جيشان هي أطلال مدينة تاريخية تقع على بعد 15 كم شمال شرق مدينة قعطبة بمحافظة الضالع ، وينسبها المؤرخون إلى (جيشان بن عبدان بن حجر بن رعين)، وإليها ينسب مخلاف (جيشان) سابقاً، وقيل بأن علي بن الفضيل الخنفري (مؤسس الحركة القرمطية في اليمن) ولد وترعرع فيها بالقرن الثالث الهجري. هذه المدينة التاريخية لم يتبق منها سوى أطلال مبان خربة مراسل «الخبر» زار هذه المدينة الأثرية وخرج بهذه المحصلة: حصن عاد يقع حصن «عاد» الطبيعي على السلسلة الجبلية شمال غرب قرية «هجار جيشان» وهو عبارة عن كتلة صخرية يصل ارتفاعها إلى أكثر من 20 متر ومن أعلاه تشاهد آثارا لمبان أثرية صغيرة لم يتم اكتشافها بعد. ويقول بعض المواطنين بأنه سبق وأن صعد إليها مجموعة من الأشخاص بواسطة حبال، ونبشوا بعض المباني ووجدوا حفرا دائرية وأواني فخارية ، وقد تم العثور في أسفل الحصن على بقايا أنقاض وأتربة يبدو أنها ألقيت من أعلى الصخرة. كهف النابرة يقع كهف النابرة بالقرب من السفوح الشرقية لجبال «مريس» الشاهقة ، ويبعد عن قرية «هجار جيشان» بنحو 2 كم غربا وكهف النابرة هو عبارة عن أخدود صخري يصل عمقه في الجبل حوالي 7.50 متر، وبطول 22 مترا تقريباً، وارتفاع 3.30 متر، ويعتبر اكتشاف هذا الكهف من أهم الاكتشافات الأثرية التي توثق لجزء هام من تاريخ وحضارة الإنسان اليمني القديم. وترجع أهمية هذا الكهف إلى احتو ائه على كمية كبيرة من الرسوم التي يتجاوز عددها أكثر من 200 منظر، وهي توثق لتنوع وتعدد المواضيع الفنية في حياة الإنسان اليمني القديم، كما أن الألوان المستخدمة في هذه الرسوم تؤكد بأنها رسمت في فترات تاريخية مختلفة. طمس المعالم الآثرية وخلال زيارتنا لكهف النابرة وجدنا أن هناك الكثير من الرسوم قد تم طمسها والعبث فيها. بالإضافة إلى هذا الكهف توجد العديد من الكهوف الأثرية، مثل كهف «جوف القرود» و«جرف الإبل»، ولكن معظم رسومات هذه الكهوف تعرضت للعبث والطمس، الأمر الذي أفقدها الكثير من جمالها. وقال حافظ مزيدة مدير مديرية قعطبة في تصريح ل «الخبر» : «انه تم زيارة مدينة جيشان الأثرية من قبل فريق قام بتكليفه ومن ثم تم الرفع بخصوص آثار جيشان إلى وزير الثقافة والسياحة للإهتمام بهذه المعالم الأثرية ولكن للأسف الشديد لم تحدث أي استجابة». وحول طمس المعالم الحضرية واستحداث الطرقات وبناء المنازل على بعض من هذه الأماكن قال «انه لم يتلقى أي بلاغات من المواطنين بهذا الخصوص». الكاتب الصحفي أحمد الضحياني يقول إن اكتشاف هذا الكهف وتعدد المواضيع الفنية فيه قد جعل اليمن في الصف الأول من البلدان التي ازدهر فيها هذا الفن من المحفورات الصخرية والرسوم الملونة في المأوى الصخري. ودعا الضحياني في حديثة ل «الخبر» وسائل الإعلام لزيارة هذا الموقع الأثري شاكرا موقع «الخبر» على هذه الزيارة التاريخية والذي قال انه أول وسيلة إعلامية تصل جيشان الآثرية لنقل معالهما وما تتعرض له إلى جهات الإختصاص. ومن الجدير الإشارة إليه أنه لم يتبق من مدينة جيشان الأثرية سوى أنقاض مبان بعضها ظاهر والبعض مدفون تحت الأرض، ومازالت جدران بعض مبانيها فوق الأرض في ارتفاع يصل إلى مترين، فيما أغلب المباني قد خربت وتحولت إلى مدرجات زراعية، كما تم شق طريق للسيارات تؤدي إلى قمة الهضبة، ونجم عنها طمس كثير من المعالم الأثرية للمدينة منها تخريب النقوش والرسوم كما هو موجود في كف النابرة.