كتب يحي" آمنت أن العصر ليس عصر الأقلام بل عصر البنادق، أنا سأقاتل والموت أشرف لي من أن أرى أطفالي يرددون بيعة الولاء للسيد بدلاً من النشيد الوطني الجمهوري"، يحي السواري صحفي يمني يعمل في قناة بلقيس قرر أن يترك العمل الصحفي ويذهب لمقاتلة جماعة الحوثي وصالح في مدينة تعز. الردود كانت متباينة بين من أيّد ذهابه للقتال وشجعه على ذلك وأثنى عليه، وبين من نصحه بأن القصة كلها لعبة سياسية لا تستحق أن يموت من أجلها. هذا الصحفي كان من الشباب الذين آمنوا بالثورة التي قامت في 2011 والتي كانت تنادي بالحرية والديمقراطية… الخ. ولفترة طويلة كان الحديث عن اليمني الذي رفض أن يرفع سلاحه واختار التظاهر السلمي، وكنا نرى العاصمة صنعاء مكتظة بالمتظاهرين وهم يهتفون بسقوط علي صالح وينادون بالدولة المدنية، ولكن الوضع تغير كثيراً بعد مرور 5 سنوات. فقبل أيام خرجت في العاصمة صنعاء مظاهرات كبيرة مؤيدة لعلي صالح، لم تعد شعارات الديمقراطية والمدنية ممكنة في بلد تكتظ سجونه بالمختطفين من الصحفيين والنشطاء، وتحكم عاصمته جماعة الحوثي الميليشيا الدينية. ذهبت كل الشعارات ليس فقط في اليمن، في مصر أيضا الدولة التي أبهرت العالم بخروج الملايين ضد مبارك، أصبحت نسبة الديمقراطية وحرية الرأي فيها أقل مما كانت عليه أيام حسني مبارك. ولكننا لم نسمع عن مظاهرات خرجت ضد السيسي والسبب هو الخوف، الخوف من فقدان الأمان، الخوف من التعرض للسجن، الخوف من البديل الذي ربما يكون أكثر سوءاً. هذا الخوف جعل الشعوب تبحث عن قائد قوي تشعر بأنه الحامي لها في ظل وضع مضطرب ومأساوي في الوطن العربي. أصبح الحديث عن الديمقراطية نوع من أنواع الرفاهية، ومن يتحدث عنها لا يجد من يصغي اليه عدا تعاطف الشعوب الغربية، أما في الداخل فقد ارتبطت هذه الشعارات بالخراب والدمار. في اليمن، لم يجد الشباب الذي لا زال يؤمن بهذه الشعارات الا القتال أو الحبس للدفاع عن ما يؤمن به، لا أدرى كيف سيكون مصير يحي ولكنني أشعر بالأسى لأننا فقدنا الكثير من الشباب من أصدقائنا الذين عرفناهم في هذه الثورة، ولا أدرى اذا كان موتهم سيُعيد شيئاً مما آمنوا به. أو أن هناك طريق آخر أفضل من الموت. لا أدري. المصدر | مونت كارلو الدولية