استغرب من المبالغة في الفرحة التي استقبل بها الكثيرون خبر اسقاط صاروخ توشكا على 152 جندي (ثلثهم من اليمنيين والبقية من الخليج والسودان) في باب المندب وأودى بحياتهم جميعا فجر اليوم. الأغرب أن البعض يصف هذه الحادثة بالانتصار، آخرون يحللونها كأنها عملية وطنية بل أكثر من ذلك، يصفونها بكلمات تشبه عملية عبور الجيش المصري خط بارليف الاسرائيلي سنة 1973! لهؤلاء، ان حادثة اطلاق توشكا على مجموعة من الناس لا تختلف كثيرا عن حادثة تفجير ارهابي نفسه أو تفجير سيارة مفخخة وسط مجموعة من الناس أو الجنود. كلا التوشكا والانتحاريين غرضهم الرئيسي هو قتل الناس لا استهداف المواقع أو الاهداف العسكرية. ليس في الحادثة أي نصر يسوي ارض المعركة ويعلن وقف الحرب لصالح المنتصر. ليس فيه حتى قتل للجنود يليه انزال بري او جوي او بحري يتمم هدف القتل. ليس هناك سوى قتل الناس اليوم وقتلهم بنفس الطريقة غدا وهكذا. لكن لماذا يستهدفون الناس وان كانوا جنودا؟ لأن في ذلك سهولة يستطيعون من خلالها صنع حملاتهم الاعلامية، لذلك قلت عن خبر التوشكا بأنه حادث وليس عملية، فالعمليات أثقل من أن تحملها خفة الاعلام الحربي. حملات اعلامية من قبيل ارسال سفينة صغيرة تحمل الماء من ايران الى اليمن مالبثت أن اصبحت اشهر من سفينة نوح (على رأي نبيل سبيع)، لكن "الضمار مابش". ما الذي يجعل من سفينة خالية الوفاض أن تحتل مواقعا مهمة في الاخبار دون غيرها؟ اعتقد أن الجواب في هذه الحالة هو خلو السفينة من هدفها: المواد الاغاثية، كما خلى التوشكا من هدف الحرب: تدمير الموقع أو الاليات العسكرية. على ماذا تصفقون يا سادة إذن؟! أنتم حتى الحرب لم تدخلوها الى الان. أنتم ماتزالون في مرحلة الارهاب. فالحرب شريفة لانها تبني بعدها، لكن الارهاب دنيء لانه يحرص على أن تكون النهاية مدمرة. المصدر | Facebook