أعلن التلفزيون السوري الرسمي مقتل الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي في التفجير الانتحاري في حي المزرعة بوسط دمشق في مسجد الإيمان. وأشار التلفزيون إلى أن الانفجار خلف خسائر بشرية، وقال ناشطون أن صوت الانفجار كان كبيراً جداً، وأن الجثث منتشرة داخل المسجد. من جهته نفى الجيش السوري الحر، ضلوعه في تفجير دمشق الذي راح ضحيته الشيخ البوطي. ولطالما كان الشيخ البوطي قريباً من النظام السوري منذ عهد الرئيس السابق حافظ الأسد، وفي زمن ابنها لرئيس بشار الأسد. وقف الشيخ البوطي ضد الثورة السورية منذ اليوم الأول لانطلاقها، ورفض اللحراك الشعبي وانتقد المحتجين ودعاهم إلى «عدم الإنقياد وراء الدعوات المجهولة المصدر التي تحاول استغلال المساجد لإثارة الفتن والفوضى في سوريا»، وصدر عنه فتاوى وظفت خصيصاً لخدمة النظام، ولعل أهم تلك الفتاوى عندما قال عن المتظاهرين السوريين: "تأملت في معظمهم ووجدت أنهم لا يعرفون شيء اسمه صلاة، والقسم الأكبر لم يعرف جبينه السجود أبدًا". والشيخ البوطي هو رئيس اتحاد علماء بلاد الشام، من مواليد عام 1929 وهو عالم متخصص في العلوم الإسلامية، ومن أهم المرجعيات الدينية على مستوى العالم الإسلامي. تلقى التعليم الديني والنظامي بمدارس دمشق ثم انتقل إلى مصر للدراسة في الأزهر الشريف وحصل على شهادة الدكتوراه من كلية الشريعة، له أكثر من ستين كتاباً تتناول مختلف القضايا الإسلامية. وأستبعد نشطاء سوريون ان يكون الجیش الحر وراء هذه العملیة، لكونه لم يستھدف مسجدا أي مسجد أو أي مدني، وفق قولھم. ويقول مراقبون : ان مقتل البوطي في التفجیر الذي أودى بحیاة مايقرب من 20 شخصا كانو متواجدين في مسجد الايمان ، لاداء صلاة العشاء والاستماع الى محاضرة دينیة تعود البوطي أن يلقیھا كل لیلة جمعة ، يقولون : أن البوطي الذي هو من أصل كردي قد يكون ذهب ضحیة الحكم السوري من أجل اشعال الفتنة بین العرب والاكراد في سوريا ، لتأكید رواية الدولة السورية من أن المسلمین السنة ( المعتدلین ) باتوا في خطر ، شأنھم شأن الاكراد ، ولإضفاء مصداقیة على روايته المتعددة حول ان مايطلق علیه الحكم السوري ( التطرف ) هو عدو الاستقرار وسبب خراب البلاد . الا ان اخرين يقولون :" بأنه قد يكون التفجیر من تخطیط ( جبھة النصرة ) التي سبق وتوعدت كل مناصري الحكم السوري بالقصاص " . ولايتوقع المراقبون أن تتبنى أية جھة مسؤولیتھا عن التفجیر ، خاصة بعد سقوط مدنیین .