظتنا خارج حدود الاشتعال غير ان الوضع ، بعد ان رفض من كنت اعول عليهم التعاون معي ، الانصياع لتوجيهاتي ، خرج الامر برمته عن السيطرة ووجدنا انفسنا امام موجة عنف ماكان لها ان تصبح اسرع من اشتعال النار في الهشيم لو اننا احتكمنا لمنطق العقل وعالجنا قضايانا الصغيرة والكبيرة بحكمة . – لقد بذلت في بداية المواجهات المسلحة جهودا مضاعفة لاحتواء الموقف وحاولت عبر اللقاءات المباشرة والاتصالات المكثفة ان امنع اراقة قطرة دم واحدة الا اني لم اجد اذانا صاغية فأعلنت استقالتي كي لا اتحمل مسؤلية ازهاق روحا بريئة ، وركزت بعد الاستقالة اهتماماتي بالجوانب الانسانية حيث سخرت وقتي وامكاناتي في معالجة كثير من القضايا التي تتعلق بهموم الناس اليومية ابتداء بضمان مواصلة عمل المستشفيات الحكومية ومرورا بتوفير المواد الغذائية الاساسية وايضا توفير المشتقات النفطية للمؤسسات الخدمية وعلى رأسها مؤسسة المياة ومكتب التحسين والنظافة وايضا محطة المخأ البخارية . – هل بعد كل ذلك يمكن ان يقال عني خائن وبالاخص بعد ان اخترقت قذيفة مبنى بيت الدولة (الاستراحة التي كنت اعقد فيها لقاءاتي بعد الظهر) وكأنها رسالة تهديد يراد بها احباط جهودي بشكل نهائي . – انا لست خائن طالما فكرت في الخروج من حالة الحصار التي فرضتها الظروف والانتقال الى مكان يسمح لي بخدمة ابناء محافظتي بشكل افضل وللعلم ماكنت لأغادر منزلي الا بعد ان تأكدت من اني مستهدف وقد قيل لي اني سأواجه اشخاصا سيتنافسون على من يقتلني ليلصقون التهمة بخصومهم ، لم يكن من المقبول ان اقف مع طرف على حساب تعز ، انا لست مسعر حرب ولا يناسبني ان احرض على سفك الدماء ، لقد حاولت مرارا وتكرارا ان اوقف حمام الدم قبل وبعد سقوط اول ضحايا العنف غير ان الوضع أنذاك كان قد خرج عن السيطرة . – انا باختصار رجل مدني واعبر في كل خطواتي العملية عن هوية تعز المدنية والذين اتهموني بالخيانة عليهم ان يسألوا انفسهم هل كانوا معي في خندق واحد يوم كان البعض يمارس ضدى اقسى انواع الابتزاز مالم اعلن عن دعمي لهم فرفضت وقررت اعلان الحياد لتعز وبذلت جهودا مضنية كمواطن ينشد السلام ويرفض منطق القتل في حل المشكلات . – لم اخن تعز يوم كان الرهان ان اعمل مع طرف ضد طرف ، لم اخن من وثقوا بي يوم كانت الفرصة مواتية لان اصبح بطلا على حساب دمائهم ، لم اخن مدينتي يوم شاهدت ابناء تعز يتوزعون على فريقين ويتبارون على من يدمر ويحرق ويقتل وينهب ويغتصب احلام من كانوا يريدون لتعز ان تبقى مدينة المحبة والسلام ، انا لم اخن نفسي يوم تخلى عني الجميع وتركوني في فوهة المدفع بذنب محبتي لمدينة باتت معجونة بدماء الابرياء ودموع الضحايا . – اريدكم ان تكونوا منصفين مالذي كان يمكن ان افعله وقد عجز قبلي اشخاصا يفوقونني في المسؤلية ان يجنبوا البلاد الحرب ، مالذي كنتم تريدون ان افعله وانا بدون دولة استند الى قوانينها ، كنت ومازلت اخشى من طوفان بجرف من بعدي ماتبقى من امل في ابقاء نبض تعز حيا . – هل انا خائن فقط لاني غيرت مكان اقامتي لكسب مزيد من فرص الدفاع عن مدينة تسفك فيها الدماء بغزارة وتغتال اشباح العتمة الارواح البريئة في وضح النهار بمنتهى الوحشية. – سأقول للمرة الاولى انه يوم قبلت ان اتحمل مسؤلية ثلاثة ملايين تعزي كان يخالجني شعور ان الثلاثة ملايين سيصطفون معي طالما وان وجودي بينهم سيحقق لهم مصالحهم وسأضيف انا لست عسكريا ولم يغرني اي لقب ورغم ذلك مارست في عملي الصرامة وكنت جادا في تحويل تعز الى محافظة قدوة ، انا لم اكن احلم بسوى ان اخفف معاناة البسطاء واحقق لهم احلامهم غير اني اكتشفت ان المتأمرين على تعز كانوا اقوى من كل المشاريع الوطنية وان معظم من استأمنتهم على الاحلام الدافئة تحولوا الى كوابيس مرعبة ، لم اكن اعلم ان حلم بناء الدولة المدنية سيعكر صفو علاقاتي بمسؤلين ازعجهم ان انفق ميزانية المحافظة للمحافظة وان لا افرط بريال واحد لكسب ولاء اشخاص او لشراء ذمة قائد عسكري ، كنت اتمنى كمحافظ ان اجد متسع لتنفيذ مشاريع تنموية تخدم حياة المواطن غير اني اقحمت مجبرا بمشاكل وهموم امنية استحوذت على مساحة واسعة من وقتي وكانت تشكل بالنسبة لي عبئا يضاهي اعباء بقية المجالات ، لم يتركوا لي ، بعض المحسوبين على تعز ، المجال لان اخصص وقتي في بناء مدينة من الصفر كما كنت أأمل حيث ظل الملف الامني مفتوحا كجزء من المؤامرة على مدينة سكانها مسالمون وكل همهم كان محصور في بناء دولة مدنية . – بعد هذا كله كنت سأصبح خائنا لو اني غادرت تعز محملا بحقائب من الاحقاد وبثروة من الضغائن ، انا لم احقد على من تخلوا عني وتجاهلوا دعواتي للاصطفاف معي ضد من كانت تسول له نفسه المساس بإمن المواطن التعزي لكن قلبي لن يسامح ابدا من ازهق روحا بعمد او من غير عمد ، لن اسامح من اوهمني انه معي ثم طعنني بتعز في ظهري ، لن اسامح من روع الامنيين وكان سببا في نزوح الالاف عن بيوتهم او من دمر وشارك في تحويل تعز الى مدينة اشباح . وارجو ممن سيتهمني بعد قراءة هذا التوضيح بالخيانة ان يضع نفسه في موقفي ليدرك ان المصالحة بين شخصين او بين قبيلتين تختلف عن وضع حد لحرب اشتعل فتيلها بسرعة البرق ولم يكن من السهل على شخص وجد نفسه محاصر بالنيران ومحاط باشخاص يطلقون الرصاص عشوائيا ان يدعو المتحاربين الى ضبط النفس ، اريد ايضا ممن يردد بأني تركت تعز تحترق ان يسأل نفسه ايهما افضل ان اظل محاصر داخل منزلي او ان اجد لنفسي منفذ لاستعيد انفاسي واعود الى الواجهة اخدم تعز بنفس وتيرة الحماس ، كما سأتمنى على من يقول بإني عملت مع طرف ضد طرف ان يتحرى في حقيقة اني استنفذت كل الخيارات المتاحة وغير المتاحة لاجنب تعز الحرب وفشلت ، كانت المؤامرة اقوى من ان اتصدى لها بمعزل عن دعم ابناء تعز ككتلة واحدة ، ويكفي ان اختتم هذه الرسالة بالقول بإني يوم قلت للمعنيين بالمواجهات ان التمترس بالمدنيين كارثة وحاولت ان امنع ذلك لم يستجب لي احد ورغم ذلك ظللت اكرر الطلب دون جدوى ، كانوا يريدونني ان اصمت وانا اشاهد ابناء مدينتي يغرقون بدمائهم ، لقد غيرت موقع اقامتي لغرض البحث عن وسائل اكثر ثأثيرا وفاعلية اساعد من خلالها على ايجاد واقع ينسجم مع طموحاتي كمواطن تعزي ينشد السلام للجميع ويمقت لغة العنف تحت اي مبرر. وسأكرر ماقلته انا من تعز ولن اتخلى عن سكان مدينتي تحت اي ظرف وسأظل بقلبي المحب من داخل منزلي او من خارج اليمن داعما للحلول والحوارات المبنية على اساس الخروج باليمن الى بر الامان وشكرا لكل من دعا لي بظهر الغيب منذ اول يوم مارست فيه عملي حتى لحظة كتابة هذا التوضيح الذي اضطررت لكتابته لتوضيح الحقيقة على امل ان اكون قد وفقت في ان اضعكم في صورة ماحدث من دون مبالغة او حاجة لتزييف الحقائق . والله من وراء القصد،، شوقي احمد هائل