اتهم خبراء بمجال الأمن الوطني في أمريكا، إدارة الرئيس باراك أوباما بافتقار الحكمة وبُعد النظر في التعامل مع الجهات التي تشكل خطرًا حقيقيًّا، في ظل تعاملها مع تنظيم داعش باعتبار أنه يشكل الخطر الأكبر، في حين تتغافل عن إيران التي صنفها الخبراء كأكبر خطر على المدى البعيد. وأظهر أحدث تقييم لمصادر الخطر المحتملة الذي أعدته مؤسسة (تراث) البحثية الأمريكية أن إيران تشكل الخطر الأكبر على الأمن الوطني الأمريكي والمصالح الأمريكية بالشرق الأوسط على المدى البعيد، وليس تنظيم داعش كما يعتقد كثيرون، بحسب ما نشره موقع "بزينس إنسايدر"، الاثنين (8 أغسطس 2016). وأرجع تقرير "تراث" السبب في انتشار هذا الفهم الخاطئ إلى أن إيران لا تشكل بالفعل أي خطر على المدى القصير عند مقارنتها بتنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين، إلا أن التقرير طالب الجميع بضرورة الانتباه إلى أن إيران ستسارع -بلا شك- إلى امتلاك قنبلة نووية بمجرد انتهاء مدة اتفاقها النووي مع واشنطن والغرب؛ ما يجعلها تشكل خطرًا حقيقيًّا على المدى البعيد. ورأى تقرير مؤسسة تراث أن الاتفاق النووي سيحد قدرة إيران النووية لمدة 10 سنوات، لكن بعد انقضاء هذه الفترة ستعمل طهران بتوجيه من قائدها الأعلى على تطوير إمكاناتها النووية. ونقل الموقع عن الضابط السابق والزميل بمعهد هدسون للدراسات الاستراتيجية ميكال بريجانت، قوله: "هم يتمتعون بصبر شديد وامتلاك برنامج نووي يعد أحد أهدافهم الاستراتيجية. نحن قد نشعر أن منعهم ل15 عامًا هذا يعد مدة طويلة للغاية، لكنهم لا يفكرون بهذه الطريقة.. أعتقد أنهم سيتمكنون من امتلاك سلاح نووي خلال 15 عامًا وسيشكلون حينها خطرًا حقيقيًّا على منطقة الشرق الأوسط". وعلق أحد المديرين السابقين بقسم شؤون الشرق الأوسط بمجلس الأمن الوطني ميكال سينج، على الخطر الذي تشكله إيران، قائلًا: "عندما تنمو قدرات إيران النووية فلن يكون لدى واشطن القوة اللازمة لتواجه هذا التعدي الإيراني وتحتويه.. ستكون قدراتنا قد تقلصت حينها". وتابع ميكال سينج: "أعتقد أن إيران ستتمكن حينها من حشد التأييد الدولي المطلوب لمشروعها النووي، وستكون قدراتها العسكرية والدفاعية قد تقدمت حينها؛ لذلك ستضطر الولاياتالمتحدة حينها إلى الامتناع عن اقتراح فرض أي عقوبات ضدها". ولفت التقرير إلى أن الوضع الحالي للعلاقات الأمريكيةالإيرانية ينبئ بهذه النتيجة؛ فالإدارة الأمريكية تتحاشى في الوقت الحالي انتقاد تدخل إيران السافر في الشؤون الداخلية لعدد من دول المنطقة؛ لكيلا تضر هذه التصريحات بالاتفاق النووي. واختتم ميكال بريجانت حديثه، بقوله: "فرض مزيد من العقوبات سيقتل الاتفاق النووي؛ لذلك تقف الإدارة الأمريكية ضد أي محاولة لمجلس الأمن لفرض عقوبات على إيران"، مؤكدًا أن الاتفاق النووي الذي ساعد في تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران سيزيد قدراتها، وسيمكنها من القيام بمزيد من العمليات الإرهابية في الدول المجاورة لها".