الحكومة تشيد بيقظة الأجهزة الأمنية في مأرب وتؤكد أنها خط الدفاع الوطني الأول    المنتخب الأولمبي يتوجه للقاهرة لإقامة معسكر خارجي استعدادا لبطولة كأس الخليج    اليمن ينهي تحضيرات مواجهة بوتان الحاسمة    نقابة الصرافين الجنوبيين تطالب البنك الدولي بالتدخل لإصلاح البنك المركزي بعدن    منتخب مصر الثاني يتعادل ودياً مع الجزائر    وقفة ومعرض في مديرية الثورة وفاء للشهداء وتأكيدا للجهوزية    الأحزاب المناهضة للعدوان تُدين قرار مجلس الأمن بتمديد العقوبات على اليمن    دفعتان من الدعم السعودي تدخلان حسابات المركزي بعدن    مقتل حارس ملعب الكبسي في إب    ضبط قارب تهريب محمّل بكميات كبيرة من المخدرات قبالة سواحل لحج    نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين تدين وتستنكر التهديدات التي يتعرض لها الزميل خالد الكثيري"بيان"    الكثيري يطّلع على أوضاع جامعة الأحقاف وتخصصاتها الأكاديمية    إحصائية: الدفتيريا تنتشر في اليمن والوفيات تصل إلى 30 حالة    محور تعز يتمرد على الدستور ورئيس الوزراء يصدر اوامره بالتحقيق؟!    الجزائية تستكمل محاكمة شبكة التجسس وتعلن موعد النطق بالحكم    انخفاض نسبة الدين الخارجي لروسيا إلى مستوى قياسي    تدهور صحة رئيس جمعية الأقصى في سجون المليشيا ومطالبات بسرعة إنقاذه    القائم بأعمال رئيس الوزراء يتفقد عدداً من المشاريع في أمانة العاصمة    المنتخبات المتأهلة إلى الملحق العالمي المؤهل لمونديال 2026    تكريم الفائزين بجائزة فلسطين للكتاب في دورتها ال14 بلندن    الأرصاد: صقيع متوقع على أجزاء محدودة من 7 محافظات وأمطار خفيفة على أجزاء من وسط وغرب البلاد    صحيفة "تيتان سبورتس بلس" الصينية: اكتشاف جديد في تاريخ كرة القدم العربية يعود إلى عدن    تغريد الطيور يخفف الاكتئاب ويعزز التوازن النفسي    الداخلية تعرض جزءاً من اعترافات جاسوسين في الرابعة عصراً    ماذا بعد بيان اللواء فرج البحسني؟    لجان المقاومة الفلسطينية : نرفض نشر أي قوات أجنبية في غزة    المرشحين لجائزة أفضل لاعب إفريقي لعام 2025    اتفاق المريخ هو الحل    وادي زبيد: الشريان الحيوي ومنارة الأوقاف (4)    مجلس الأمن وخفايا المرجعيات الثلاث: كيف يبقى الجنوب تحت الهيمنة    اعتماد البطائق الشخصية المنتهية حتى 14 ديسمبر    رئيس النمسا يفضح أكاذيب حكومة اليمن حول تكاليف قمة المناخ    صنعت الإمارات من عدن 2015 والمكلا 2016 سردية للتاريخ    نوهت بالإنجازات النوعية للأجهزة الأمنية... رئاسة مجلس الشورى تناقش المواضيع ذات الصلة بنشاط اللجان الدائمة    دائرة التوجيه المعنوي تكرم أسر شهدائها وتنظم زيارات لأضرحة الشهداء    الرئيس المشاط يُعزي الرئيس العراقي في وفاة شقيقه    الماجستير للباحث النعماني من كلية التجارة بجامعة المستقبل    مدير المركز الوطني لنقل الدم وأبحاثه ل " 26 سبتمبر " : التداعيات التي فرضها العدوان أثرت بشكل مباشر على خدمات المركز    الدكتور بشير بادة ل " 26 سبتمبر ": الاستخدام الخاطئ للمضاد الحيوي يُضعف المناعة ويسبب مقاومة بكتيرية    الكاتب والباحث والصحفي القدير الأستاذ علي سالم اليزيدي    ايران: لا يوجد تخصيب لليورانيوم في الوقت الحالي    قراءة تحليلية لنص "محاولة انتحار" ل"أحمد سيف حاشد"    التأمل.. قراءة اللامرئي واقتراب من المعنى    النرويج تتأهل إلى المونديال    مدير فرع هيئة المواصفات وضبط الجودة في محافظة ذمار ل 26 سبتمبر : نخوض معركة حقيقية ضد السلع المهربة والبضائع المقلدة والمغشوشة    قطرات ندية في جوهرية مدارس الكوثر القرآنية    رئيس تنفيذية انتقالي لحج يطلع على جهود مكتب الزراعة والري بالمحافظة    حضرموت.. حكم قضائي يمنح المعلمين زيادة في الحوافز ويحميهم من الفصل التعسفي    نجوم الإرهاب في زمن الإعلام الرمادي    "العسل المجنون" في تركيا..هل لديه القدرة فعلًا على إسقاط جيش كامل؟    الأمير الذي يقود بصمت... ويقاتل بعظمة    تسجيل 22 وفاة و380 إصابة بالدفتيريا منذ بداية العام 2025    قراءة تحليلية لنص "في المرقص" ل"أحمد سيف حاشد"    في رحلة البحث عن المياه.. وفاة طفل غرقا في إب    وزارة الأوقاف تعلن عن تفعيل المنصة الالكترونية لخدمة الحجاج    المقالح: من يحكم باسم الله لا يولي الشعب أي اعتبار    الإمام الشيخ محمد الغزالي: "الإسلام دين نظيف في أمه وسخة"    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المفترق الأصعب في التاريخ
نشر في الخبر يوم 01 - 12 - 2012

يقف المصريون جميعا اليوم على مفترق طرق هو الأصعب في التاريخ ، فما يقرب من تسعين مليونا من المصريين يخضعون لمناخ سياسي جديد لم يعهدوه من قبل ، ولحالة من الشد والجذب السياسي يقودها عشرات الأحزاب المصرية القديمة والحديثة ، وكل حزب منها يتقاطع ويتعارض مرحليا أو استراتيحيا مع الحزب الآخر، مما يعني علاقة جدلية بين جميع الأحزاب المصرية تلتهب أو تخبو وفقا لتطورات المناخ السياسي المصري المشحون بكثير من الألغام وربما المفاجآت … المصريون الآن أمام تحديات صعبة وخطيرة ، ولديهم ملفات شائكة كثيرة فرضها الإرث الثقيل لنظام مبارك المخلوع ، مثل ملف مشاكل الأقباط ، وملف منظمات ما يسمى بحقوق الإنسان ، وملف التعليم ، وملف الصحة ، وملف الفقراء ، وملف المرور، وملف الأمن ، والملف المالي ، وملف النظافة ، وملف الإسكان ، وملف الفساد … وكلها ملفات صعبة تعالج أمن واقتصاد وحياة تسعين مليونا ، فأطفال الشوارع ، وازدياد معدل الجريمة في مصر، ودفع الأطفال إلي سوق العمل ، و قلة المدارس ، ونقص في المرافق الصحية والمرافق الاجتماعية الهامة ، وتفشي الأمراض ، ومشاكل الإسكان ، وارتفاع نسبة البطالة ، ومشاكل المياه والصرف الصحي ، وانتشار الأوبئة … ومشاكل كثيرة تتفاقم كل يوم بالإضافة إلى العديد من الملفات الإستراتيجية التي فرضتها المعادلة العالمية الضاغطة بقوة … الأمر الذي يعني وبالضرورة أن مصر على مفترق خطير ، فإن لم تتكاتف كل الإرادات والعقول المصرية فربما تشهد رياحا صعبة يدفع الشعب المصري ثمنها غاليا – لا سمح الله – ، ولكن مع الأسف بدلا من تكاتف كل الأدمغة المصرية في وضع الخطط والمشاريع ، وبدلا من توفر الإرادة الحقيقية من أجل البناء والتغيير لإيجاد واقع جديد ، نجد على نقيض ذلك حيث محاولات قطع الطريق على الإخوان المسلمين ، ومحاولات ووأد الحكومة في مهدها بكل ما أوتيت تلك الأحزاب المعارضة من قوة ، يدعمها التدخل الأجنبي كما حدث في موضوع مؤسسات حقوق الإنسان والتمويل الخارجي لها ، وكما نسمع من تصريحات رسمية من مسئولين كبار من العرب وغيرهم … وجميعهم يعلمون انه من الصعب القفز بسهولة عمّا هو قائم اليوم والمتجذر بقوة في البناء السياسي والمجتمعي المصري على الصعيد الداخلي ، وما هو قائم من ارتباطات واتفاقيات على الصعيد الخارجي ، الأمر الذي يعني وبالضرورة وجوب تغليب المصريين للمصلحة الوطنية العليا من أجل مواجهة كافة التحديات التي تعصف بهم ، والبعد عن المناكفات السياسية والصيد في المياه العكرة ، والتوقف عن تكالبهم والتقائهم بشكل معيب ضد الإخوان المسلمين من اجل إجهاض مشروعهم ، وهم – هؤلاء الأحزاب – الأكثر تشدقا في الوطنية والديمقراطية والحرية والكرامة والثورية والاشتراكية والناصرية والتغيير والإنقاذ من العلمانيين واليساريين ، وهم الخصوم الألداء للإسلاميين قديما وحديثا … تلك المفردات التي غابوا عن معانيها طويلا في عهد النظام السابق ، وقد سقطت أطروحاتهم وراياتهم وفشلت توجهاتهم أمام التحديات الجسام التي تواجه المصريين من قبل ومن بعد ، وهم الآن يحاولون لملمة أشلائهم من فوق ركامهم المبعثر على حساب شرفاء وأحرار مصر ، في الوقت الذي كان الإسلاميون يُزج بهم في السجون ، ويحاربون ويلاحقون في كل مكان ، لم نر من هؤلاء رمشة جفن أو نسمع منهم بنت لسان ، أولئك الذين لا يسرهم تحقيق أدنى نجاح للإسلاميين في مصر، فيحاولون الالتفاف من أجل تقويض مشروعهم في التمنية والبناء ، واستنزاف الاقتصاد المصري ، وتشجيع عصابات الإجرام ، والتقليل من شأن الانجازات التي تحققها الحكومة المصرية الحالية برئاسة السيد قنديل ، ليلتقوا بذلك مع أعداء مصر التاريخيين في الرؤية والهدف … ينشرون إشاعات وأكاذيب وأخبار مغلوطة كيفما يروق لهم من دون وازع من وعي أو ضمير أو أخلاق من أجل تضليل الجماهير ، ينشرون المهازل ويجيدون التهريج ، ويضغطون بكل ثقلهم من اجل إجهاض المشروع الحاكم ، من خلال أبواقهم وإعلامهم ومواقعهم وامتيازاتهم ، ومارسوا كل أساليب التضليل والخداع والتحريض والكذب التي لا يمكن أن تخدع الشعب المصري من اجل إيجاد فجوة عميقة بينهم وبين الجماهير؛ ومن ثم الابتعاد عنهم بدلا من التنافس الشريف ، وقادوا حملة تشويه ممنهجة ، فهذا وعيهم ومحتواهم ، فتارة يقولون : محمد مرسي سيتزوج من هيفاء مرعي ، وتارة يصفونه بالفرعون وبالدكتاتور ، وبالمتمسح بالدين وبالمستبد ، وانه أحل كارثة في البلاد ، ويوجهون له الاهانة تلو الأخرى ، متناسين جميعهم بأن مصر لا زالت تعيش في مرحلة تحول ديمقراطي ، وان السيد مرسي لا يملك عصا سحرية للتعامل مع كل تلك الملفات الصعبة ، بل منهم من يدعو إلى ملاحقة جماعة الأخوان المسلمين قضائيا ، ويتهمونها بممارسة البلطجة الممنهجة ، ويطالبون المواطنين بالخروج والهتاف ضدهم ، ويحاولون نشر الفتنة بين المسلمين والأقباط ، ومنهم من هاجم السيد مرسي بكل شراسة ووقاحة ، وانتقدوا أسلوبه في الخطابة ووصفوه بخطيب مسجد ، وأن خطبه خطب تجيشية واستعراضي مسرحي ، ويواصلون فتح النار فيصورونه في شكل الرئيس محمد حسني مبارك ولكن بلحية ، ويتهمونه بأنه يحلل الربا ، وأنه متكبر، وهاجموه بسفرياته ونفقاتها ، وانه لا يملك لباقة ، وأن جماعة الإخوان المسلمين مشاركون في نكسة 1948، وفي العمليات الإرهابية في 1949، وان الإخوان جعلوا مرسي يعيش في خيمة تجعله في عالم افتراضي لا يعرف شيئا عن الشعب الذي يحكمه ، كما هاجموا الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، واعتبروه شخصا متعاليا ولا تمت تصرفاته للإسلام بشيء ، وان الجماعة تميل إلى الفكر المتطرف ، و أن الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الأخوان المسلمين، يتعامل مع مصر و شعبها و مؤسساتها كقطع الشطرنج ، يحركها كما يشاء ، ووصفوا حكم الإخوان بشربة زيت الخروع ، ومنهم من قال : إن انتخابي لمرسي جاء علي طريقة أكل الميتة ولحم الخنزير, وقيَّموا حكم مرسي بصفر كبير ، وانه لا يختلف عن حكم مبارك ، ويتهمون الإخوان بالتزوير الشامل للتاريخ وللواقع ، وأن الإخوان يعتبرون مصر عزبة ، ووصفوا حكومة هشام قنديل بالتكنوخوان ، وأنهم أصبحوا الآن يشرعون الباطل و يدافعون عنه و يشاركون فيه ، وأنهم وضعوا حبل المشنقة على رقابهم ، وقريبا جدا سيعلن عن وفاتهم سياسيا ، وأنهم برجماتيين يحسنون استغلال الفرص ، ويمتلكون قدرا من الميكافيلية السياسية ، وان الإخوان خالفوا ما وعدوا به ، وأنهم استولوا على كل شيء ويحاولون الاستيلاء على رئاسة الجمهورية ، وأنهم وضعوا أمال الشعب المصري في التغيير و الإصلاح في مقصلة قد تعيد لمصر إلي عصور ما قبل المؤسسات ، وان مصر ليست في طريق توفير العيش و الحرية ، وأن الصراع في مصر قائم بين الشعب المصري و فصيل واحد فرض سطوته وبطشه على الشعب المصري ، ويعمل لمكاسب خاصة بأعضاء الجماعة وليس لمصلحة الوطن ، وقالوا مهاجمين الاخوان : لقد أنتهي زمن المماليك وسينتهي زمن الباطشين ، الذين يريدون أن يفرضوا على المصريين إرادتهم ، وأنهم تعدوا على القانون و القضاء ، وأنهم يعتمدون علي ميليشيات و مجموعات عنف ، تتعدي على كل من يعارضهم ترويعا للمواطنين ، وأن الإخوان يعتدون على المباني الحكومية و السفارات الأجنبية ، وأن الإخوان المسلمين ومؤيدي الإخوان خراف ، حتى أن بعضهم هتف أثناء مشاركته في مظاهرة قائلا : لا اله إلا الله محمد مرسي عدو الله ، ورفع الحذاء في مواجهة الرئيس وقال: إن دم الإخوان حلال ومهدور … !! ومنهم من هتف هتافات مناهضة خاصة عند وصول قادتهم لأماكن تظاهراتهم قائلين : عبد الناصر قالها زمان الإخوان ما لهمش أمان …
وبعد مائة يوم من حكم السيد مرسي نظمت القوى المعارضة مظاهرة مليونية بميدان التحرير حملت أسم يوم الحساب ؛ من أجل محاسبة الرئيس مرسي على فشله في تنفيذ وعوده خلال المائة يوم الأولي من حكمه – كما يدعون – ، وقالوا : لم نرى سوى ارتفاعا جنونيا في الأسعار، وازدياد معدل التضخم … وتناسوا أنهم من وراء دعم عصابات مصاصي دماء الشعب المصري ، وأنهم لو أرادوا لمصر الخير لوقفوا جنبا إلى جنب مع قادتها الجدد ، ولتركوا صناديق الانتخابات تحكم على الجميع ، لقد أرادوا بالمائة يوم أن يحل السيد مرسي جميع المشكلات التي يعاني منها الشعب المصري بعصاه السحرية!! ، وغضوا البصر عن الانجازات التي حققها في هذه المدة الوجيزة والتي سنأتي إليها في نهاية هذا الموضوع …
وتكالب الخصوم في الداخل والخارج على الاخوان المسلمين ، فقد أشارت تقارير إعلامية رسمية أن زعماء دول أخرى يتحدثون عن نهاية قريبة لمرسي ، متوعدين الإخوان من غضبة الجماهير في مليونيات جديدة ، ويشمتون من خلال تغريداتهم قائلين :جاءتكم الجماهير أيها الاخوان غاضبة.. أين المفر ؟ ، وتابعوا قولهم : الإخوان راحوا سلم عليهم واتهموا جماعة الإخوان المسلمين بالسعي إلى الإطاحة بأنظمة خليجية ، وأن الاخوان المسلمين لا يؤمنون بالدولة الوطنية ولا بسيادة الدول …
كما وقف أعداء الثورة وإن تبدلت جلودهم مواقف سياسية مخزية ، مثلما كشف عن ذلك الكاتب الصحفي عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة القدس العربي ، في حوار له علي فضائية الحوار عن تقارير مخابراتية تناولها موقع "والا " الإخباري الإسرائيلي عن لقاء سري جمع وزيرة الخارجية الصهيونية السابقة "تسيبي ليفني " مع الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية السفير عمرو موسي في توقيت زيارته المفاجئة لرام الله يوم الأحد، 4 نوفمبر 2012- أي قبل العدوان الإسرائيلي علي غزة بأسبوعين و تناولت التقارير أن " ليفني " طالبت عمرو موسي بشكل مباشر بإرباك الرئيس المصري محمد مرسي في هذه الفترة بالمشاكل الداخلية ، وهو ما حدث بالفعل ، حيث عاد عمرو موسي من زيارته ليقود الانسحابات من الجمعية التأسيسية للدستور ، بدون أسباب مقنعة للرأي العام ، لدرجة أنه اصطنع مشادة مع رئيس الجمعية التأسيسية المستشار الغرياني شيخ قضاة مصر ، واعترض علي مواد بالدستور كان هو نفسه من اقترحها ، وشغل الرأي العام بانسحابات التأسيسية ، وصعّد من هجومه علي الرئيس مرسي مع تصاعد الهجوم علي غزة ، وكان الأجدر بالأمين العام السابق لجامعة الدول العربية أن يكون له دور في وقف العدوان علي غزة ، لا أن يُستعمل كأداة للتغطية علي ضرب غزة ، و إرباك الرئيس المصري لشل حركته ، وشغله بقضية مصطنعة ، ويضيف عبد الباري عطوان "هذه التقارير تتفق مع ما قاله "بنحاس عنباري " الخبير الإسرائيلي في شؤون الشرق الأوسط ، في مقابلة مع "روسيا اليوم "أن الرئيس المصري محمد مرسى افشل العملية الإسرائيلية في غزة قبل أن تبدأ ، وكنا نُعول علي قوى داخلية في مصر بإشغاله بالشأن الداخلي السياسي والاقتصادي ( انتهى ) .
هكذا لم يبق في جعبة تلك الأحزاب الليبرالية والعلمانية والوطنية شيئا إلا قالوه … فهم لا يجيدون غير الكلام والصيد في المياه العكرة ، فبدلا من البحث في كيفية علاج المشكلات الحقيقية نجدهم ينشغلون بمهاترات ومزايدات سياسية ، ووقفوا حجر عثرة أمام التنمية والبناء ، وهم يعلمون تماما خطورة الأوضاع التي تواجهها مصر ، يريدون للإخوان المسلمين الغرق ، والشعب المصري في أشد الحاجة لإعادة التنمية والبناء في ظروف هي الأصعب في تاريخه …
وبالمقابل : فمن غير المقبول أن يخرج علينا بعض الإسلاميين من ضعفاء التجربة والرؤية ويقومون ببعثرة التصريحات والفتاوى هنا وهناك في ظل هذا المناخ السياسي المعقد داخل مصر ، فيطالبون بتقطيع أيدي وأرجل الخارجين عن الشرعية من خصومهم السياسيين ، وإقامة الحد عليهم تحت حجة استقامة الدولة ، ومنهم من يطالب بتدمير الأهرامات وأبي الهول ، و منهم من ينادي بمشروعية الرق ، وبتزويج الفتيات في سن التاسعة ، وبمفاخدة الغلمان ، ومنهم من حاول تمزيق المجتمع المصري عندما رحل عدد من إخوتنا المسيحيين المقيمين في مدينة رفح تحت التهديد بالقتل ، وإطلاق النار على ممتلكاتهم ودور عبادتهم … !!! .
تصريحات المشايخ تلك الغير مسئولة ، والتي لا تعبر عن أدنى وعي حركي أو سياسي ، تؤدي إلى ضعف التفاف الجماهير حولهم ، وتراجع شعبيتهم ، ومن ثم خسارتهم في أي انتخابات قادمة أمام هذه الحالة الحادة من الانقسام والاستقطاب …
فالعمل السياسي يحتاج إلى علم عميق وحنكة سياسية كبيرة ، وكل تفكير جامد مُقَولب يضر بالشعب المصري ، فشغل الدروشة لا يخدم وطنا ولا يبني امة …
لقد نجح السيد مرسي وحكومته في كثير من الأعمال في مدة قياسية يجب أن تُحسب له ، أدت إلى نتائج طيبة وملحوظة يمكن أن نلقي الضوء على بعضها هنا :
بعد تشكيل الحكومة والتي كانت حكومة كفاءات (تكنوقراط) ، شارك معارضيه في الحكم رغبة منه في تجاوز المرحلة الصعبة ، وكان نصيب الإخوان فيها خمسة وزراء فقط من بين أكثر من خمسة وثلاثين وزيرا ، ومن المحافظين أربعة فقط من الإخوان من بين سبعة وعشرين محافظا ، وأول قرار للسيد مرسي في الأسبوع الأول من حكمه هو زيادة أجور الموظفين ، وحقق نجاحا مع صندوق النقد الدولي بشأن اقتراض مصر لم يتضمن زيادة للأسعار أو برنامج جديد للخصخصة ، أو أي شيء يخص تقليص عدد العاملين بالدولة ، وأطلق صراح معتقلي الثورة ، ووعد شعبه بالقصاص من قتلة الثوار، وعفا عن بعض المحكوم عليهم من جانب القضاء العسكري في شهر رمضان الماضي.
وحققت البورصة المصرية مكاسب قياسية خلال المائة يوم الأولى من حكم الرئيس محمد مرسي ، بلغت نحو 5ر47 مليار جنيه ، لتصبح بذلك أكثر القطاعات الاقتصادية تفاعلا مع حالة الاستقرار السياسي التي شهدتها البلاد منذ انتهاء الانتخابات الرئاسية ، وان المكاسب التي حققتها البورصة خلال المائة يوم الأولى منذ تولي الدكتور مرسي رئاسة الجمهورية بلغت 19 في المائة وذلك وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط … وعلق رئيس البورصة المصرية الدكتور محمد عمران في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط أيضا على هذه المكاسب القياسية للسوق بأنها ترجع في المقام الأول إلى حالة الاستقرار السياسي ، وانتهاء الانفلات الأمني ، وبوادر التعافي الاقتصادي الذي تشهده البلاد بعد انتهاء الاستحقاق الرئاسي ، بعد أكثر من عام ونصف العام من الخسائر الفادحة ، وقال محسن عادل، المحلل المالي ونائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار، إن البورصة المصرية شهدت منذ تولي الدكتور مرسي العديد من الأحداث الايجابية ، عززت من صعودها ، بدءا بالاستقرار السياسي والتطورات الاقتصادية …
كما عالج السيد مرسي مشاكل تلوث المياه في أماكن كثيرة ، وأنهى معاناة الكثيرين من مشاكل الصرف الصحي ، وطور المستشفيات ، وبنى المدارس ، وجدد محطات المياه المتهالكة ، وافتتح رئيس الوزراء السيد قنديل محطات جديدة لمياه الشرب وأخرى للصرف الصحي ، ومطاحن للدقيق بمئات ملايين الجنيهات ، وزار المدن والتجمعات السكنية للوقوف على مشاكلها ، وحسّن الخدمات في كثير منها ، وألغى السيد مرسي قرار الحبس الاحتياطي للصحفيين ، وعفا عن إسلام عفيفي رئيس تحرير جريدة الدستور على خلفية اهانة الرئيس ، وكرّم اسم رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق الفريق الراحل سعد الدين الشاذلي تقديرا لدوره في حرب أكتوبر المجيدة ، وأعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن تكاليف العلاج على نفقة الدولة خلال العام الماضي انخفضت بنسبة 48.7% ، وأثنى عليه كل من عرفه فعلى سبيل المثال لا الحصر : ضابط بالحرس الجمهوري وهو من ضمن المكلفين بتأمين الرئيس محمد مرسي , ومرافق له في أغلب التحركات والجوالات التي يقوم بها الرئيس قال : إن مرسي رجل مخلص محب لبلده ولوطنه ، يتألم كثيرا عندما يري مصرياً يشتكي من ظروف الحياة ، و قال :منذ سنوات ونحن لم نكن نعرف معني الراحة النفسية كما نعيشها الآن , كنا نقوم بتأمين المواقع التي ينوي الرئيس السابق زيارتها بأيام ,ونقف في طوابير طويلة تصل لعدة كيلو مترات لكي يمر الرئيس السابق ، ويضيف الضابط : أغلب ضباط الحرس الجمهوري كانوا غير راضيين عن الوضع أيام الرئيس السابق , لأنهم كانوا يخدمون الرئيس كشخص وليس الرئاسة كمؤسسة , وكنا نعامل بطريقة غير لائقة من أسرة الرئيس خاصة زوجته سوزان ثابت وقال : الرئيس مرسي يتعامل مع الحرس الجمهوري بكل ود وصدق في المشاعر ، وهذا علي عكس ما كان يفعله سالفه , وقال : لك أن تتخيل انه كان في رمضان يفطر معنا عندما لا يذهب إلى بيته , وكان موكب تأمينه مجرد أربع عربيات فقط بعد محاولة منا لإقناعه بهذا العدد ؛ لأنه كان رافضاً لفكرة المواكب ، وأختتم الضابط حديثه بقوله: ليس الشعب المصري فقط هو الذي ينتظر ماذا سوف يفعل الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي للوطن , بل الجيش أيضاً يعقد أمالا كبيرة عليه من أجل تطوير المؤسسة العسكرية ، نظراً لما فاتها الكثير بسبب الرئيس السابق (انتهى ) .
وقام السيد مرسي بزيارات خارجية لخدمة مصر ، فقد صرح مصدر أمني رفيع المستوي أن موازين القوي العسكرية في الشرق الأوسط سوف تختلف جذرياً خلال الفترة القليلة المقبلة ، خصوصاً بعد الزيارة الهامة للرئيس مرسي الأخيرة للصين ، وأضاف المصدر في تصريح خاص ل شبكة الإعلام العربية – "محيط" بأن الرئيس قام بعقد عدة اتفاقيات أمنية سوف تقلب موازين القوي في الشرق الأوسط ، موجهاً رسالة إلي دول الجوار يقول فيها:"انتظروا نسور مصر في ثوبهم الجديد تحميهم صواريخ تطال الأعادي ، حتى ولو علي بعد ألف ميل ، وشدد علي الرقم أكثر من مرة ، وأوضح أن القوات الجوية سوف تشهد طفرة هائلة في الإمكانيات والمعدات والطائرات ، وتدريب العناصر البشرية بالتعاون مع الصين , مشيراً أن المجال الجوي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سوف يفاجئ الكثيرين بما سوف يحدث ، وبالحديث عن الدفاع الجوي قال المصدر: أن هناك أنباء سارة سوف تعلن قريباً ، موضحاً أن قوات الدفاع الجوي جاهزة لصد أي عدوان ، ومؤكداً علي أن الجديد لم يظهر بعد ، وكانت مصادر صحفية إسرائيلية قالت قبيل وصول الرئيس محمد مرسي للصين : انه ذهب إلي الصين لشراء أنواع من الأسلحة والصواريخ الإستراتيجية ، وانه سيوقع اتفاقات مهمة مع الصين في ذات السياق …
هذه بعض الإنجازات المحترمة التي حققها السيد مرسي وحكومته في مدة قليلة ، لكي نعلم لماذا يتحد خصومه السياسيين من العلمانيين والليبراليين واليساريين ودعاة القومية والوطنية والثورية والاشتراكية والناصرية والتغيير والإنقاذ من أجل تقويضه ، وهم الذين فشلوا من قبل في توجهاتهم وأطروحاتهم وشعاراتهم …
ولماذا يتآمرون على ضرب مؤسسات الدولة بستار من الفقه القانوني الخبيث يديره رجال متمكنين من القانون ، فألغوا مجلس الشعب المصري بحجة القانون ، ولم يكتفوا بذلك ، فأضرب الأطباء والصحفيون من قبل ، واليوم تضرب المحاكم عن العمل ، ولا نعلم أين كان القضاء المصري من السياسة في عصر مبارك المشئوم ، كل ذلك تحقيقا لرغبات أسيادهم التي تهدف إلى إجهاض الإسلاميين لكي لا تقوم لهم قائمة فيما بعد !! .
ينبغي إعطاء الإخوان فرصتهم في الحكم والتعامل معهم بروح من المسئولية العالية ، وينبغي للإخوان الحفاظ على مكتسباتهم مهما كلف الثمن ، وإلا ستكون النتيجة في حالة تقويضهم لا سمح الله أصعب مما يتصوره أحد … فهذه هي التجربة الأولى لهم في الحكم … فدعوهم يخوضون التجربة ، فإما النجاح وإما الفشل ، ولا يوجد أي حراك في العالم معصوم من الأخطاء ، والجميع في مركب واحد ، وعدوهم يتربص بهم ، ولا فرق لديه بين هذا وذاك … ، وعلى حزب النور أن يقف وقفته التاريخية اليوم وإلا أكلتك يوم أكلت الثور الأبيض ، وأخيرا لست إخوانيا ولست إسلامي التوجه بل كلمة حق لا بد منها .
نتمنى أن تتحقق الوحدة في مصر العزيزة على قلوبنا مع تقديرنا بأن ذلك بعيد المنال ، فالأمر واضح للجميع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.