قال سجين يمني في معتقل جوانتانامو في رسالة تحت عنوان «جوانتنامو يقتلني» : إنه لن يتناول الطعام حتى يستعيد كرامته. وجاءت رسالة المعتقل سمير ناجي حسن في مكالمة سرية لمحاميه في منظمة ريبريف الخيرية، ونشرت مضمونها صحيفة نيويورك تايمز الأميركية. وتحدث في رسالته الشفوية عما يعانيه المضربون عن الطعام من هزال شديد ومن تغذية قسرية هي الموت بعينه، ومن تقيؤ دم وحصص أخرى من العذاب البدني والنفسي، كما تحدث عن آمال شاب في ال35 من عمره يحلم بأن يرى الحياة ويرى عائلته ويعيش حياته الخاصة. وروى كيف حوَّل الإضراب المفتوح عن الطعام أجسام المضربين إلى هياكل عظمية تزن في أحيان 34 كيلوغرامًا فقط، وكيف فقد هو نفسه 15 كيلوغرامًا منذ بداية إضرابه في 10 فبراير/ شباط الماضي. ويقول محامون: إن الإضراب عن الطعام جاء احتجاجًا على عملية تفتيش لمقتنيات السجناء ومصاحفهم، وصفوها بأنها كانت بمثابة تدنيس. وقد اعترفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في وقت سابق بأن عدد المضربين عن الطعام وصل الخميس إلى 43، بينهم 11 يتم إطعامهم بالقوة بواسطة أنابيب. وأضاف: «لقد اعتقلت في غوانتنامو لمدة 11 عامًا وثلاثة أشهر، لم يسبق لي أن اتهمت بارتكاب أي جريمة، لم تعقد لي أي محاكمة». ويصف اتهام الأميركيين له بأنه كان حارسًا لزعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن بأنه «هراء»، وكأنه جزء من الأفلام الأميركية التي اعتدت على مشاهدتها. ويشير إلى قصته مع التغذية القسرية عندما انهال عليه ثمانية ضباط من الشرطة العسكرية، وهو مريض في مستشفى السجن في 15 مارس/ آذار الماضي، وربطوا يديه وقدميه إلى السرير ليستمر على هذه الحال 26 ساعة، دون أن يسمح له بالصلاة أو الذهاب إلى المرحاض، وحيث غذي قسرًا عن طريق أنابيب دفعت إلى معدته دفعًا. ويقول: «لن أنسى أبدًا المرة الأولى التي مرر فيها أنبوب التغذية أعلى أنفي، لا أستطيع أن أصف كم هو مؤلم ذلك». ويضيف: «دفع الأنبوب فيَّ، شعرت برغبة في التقيؤ، أردت أن أقيء، لكن لم أستطع، كان هناك ألم مبرح في صدري وحنجرتي ومعدتي». ويروي كيف استمر الوضع على هذه الحال منذ ذلك الوقت، حيث يدفع فيه الأنبوب أحيانًا بمقدار 18 بوصة في معدته، وكيف أن الأطباء لا يبالون بتلك التغذية القسرية وما إذا كانت تتم وفق ما هو معقول. وفي ختام رسالته يقول : «آمل أن عيون العالم – بسبب الألم الذي نعاني منه – سوف تتجه مرة أخرى إلى غوانتنامو قبل فوات الأوان».