قزّم هادي شرعية الوطن وشخصنها وتعامل معها كما تعامل سلفه المخلوع مع السلطة أيام حكمه وكما هو الحال بالنسبة للحوثي. الذي يرها حقا إلهياً في شريعة الحوثيين يختص به عبدالملك وأسرته فقط. تعامل عبدربه بخسة منطق النفعية ، كيف يستفيد هو فقط من الشرعية لا كيف تستفيد منه شرعية الوطن ، ومارس بعد ذلك ومن خلالها أدوارا قذرة ابتز فيها كل من وقف معه سياسيا وعسكريا بل ابتز الوطن بأكمله. لم تقتصر سياسة الابتزاز على الداخل بل تحول إلى ابتزاز الداعمين خارجياً لشرعيته وعلى رأسهم السعودية التي أعادت له نوعا من احترمه كشخص وبعضا من شرعيته المغتصبة كرئيس، بعد أن كان بن عمر قد عقد نكاحها على الحوثيين وهي على ذمته .. خيار الملايين الذي تحول إلى نقمة وسخط ، ثم الفرصة التي يقدمها التحالف لإنقاذ البلد يقوم هادي بحرف مسارههما كما فعل مع المبادرة الخليجية تماما من خلا ل الحوارات واللجان الرئاسية التي انتهت بمطاردته وهروبه . هذا هادي ، وسيبقى كذلك ، ولن يتغير . المقاومة على الأرض تعيش الكفاف من السلاح وأحيانا تعدمه وفريق هادي بالرياض يمد التحالف بالإحداثيات الخاطئة التي حصدت المئات من المقاتلين المتخندقين في متارس الشرعية ..! هل هادي هو اللعنة التي ستقضي على الوطن ؟! يتجلى بوضوح وبشكل صارخ أن هادي يمارس مع المقاومة نفس الأساليب التي مارسها مع القشيبي في عمران ، مراوغات كاذبة انتهت بسقوط الدولة .. تلك الدولة التي كانت ربما تتكئ على عكاز القشيبي . مازال هادي حتى اللحظة يعيش غراما واهما ومحرما كذلك مع وعود أمريكية رغم أنه يراها تقف مساندة وداعمة لأعدائه ولا يلتفت بصدق للداعميين له ، ورغم إخلاف كل وعود أمريكا له منذ دماج وحتى هروبه بالطرحات من عدن إلى عمان . اليوم لم تعد شرعية هادي تبيض ذهبا وإنما تخط فصولا جديدة من الكوارث وتفتت المقاومة وبفضل هذه السياسة الخرقاء تحولت إلى شرعية فاسدة تقود الحوثيين نحو التمكين من اليمن كاملة. كل مايفعله اليوم يخدم خصومه ويزيد من معاناة الوطن ويمد في عمر المليشيا. هادي حجر عثرة في طريق عودة الجمهورية والدفاع عنه لمجرد شرعيته بات حمقاً واضحاً أحسن هو وقواده من استخدامنا به ، و بقاء الأمور كما هي عليه الآن بيد هذا الرجل يعني الاستمرار بحصد نفس النتائج الكارثية .. نحن بحاجة لإيجاد قنوات أخرى للتعامل معها ومن خلالها بعيدا عن رمزية هذه الشرعية الخائنة المريضة المتمثلة بهادي وفريقه ..