ثلا مدينة أثرية وتاريخية تقع في شمال غرب العاصمة صنعاء وتبعد عنها بحوالى 45 كم ومن شواهد قدم هذه المدينة ماتبين من وجود مقابر فيها تتكون من عدة طبقات. وما ذكرته الكتب والمصادر عن نشأة سورها العظيم وقصورها العالية وحصنها الاثري ومساجدها التاريخية وبركها المنحوتة في الصخر وسوقها الموغل في القدم. ويعتبر حصن ثلا اليمني أحد أقدم المواقع الأثرية في اليمن ، حيث يرجع تاريخه إلى مملكة سبأ، ويختلف عن كل التحصينات الأثرية الأخرى. ويوجد هذا الحصن بمدينة ثلا على بعد 45 كيلومترا من العاصمة صنعاء. وفي أعلى الحصن أبراج منيعة وداخل أسواره خزانات للمياه ومخازن للحبوب والمواد الغذائية ومساحات صغيرة كانت تستخدم في الزراعة. وأعلنت شبكة الأغا خان للتنمية في 30 أبريل/نيسان الماضي قائمة المشاريع العشرين المرشحة لجائزة الأغا خان الدولية للعمارة في دورتها لعام 2013 وضمت القائمة مشروع ترميم حصن ثلا التاريخي أحد أقدم المواقع الأثرية في اليمن والقائم بمدينة ثلا على بعد 45 كيلومترا من العاصمة صنعاء. الجائزة تمنحها شبكة الأغا خان للتنمية التابعة لمؤسسة الأغا خان التي أنشأها الزعيم الروحي للطائفة الإسماعيلية عام 1967 وتبلغ قيمة الجائزة مليون دولار أميركي. ويقول خالد الزهيري المسؤول بالسلطة المحلية لمدينة ثلا «قمة الحصن لا يمكن أن يتم حصارك في داخل هذا الحصن حيث يوجد الماء ومدافن الحبوب والأرض الزراعية والتحصينات.. ولذلك ومهما استمرّ الحصار فإنه لن يقدر على ارغام المحاصرين داخل الحصن على النزول منه كما لا يمكن لأي قوة غازية أن تخترق الحصن لأنه لا يحتوي إلا على بوابة واحدة بينما الباقي هو سور عملاق من الأحجار». وذكر خبير الآثار عبده عثمان أن حصن ثلا بني قبل نحو 2500 سنة. وقال : «من خلال قراءتنا للنمط المعماري ومن خلال النقوش الموجودة والتمائم السبأية التي عثرنا عليها يعود (تاريخ مدينة ثلا) إلى منتصف القرن الأول قبل الميلاد أي بُني قبل نحو 2500 سنة». وأضاف : «يتكون (الموقع الأثري) من منشآت معمارية وأنظمة مياه أيضا وشبكة قنوات فيها أنفاق منحوتة في الصخر ، مشيرا إلى أن حصن ثلا يختلف عن كل الحصون والقلاع الأثرية الأخرى في اليمن». وبدأ الصندوق الاجتماعي للتنمية عام 2004 عمليات ترميم لمدينة ثلا وحصنها الذي يرتفع نحو 3000 متر عن مستوى سطح البحر. ونفذ مشروع الترميم على عدة مراحل وشمل تعبيد الطريق المؤدية إلى الحصن وإعادة إنشاء مدرجات الزراعة وبرك المياه وقنوات تجميع مياه الأمطار، كما تعاون الصندوق مع السلطات المحلية لوقف البناء في بعض أجزاء المدينة. وعثر خلال بعض مراحل عملية ترميم مدينة ثلا على آثار لم يكشف عنها سابقا مطمورة في الركام. وقال عبد الله الحضرمي مستشار المشروع «دخلنا في ترميم المدرجات الزراعية وترميم الأسوار في المنطقة، هذا إلى جانب إعادة تأهيل بركة المياه التي تشكل عنصرا مهما بالنسبة إلى المدينة في تغذيتها بالمياه للاستخدام اليومي». وفي أعلى الحصن أبراج منيعة وداخل أسواره خزانات للمياه ومخازن للحبوب والمواد الغذائية ومساحات صغيرة كانت تستخدم في الزراعة. وتشير النقوش على الآثار التي اكتشفت أسفل الحصن إلى أنها ترجع إلى عصر مملكة سبأ. وكان بعض السلاطين والأئمة الذين حكموا اليمن قديما يتمركزون في حصن ثلا ويسيطرون منه على المناطق المحيطة به.