قال جوزيف سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم اليوم الجمعة إنّ ال"فيفا" خرج من واحدة من أكثر فتراته اضطراباً، ويضع الآن أعلى معايير الإدارة في الرياضة العالمية. وفي الكلمة الرئاسية أمام وفود 208 من بين 209 أعضاء في الاتحاد الدولي أثناء المؤتمر السنوي رقم 63 للفيفا قال بلاتر إنّ عملية الإصلاح واسعة النطاق التي بدأت منذ عامين غيّرت من شكل المنظّمة، لكنّ الكفاح ضد العنصرية والتلاعب بالنتائج لا يزال قائماً. كما مرّرت الجمعية العمومية "كونغرس" للفيفا في اجتماعها قواعد أكثر صرامة فيما يتعلّق بداء العنصرية، ومنها عقوبات الإيقاف خمس مباريات للاعبين ومسؤولي الفرق إضافة لهبوط الأندية التي تتورّط جماهيرها في أعمال تتّسم بالتمييز العنصري. وأشار بلاتر إلى أنّ أمله كان ينصبّ على قواعد "توجّه رسالة وإشارة قوية إلى العنصريين بأنّ وقتهم زال بالفعل". وأصبحت الأندية التي توجّه جماهيرها هتافات أو إهانات عنصرية مهدّدة بتوجيه تحذير إليها أو فرض غرامة مالية أو إقامة مباراة لها دون جماهير، وذلك عند حدوث هذا الانتهاك للمرة الأولى. بينما ستكون هذه الأندية معرّضة لخصم نقاط مع تكرار هذه الأفعال. وفي حالة تكرارها مجدّداً، يعاقب النادي بالإقصاء من البطولة أو إنزاله لدرجة تالية في مسابقة الدوري ببلاده. ويعاقب اللاعبون والمدربون ومسؤولو الفرق والذين يُدانون بأعمال عنصرية بالإيقاف خمس مباريات على الأقل، وهي العقوبة التي كانت تفرض سابقاً في مباريات المنتخبات فحسب، علماً بأنّ هذه العقوبة هي نصف العقوبة التي أقرّها كونغرس الاتحاد الأوروبي للعبة "يويفا" لنفس الانتهاكات وذلك في اجتماعه الأخير. وقال بلاتر إنّ العديد من الأحداث المخزية هذا العام "ألقت بظلال قاتمة على كرة القدم والمجتمع بأكمله". وذكر السويسري البالغ عمره 77 عاماً: "مررنا بوقت صعب كان اختباراً لعالم كرة القدم وهؤلاء الذين يعملون فيها كقادة، أودّ أن أقول إنّنا نجحنا في الانحناء أمام العاصفة". وأضاف: "خرجنا من المياه المضطربة وصرنا أقوى، والآن بوسعنا التطلّع نحو المستقبل". وأكّد بلاتر أنّه مهما كان ما قاله المنتقدون فإنّ الفيفا تعامل مع المشكلات التي واجهته. ودشّن بلاتر عملية إصلاح بعد أزمة مرّ بها الاتحاد الدولي في أعقاب التصويت على استضافة كأس العالم عامي 2018 و2022 والفضيحة التي أحاطت بانتخابات الرئاسة في 2011. عقّب بلاتر في هذا الشأن قائلاً: "نعم تعيّن علينا التغيير كان يجب علينا الرد على أسئلة صعبة والقتال ضد مقاومة حتى داخل مجتمعنا من أجل لعبة أفضل، الأمر مؤلم، كنّا بمنزلة فريق كرة قدم تأثّرنا لكن في النهاية جنينا الثمار". وتابع: "هذه الإصلاحات الشاملة ستغيّر منظّمتنا إلى الأفضل، وستجعلها في مقدّمة معايير الإدارة في عالم الرياضة". وتتركّز آخر الانتقادات الموجّهة إلى عملية الإصلاح على استبعاد اقتراح لوضع حدّ للسن لمن يشغلون مناصب عُليا في الفيفا من جدول أعمال المؤتمر السنوي. واستخدم بلاتر أيضاً كلمته في افتتاح المؤتمر السنوي للهجوم على نحو غير مباشر على الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، كونه على خلاف معه حول الإصلاحات المتعلّقة بوضع قيود على السن. وأبلغ بلاتر الوفود: "الفيفا مبنيّ على التضامن والديمقراطية، إنّه شعار دولة واحدة وصوت واحد، لكنّ إصلاح منظّمة كبيرة لا يتعلق بأوامر شخص واحد أو جماعة مؤثرة، بل يتعلّق برغبات 209 من الأعضاء يسيرون معاً في تناغم". 89 مليون دولار أرباح الفيفا في 2012 وفي سياق متّصل، أعلنت اللجنة المالية صلب المنظّمة أنّ الفيفا أنهى عام 2012 على أرباح تبلغ 89 مليون دولار. وأكّد الأرجنتيني خوليو غروندونا نائب رئيس الفيفا رئيس اللجنة المالية بالاتحاد، أمام الجمعية العمومية للفيفا في موريشيوس اليوم، "رغم الأزمة الاقتصادية العالمية، كان التطور في الدخل مثلما كان متوقّعاً". وأوضح غروندونا، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس الاتحاد الأرجنتيني للعبة: "النتائج الإيجابية تنعش ثقتنا في النصف الثاني من فترة ولايتنا". وأشار غروندونا (81 عاماً) في كلمته المقتضبة أمام كونغرس الفيفا إلى أنّ خطة الفيفا لحماية الأندية تمثّل أحد "إنجازات" الفيفا. وقال: "من خلال هذا البرنامج، تحصل الأندية على تعويضات مالية في حالة إصابة اللاعبين خلال مشاركتهم مع منتخبات بلادهم". وترك غروندونا التفاصيل للمدير المالي بالفيفا ماركوس كاتنر الذي قدّم بعض الأرقام الحسابية حيث أوضح أنّ عائدات الفيفا في 2012 بلغت 1166 مليون دولار وأنّ النفقات بلغت 1077 مليون دولار. وأشار كاتنر إلى أنّ الاحتياطي النقدي للفيفا ارتفع إلى 1378 مليون دولار وأنّ ميزانية الفيفا لعام 2014 تتوقّع عائدات تبلغ 1080 مليون دولار.