أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن ارتفاع أعداد قتلى أمس الجمعة برصاص قوات الأمن والجيش النظامى إلى 73 قتيلا معظمهم فى حلب وريف دمشق ودرعا،خلال المواجهات المستمرة بين الجيش السوري النظامي والجيش الحر، في وقت خرجت فيه تظاهرات حملت اسم "انتفاضة العاصمتين" في عدة مدن سوريا، بينما أعلن الجيش السوري الحر أنه أسر 100 "شبيح" في حلب. وخرجت مظاهرات حاشدة للمرة الأولى في حلب بحماية الجيش السوري الحر الذي يسيطر على 40 بالمائة من المدينة، وفقا لما أفاد الناشطون الميدانيون. وقالت مصادر في المعارضة السورية، الخميس، إن 200 شخص قتلوا في أنحاء متفرقة من البلاد، وأشارت إلى أن غالبية القتلى سقطوا في حلب وإدلب، وتزامن ذلك مع استمرار القصف العنيف على مختلف المدن السورية. وتعرضت عدة أحياء بحلب لإطلاق نار من رشاشات المروحيات، بينما تشن القوات النظامية "هجوما حاسما" على الجيش الحر بالمدينة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتعرض أحياء صلاح الدين والأعظمية وبستان القصر والمشهد والسكري لإطلاق نار من رشاشات الطائرات الحوامة. وأضاف أن هناك أصوات انفجارات في حيي الفردوس والمرجة، كما دارت عند الفجر اشتباكات في محطة بغداد وحي الجميلية (وسط حلب) وساحة سعد الله الجابري. وفي حي صلاح الدين، يستعد مئات المقاتلين المعارضين لمواجهة هجوم كبير تعد له قوات النظام من أجل استعادة الأحياء التي خرجت عن سيطرتها. من جهة اخرى، بث الثوار شريط فيديو على شبكة الانترنت يظهر حوالى مئة رجل جالسين أرضا يتحدثون أمام الكاميرا عن إلقاء القبض عليهم من جانب الجيش السوري الحر في مناطق مختلفة من مدينة حلب. وقال صوت مسجل على الشريط: "قام لواء التوحيد في محافظة حلب في معركة الفرقان بإلقاء القبض على عناصر أمن وضباط وجيش وشبيحة". وقام عدد من هؤلاء بالتعريف عن اسمائهم والمكان الذي أوقفوا فيه. ووصف الجيش الحر "معركة تحرير حلب" التي أعلنها في 22 تموز بعد يومين على بدء الاشتباكات في المدينة ب "معركة الفرقان". وأمر الصوت المعتقلين الذين ارتدى معظمهم قمصانا قطنية بيضاء مع سراويل بالتعريف عن انفسهم، فقال أحدهم: "أنا العقيد محمد الراشد المحيمد من مرتبات الجيش الشعبي-الرقة. القي القبض علي عندما كنت عائدا من محافظة الرقة على مدخل مدينة حلب". وقال آخر: "إن النقيب الإداري فؤاد الحوش من مرتبات قيادة شرطة محافظة حلب-شرطة الشعار. تم إلقاء القبض علي بعد خروجي من القسم". وقال ثالث وقد لف رأسه بضمادة: "انا العقيد علي قاسم من شرطة جرابلس. سلمت نفسي الى الجيش الحر في قسم الشعار في حلب". ويوضح الرجل الذي يطرح الاسئلة والذي لا يظهر في الفيديو ان ذلك تم "بعد نفاد ذخيرتك؟"، ويومىء المعتقل بالايجاب. وذكر احد الرجال ان مركزه في مطار حلب العسكري وانه اوقف عند مفرق حي طريق الباب في حلب. وعرف البعض عن انفسهم بانهم من "الشبيحة"، وقال احدهم وبدت آثار لكمة على عينه، انه "قتل احد المتظاهرين". وقال آخر: "انا الشبيح مصطفى عساف، القي القبض علي على حاجز للجيش الحر في مساكن هنانو". وذكر عدد من المعتقلين انهم اوقفوا على حواجز للامن، وقال احدهم ان العناصر الذين كانوا معه على الحاجز "فطسوا"، أي قتلوا. وينهي صاحب الصوت: "هذا مصير كل من يتعاون مع النظام (…) سيقع في أيدي الجيش الحر". وفي ملف الانشقاقات أعلن عضو في المجلس الوطني السوري المعارض أمس الجمعة انشقاق عضو مجلس الشعب إخلاص بدوي ولجوءها مع أولادها الستة الى تركيا. وقال سمير نشار: "جرت اتصالات معها منذ وقت قصير من أجل استقبالها في مكان آمن" مضيفا أنها "وصلت (الخميس) إلى تركيا مع أولادها الستة، ومن المتوقع أن تتوجه إلى قطر". وفي تركيا صرحت بدوي أنها فرت من بلدها، لأنها لم تعد تحتمل القمع. وقالت لوكالة أنباء الأناضول: "رحلت لأنني لم أعد أملك القوة لمواجهة القمع". وأضافت "سأواصل العمل لإنقاذ كل رفاقي من القمع ومن هذه المأساة الانسانية. انها مأساة انسانية هناك". وبدوي هي رابع عضو في مجلس الشعب السوري ينشق عن نظام بشار الأسد منذ بدء الحركة الاحتجاجية في آذار 2011.