دعا الرئيس محمد مرسى جموع الشعب المصرى إلى الاستفتاء على الدستور، يوم السبت الموافق 15 ديسمبر، وذلك فى كلمته أمام أعضاء الجمعية التأسيسية أثناء مراسم تسلم الدستور الجديد للبلاد، في وقت شهدت مناطق مصرية عدة مظاهرات حاشدة تأييدا لمرسي وإعلانه الدستوري، سقط خلالها قتيل واحد. وفي قاعة المؤتمرات في القاهرة وبعد تسلمه مسودة الدستور الجديد من أعضاء الجمعية التأسيسية للدستور برئاسة حسام الغرياني، قال مرسي "لا ننسى الشهداء والمصابين الذين سقطوا في ثورة 25 يناير، ورغم صعوبة المرحلة الانتقالية التي أشرفت على الانتهاء فإصرار المصريين على النهوض جميعا لرسم المرحلة الجديدة هو لإنجاح ثورتهم والمضي قدما إلى الأمام والوصول الى أهداف وغايات هذه الثورة". وأكد أن "مشروع الدستور الذي قلص صلاحيات رئيس الجمهورية حصيلة حوار وطني شارك فيه جميع المصريين، مشيرا إلى أنه حقق حلم المصريين بأن "يكون الشعب مصدر السلطة". وفيما كان مرسي يستقبل في قاعة المؤتمرات في القاهرة، رئيس الجمعية التأسيسية للدستور حسام الغرياني وأعضائها، واصل مئات الآلاف من المصريين تجمعهم في ميدان نهضة مصر أمام جامعة القاهرة تأيدا للرئيس المصري، في حين توافد معارضو مرسي إلى ميدان التحرير. في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة المصرية عن حالة وفاة واحدة و29 إصابة فى المظاهرات المؤيدة لمرسي، والتي شارك فيها نحو 18 عشر حزبا جميعهم محسوبون على التيار الإسلامي، وعلى رأسها حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، والنور السلفي، والتنمية والبناء، وحزب الإصلاح، حسب ما أفاد المنظمون. واحتشد آلاف المتظاهرين في الميدان، حيث أقيمت منصة كبيرة اعتلاها متظاهرون يحملون مكبرات صوت يطلقون من خلالها شعارات مؤيدة لمرسي ومناهضة لمعارضيه، خصوصا مؤسس حزب الدستور محمد البرادعي ومؤسس حركة التيار الشعبي حمدين صباحي. ورفع المتظاهرون لافتات العديد من اللافتات التي تعبر عن تأييدهم لقرارات مرسي، ومن بينها "معا ضد الفساد" و "مرسي من أجل الشرعية والشريعة"، وكان لافتا أن أعلام القاعدة التي ظهرت في مسيرات مماثلة في السابق غابت عن هذه المظاهرة حيث اكتفى المشاركون في رفع الأعلام المصرية. وقال بعض المتظاهرين في حديث مع "سكاي نيوز عربية" إن المتواجدين بميدان التحرير "ليسوا مصريين.. بل هم غوغاء ورعاع"، كما أشار آخرون إلى أن المظاهرة التي نظمها فنانون الثلاثاء الماضي رفضا لقرارات مرسي كانت تضم "رقاصات مثل دينا وليلى علوي ويسرا"، على حد قولهم. إلى ذلك، نقل مراسلنا عن أمين حزب البناء والتنمية الذراع السياسي للجماعة الإسلامية، علي عز الدين، قوله إن مشاركة مناصري الحزب في التظاهرات تأتي لدعم الدولة الإسلامية وليس لدعم تنظيم الإخوان المسلمين. وفي المقابل، لايزال عشرات المعارضين معتصمين في ميدان التحرير غداة تظاهرات كبيرة طالبت بإلغاء الإعلان الدستوري الذي أصدره مرسي في 22 نوفمبر الجاري، وحصن بموجبه قراراته من أي رقابة قضائية كما حصن الجمعية التأسيسية ومجلس الشوري من أي حكم قضائي محتمل بحلهما. وأثار الإعلان الدستوري احتجاجات واسعة من المعارضة وتسبب بأزمة كبيرة بين الرئيس المصري والقضاء بكل هيئاته الذي اعتبر الإعلان الدستوري "اعتداء غير مسبوق على السلطة القضائية".