كشف الكاتب والمحلل السياسي – رئيس منتدى الجزيرة العربية للدراسات الدكتور نجيب غلاب مخطط إيراني تنفذه جماعة الحوثي في اليمن من خلال أدوات الحرب الاقتصادية على الشعب. وأكد غلاب في حديث خاص ل «الخبر» أن المخطط سيؤدي إلى انهيار المؤسسات الاقتصادية الرسمية و القطاع الخاص وذلك عبر عملية إنهاك مستمرة، يقابلها تأسيس اقتصاد موازي قوي ومتماسك ومنظم تديره الاذرع المافوية للميليشيا. مضيفا أن الحرب الاقتصادية التي تديرها الميليشيات «هدفها الأساس إفقار الشعب واستنزاف مدخراته والتحكم بالثروة واعادة مراكمتها لصالح أقلية، يمثل الاقتصاد غير الرسمي والسوق السوداء جزء أساسي فيها». وأشار إلى أن أهداف الحوثي من هذه الحرب «يتمثل في تنمية آلة الحرب دون أن يحدث خلل فيها بغية أن تكون مستمرة ودائمة حتى في حالة انهيار مالية الدولة، وتنمية فئة جديدة من رجال المال والأعمال تابعين للحركة». وتابع «الأهم هو إنهاك وتدمير القطاع الخاص المناهض للحركة والتعاون مع رجال المال والأعمال المستعدين لبرمجة انفسهم مع اهداف وغايات الحركة». وأوضح غلاب أن هناك ضغوط دولية وداخلية قوية وحاسمة حتى لا تنهار مالية الدولة . وقال الخبير الاستراتيجي «ستكون المديونية وخدمتها في حالة افلست الدولة قاصمة على مصالح مؤسسات دولية ونخب داخلية هي شريك أساسي في انقلاب الحوثي، لذا يصبح استمرار مالية الدولة حاجة خارجية ومطلب داخلي للأغنياء بالذات الذين ربطوا انفسهم بالحوثية ناهيك ان جزء من الفوائد الداخلية نتيجة صفقات مع جناح المافيا المالي للحوثية يدفع لتنظيم الحوثي وقياداته». وأشار رئىيس منتدى الجزيرة إلى أن «الاقتصاد الحربي الذي كونته الحوثية اكثر تعقيدا من اقتصاديات الحروب المعروفة حيث أن هناك تداخل بين المافيا والدولة واموال الفساد السابق واللاحق وهناك ارتباط بالصراعات الايدولوجية وتناقضات النفوذ الإقليمي والدول». موكدا بان هذا الاقتصاد مرتبط «بمنظومات استخباراتية كالإيرانيين وزكاة الخمس وغسيل أموال متنوع تديره شبكات معقدة مما يجعل اليمن مع الحوثية واقعة بين انياب متوحشة بلا رحمة». واستطرد «إذا ما ربطنا حروب الحوثية ومنظومتها المافوية باقتصاد الحرب الذي تديره الدول لاستنزاف الكبار سنجد أن الحوثية جريمة منظمة ومعقدة ليست الميليشيات الا الذراع الاكثر غباء والذي يتم استلاب وعيهم لتنفيذ مخططات اجرامية خبيثة لا علاقة لها بالله ولا بالرسول ولا باي قيمة اخلاقية وإنما بتوحش من الاطماع والجشع» . وأكد غلاب أن مسألة انهيار أسعار الصرف «سيكون حتميا بعد ان تتمكن منظومات الفساد المرتبطة بالحوثية من تثبيت مصالحها لصالح العملات الأجنبية ليكون الانهيار تصفية لمصالح بقية رجال المال والأعمال وصغار التجار وبقية الشعب،». محذرا بأنها «حرب اقتصادية شاملة ستؤدي إلى استنزاف ثروة المجتمع ومدخرات الناس عبر عمليات معقدة يديرونها بشكل مزدوج من خلال سحب النقد من الناس عبر السوق السوداء ثم غسلها عبر البنوك وبعد أن يتيقنوا أن السوق السوداء بلغت أوجها ولم تعدّ تقدم الكثير من الأرباح وبالذات بعد انهيار الريال أمام العملات سيخرج الرابحين وهم قيادات المافيا الحوثية ويسلموا السوق السوداء للاعبين صغار لن يتمكنوا من تحقيق أرباح وإنما سيتحولون إلى ضحية للاعبين الكبار وبالذات إذا انهارت العملة وانهيارها قادم والمسألة فقط». وأشار غلاب إلى أن انهيار العملة سيؤدي إلى إفلاس الدولة، و سيكون المقدمة الأولى لسقوط حكم الحوثة وسيطرتهم على المؤسسات . لافتا إلى أن عمليات النهب التي قاموا بها ومنظومة المافيا التي بنوها والتي ستتطور بعد انهيار الدولة سيجعلهم بارونات في مجتمع فقير جائع وضائع وتائه. مضيفا بأن ذلك سيمكنهم من استعباده وتوظيف شبابه في قتال مدمر لحماية مصالحهم وبأقل الأسعار!!! ودعا غلاب إلى إنهاء أي سيطرة للحوثية على مالية الدولة اليوم قبل الغد هذا اولا وثانيا القضاء بكل الممكنات على السوق السوداء. موكدا بان القضاء عليها عملية سهلة وليست صعبة وهي مهمة لإنقاذ الناس ولتدمير مخططات الحوثية الجهنمية في نهب الدولة والشعب. وقال رئيس منتدى الجزيرة إن «الحكومة الشرعية ودوّل التحالف بحاجة الى فهم طبيعة الحرب الاقتصادية الحوثية ومالاتها والعمل على تبني حرب مضادة تحمي الشعب من هذه المافيا الخطيرة والمدمرة والتي تدير حربها وفق تقنيات احترافية» . وأضاف «يبدوا ان خبراء مافيا لبنانية ودولية هي من تنظم سوق الحوثة السوداء وتغسل لهم الأموال». واختتم رئيس منتدى الجزيرة حديثه أن ما ذكره أعلى ليس إلا مفاتيح ناقصة، فالأمر يحتاج مفاتيح أكثر وضوحا ويحتاج تفاصيل كثيرة لكشف هذه الجريمة الكبرى.