لجأ الحوثيون مؤخرا إلى التصعيد العسكري المستمر باتجاه المحافظاتاليمنية الجنوبية وخصوصا محافظتي الضالع ولحج بهدف تحقيق هدفين أساسيين.. الهدف الأول هو تقوية موقفهم التفاوضي في مشاورات جنيف 2 المرتقبة؛ وإيصال رسالة للمجتمع الدولي بأنهم رقم صعب لم تفت من عضده الحرب حتى اللحظة؛ وأيضا رد على تحركات دول التحالف بقيادة السعودية لفك الحصار الظالم المفروض على مدينة تعز وما تمثله هذه المحافظة الأبية والشجاعة من أهمية استراتيجية.. الهدف الثاني وهو الأهم هو خوف الحوثيين من تفكك جبهتهم الداخلية في حال ذهبوا إلى مفاوضات جنيف ولم يقدموا أي تنازلات معتبرة لإيقاف الحرب وتسببوا في فشل الحوار كما هو متوقع أو بالأحرى كما هو مخطط له!! كثير من الموالين للحوثي ومنهم أنصار المخلوع صالح وصلوا إلى قناعة بعدم جدوى استمرار الحرب وضرورة تقديم تنازلات حقيقية لإيقافها بأسرع وقت ممكن لأن الوضع في اليمن لم يعد يحتمل وربما يخرج عن سيطرة الجميع لصالح داعش وأخواتها.. جبهة الحوثي أصبحت منهكة جدا وإصراره على الخيار العسكري سيكون له تداعيات سلبية على جبهته الداخلية؛ ولهذا يستميت الآن على تحقيق انتصار عسكري ولو محدود للغاية في المحافظات التي سبق أن حررتها دول التحالف؛ وذلك للظهور بمظهر القوي الصامد أمام أتباعه وقدرته على استعادة كل شيئ؛ وحينها يبرر لأنصاره بسهولة لماذا أفشل المفاوضات المرتقبة برعاية الأممالمتحدة في جنيف بعد أيام?! الحوثيون يدركون أن الكرة صارت في ملعبهم وأن قرار السلم والحرب أصبح في أيديهم؛ ولهذا يخافون من ردة فعل الموالين لهم قبل الشارع اليمني في حال أفشلوا الحل السياسي؛ ولم يعد لهم أي مبرر للاستمرار في هذه الحرب التي أكلت الأخضر واليابس.. الحوثيون في ورطة لأنهم عاجزين عن استمرار الحرب وفي نفس الوقت لا يستطيعون تجاوز الأوامر الإيرانية القاضية بإطالة الحرب في اليمن أطول فترة ممكنة وذلك لتدمير الشعب اليمني بدافع الحقد الطائفي الفارسي؛ واستنزاف دول الخليج وفي مقدمتها السعودية والإمارات وإشغالها في اليمن عن سوريا والعراق ولبنان كي تخلو الساحة تماما للعمائم السوداء.. طول الحرب لا يخدم دول الخليج؛ وكلما طالت الحرب في اليمن كلما ابتزت الدول الغربية دول الخليج باسم حقوق الإنسان التي داسها الغرب وفي مقدمتهم أمريكا طبعا في فلسطين وعدة دول إسلامية!! ودول الخليج تتحاشى الخطوط الحمراء الأمريكية القاضية بالحد من تسليح أي فصائل سنية في اليمن تسليحا ثقيلا من شأنه إضعاف الجماعات الشيعية الموالية لطهران كجماعة الحوثي حتى تظل بذرة الصراع الطائفي حية ويسهل توظيفها مستقبلا ضد أمن واستقرار الجزيرة العربية!! المواطن اليمني تضرر كثيرا نتيجة طول الحرب وجماعة الحوثي لن تقدم تنازلات في مفاوضات جنيف التي تمثل آخر خيوط الأمل اليمني للحل السياسي وانتهاء الحرب ما لم فالجمهورية اليمنية مقدمة على مرحلة طويلة من الصراع مما ينذر بكوارث إنسانية مختلفة وقاتلة.. للأسف الحوثي مشغول بتنفيذ المخطط الفارسي بغض النظر عن المصلحة الوطنية اليمنية؛ ودول الخليج تبدو عاجزة عن دفع حليفتها الماكرة أمريكا باتجاه حسم الملف اليمني أسوة بدفع إيران لحليفتها الصادقة روسيا نحو تنفيذ مشروعها الخبيث في المنطقة العربية؛ وبين هذا وذاك لا زالت القيادة الشرعية في اليمن برئاسة الرئيس هادي خارج نطاق التغطية. المصدر | الخبر