أجرت اسرائيل اليوم تجربة لنظام "مقلاع داود" الصاروخي. وتجربة النظام المضاد للصواريخ قصيرة المدى تمت بالتعاون مع الولاياتالمتحدة، وهي تأتي في توقيت يشهد تجديدا للتهديدات الإسرائيلية بمهاجمة إيران إن هي استمرت في مقاومة الضغوط الدولية الرامية لمنعها من امتلاك سلاح نووي. وتحادث نتانياهو في زيارته الخاطفة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث قالت مصادر إسرائيلية إنه سيطالب تشديد بنود اتفاق نووي مع ايران بعد أن أخفق في اقناع الولاياتالمتحدة بأن الاتفاق الذي تسعى وراءه القوى العالمية الكبرى سيء.
وبالرغم من أنه يعتقد أن اسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تمتلك ترسانة نووية في الشرق الأوسط الا انها تعتبر امتلاك ايران للأسلحة النووية تهديدا لوجودها وتريد تفكيك قدرات ايران على تخصيب اليورانيوم والتخلص مما تحوزه من يورانيوم مخصب. وتنفي طهران السعي لامتلاك أسلحة ذرية.
ويقول نتانياهو إن الاتفاق محل التفاوض حاليا والذي لم يكشف النقاب عن تفاصيله الدقيقة لا يزال يمكن ايران من صنع قنبلة نووية في وقت سريع إذا ما أرادت أن تفعل ذلك.
تهديدات مبطنة ووجه نتانياهو الذي يخوض أخطر خلافاته مع الرئيس الأميركي باراك أوباما حتى الآن تهديدات مبطنة بعمل عسكري اسرائيلي ضد ايران إذا ما وقع المفاوضون في جنيف ما يصفه "باتفاق سيء جدا".
ورفض شكوكا واسعة النطاق في قدرة اسرائيل على الحاق اضرار دائمة بالمنشآت الايرانية البعيدة والمتناثرة والمحصنة. وأبلغ رئيس الأركان الاسرائيلي اللفتنانت جنرال بيني غانتز الصحفيين أن مهمته "ضمان امتلاك القدرات المطلوبة والاستمرار في تعزيزها" لمواجهة ايران إذا ما اقتضت الضرورة.
وأبدت روسيا التي شيدت أول محطة للطاقة النووية في ايران وتحتفظ بعلاقات طيبة مع طهران - على خلاف القوى الغربية - شكوكا أقل حيال أنشطة طهران النووية. وقال نائب وزير الخارجية الاسرائيلي زئيف إلكين الذي يرافق نتنياهو في رحلته إلى موسكو "مهمتنا هي محاولة استمالة الروس كما نفعل مع كافة الأطراف".
وأضاف لراديو اسرائيل "روسيا لن تتبنى المواقف الاسرائيلية بالكامل. لكن أي تغيير حتى لو كان صغيرا في الموقف الروسي يمكن أن يؤثر على المفاوضات".
خطأ تاريخي وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو تأمل أن تسفر محادثات جنيف عن اتفاق مبدئي هذا الأسبوع لتخفيف حدة الأزمة النووية. وبدون أن يذكر نتنياهو بالاسم أشار لافروف إلى ان تحذيراته من "خطأ تاريخي" سيمنح ايران وقتا لانتاج قنبلة نووية هي "بعيدة عن الواقع".
كما أشار لافروف إلى استعداد ايران لتقليص انتاجها من اليورانيوم المخصب ووقف انتاج يورانيوم مخصب لمستوى 20 في المئة وهو مستوى يقترب من المستوى المطلوب لانتاج قنبلة نووية. وهذان من بين التنازلات التي ترغب القوى الغربية أن تقدمها ايران لكنهما لا يلبيان مطالب نتنياهو المتمثلة في اغلاق مواقع نووية ايرانية بعينها.
وقال دبلوماسي أوروبي مشارك في المفاوضات مع ايران طلب عدم نشر اسمه، حسب (رويترز): "نعالج نوع المشكلات التي أثارتها اسرائيل معنا باستمرار والحاح منذ فترة طويلة". وتابع الدبلوماسي قائلا "تعرف.. وأتحدث بامانة لا أظن أن أي اتفاق يمكن أن نتوصل اليه سيقول عنه نتنياهو إنه اتفاق جيد".
تفاؤل قليل وأثارت زيارة موسكو القليل من التفاؤل في اسرائيل حيث تساءلت وزيرة العدل تسيبي ليفني وهي عضو في الحكومة الأمنية المصغرة عن حجم النفوذ الذي يمكن أن يمارسه نتنياهو في روسيا.
وقالت لراديو اسرائيل "روسيا والصين هما الدولتان اللتان لم تتخذا حتى الآن اجراءات لتعزيز العقوبات. كان من الصعب ضمهما إلى قائمة (الدول) التي تفرض عقوبات على ايران. "لذا يصعب علي أن أرى كيف يمكن أن تتحولا فجأة اليوم إلى الطرف الذي يطلب من العالم أن يكون أكثر صرامة مع الايرانيين".
مقلاع داود إلى ذلك، نفذ الجيش الإسرائيلي بالتعاون مع الولاياتالمتحدة تجربة لنظام صاروخي مضاد للصواريخ قصيرة المدى. ويجيء الاختبار الأخير في توقيت يشهد تجديدا للتهديدات الإسرائيلية بمهاجمة إيران إن هي استمرت في مقاومة الضغوط الدولية الرامية لمنعها من امتلاك سلاح نووي.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن نظام "مقلاع داود" الصاروخي الذي يجري تطويره بالتعاون مع الولاياتالمتحدة للتصدي لأي صواريخ من سوريا أو جماعة حزب الله اللبنانية اجتاز يوم الأربعاء اختبارا ثانيا بنجاح.
وسيكون بمقدور "مقلاع داود" لدى نشره اعتراض صواريخ مثل "شهاب" الإيرانية أو "سكود" السورية التي يمكن أن توجه إلى إسرائيل ويعجز نظام آرو عن اعتراضها في أي مواجهة قد تنشب في المستقبل. وتم تصميم الصاروخ الإسرائيلي الجديد للتصدي لصواريخ يتراوح مداها بين 100 و200 كيلومتر. ويقول المسؤولون الإسرائيليون إنه قد يكون جاهزا لدخول الخدمة الفعلية العام القادم بعد إنتاج كميات أكبر.
حلقة وصل وسيكون الصاروخ الجديد بمثابة حلقة وصل بين نظام "القبة الحديدية" لاعتراض الصواريخ القصيرة المدى ونظام "آرو" لاعتراض الصواريخ الباليستية طويلة المدي. وبدخول النظام الجديد حيز العمل تنهي إسرائيل درعا متعدد المراحل لحماية أجوائها من الصواريخ وقامت إسرائيل بتطويره بمساعدة الولاياتالمتحدة.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إن الصاروخ الجديد أسقط "صاروخا باليستيا قصير المدى" في اختبار عملي أجري صباح الأربعاء جنوب إسرائيل. وأضافت الوزراة في بيان "تعد هذه التجربة الناجحة معلما بارزا في تطوير نظام أسلحة مقلاع داود ما يعطي الثقة في القدرات الإسرائيلية المستقبلية في دحر خطر الصواريخ الباليستية المتنامي".
وكان الصاروخ الاعتراضي الذي تقوم شركة رفائيل الإسرائيلية بتطويره بالاشتراك مع شركة ريثيون الأميركية قد اجتاز أول اختبار عملي قبل عام.