قال الإعلامي السوري الدكتور أحمد موفق زيدان: إن التداعيات المفترض أن تحصل عقب تفجيرات بروكسل التي وقعت أمس، هي معالجة المرض والتوجه إلى جذر المشكلة، التي هي بقاء الاستبداد والإجرام والطائفية في العراق والشام واليمن، مؤكدًا أنه ما لم تتم تصفية هذا الإجرام وهذه الاستباحة لهذه الشعوب، فإن مصنع الفتن والإجرام سيظل على قذف منتوجاته. وأوضح في تصريحات خاصة ل"شؤون خليجية"، أن محاربة المنتج وترك المصنع يعمل بكل طاقته، هو الخطأ الاستراتيجي الذي يرتكبه العالم كله، ولا يزال، قائلًا: "الجرح حين يُترك دون معالجة لابد أن يصيبه القيح ويفرز قيحه على المناطق المجاورة له، وهو ما حصل بالجرح السوري، الذي تركه العالم كله لجزار داخلي واحتلال خارجي، فكان من الطبيعي أن يتقيح الجرح ويصيب المنطقة كلها". وأضاف "زيدان": "لنا في تجربة أفغانستان أسوة حسنة، فحين تخلى العالم عن المجاهدين، يوم انسحب السوفييت منها عام 1989، وحاول سرقة حلم المجاهدين، خرجت طالبان، وحين رفض العالم التعاطي معها، ظهرت القاعدة، ثم داعش، وما لم يتعامل العالم مع حق الشعوب في الحرية والمساواة والتخلي عن الاستبداد، فإن الأسوأ هو ما ينتظرنا كلنا". وأشار إلى أن الشعب السوري والعراقي واليمني قام بثورة سلمية عظيمة، وكان يبحث عن خيار سلمي للانتقال إلى السلطة، فوجد ضالته في المظاهرات السلمية، لكن الاستبداد الداخلي والاحتلال الخارجي الذي وقف مع الطغاة سلب الشعوب هذا الخيار السلمي، وألجأهم إلى الخيار العسكري كما رأينا، من أجل الدفاع عن النفس. ولفت "زيدان" إلى أن الشعب السوري طالب منذ اليوم الأول بتدخل دولي، وبتسليح للجيش الحر، وبمنطقة آمنة وبمناطق حظر جوي، لكن العالم أصم آذانه، بل وصمت على دخول كل حثالات الأرض لقتله وإبادته، والأنكى من ذلك أنه يصم من يقاتلها ويقاتل الاستبداد ويكافح لتحرير وطنه من احتلال روسي وإيراني، يصمه بالإرهاب، ويصمت صمت القبور على هذه الميليشيات الطائفية المحتلة. وفيما يتعلق بتصريحات المبعوث الأممي ستيفان ديميستورا، بضرورة إطفاء الحرائق في المنطقة، رأى "زيدان" أنها كلمة عائمة مطاطة.. الحريق هو واحد أشعلته العصابة الطائفية في الشام، ضد من يفترض أن يكون شعبها، لكنه ليس شعبها، ولذلك رفعوا شعارهم منذ اليوم الأول الأسد أو نحرق البلد، وجلبوا كل حثالات الأرض لقتل هذا الشعب واقتلاعه من بلده. وقال: "إذن على ديميستورا إن كان عادلًا وهو ليس بذاك، أن يعلن أن مشعل الحرائق هو الأسد، وعليه أن يعاقب على كل جرائمه، حتى لا يظهر لنا آخرون في المستقبل، لكن الجولة هذه مثل سابقاتها، ويبدو أن العصابة الطائفية لن تصغي إلا لصوت واحد، وهو صوت خلعها عسكرياً".