يعتبر حصن ثلا اليمني أحد أقدم المواقع الأثرية في اليمن. ويوجد هذا الحصن بمدينة ثلا على بعد 45 كيلومترا من العاصمة صنعاء. وفي أعلى الحصن أبراج منيعة وداخل أسواره خزانات للمياه ومخازن للحبوب والمواد الغذائية ومساحات صغيرة كانت تستخدم في الزراعة.
ويقول خالد الزهيري المسؤول بالسلطة المحلية لمدينة ثلا "في قمة الحصن لا يمكن أن يتم حصارك في داخل هذا الحصن حيث يوجد الماء ومدافن الحبوب والأرض الزراعية والتحصينات.. ولذلك ومهما استمرّ الحصار فإنه لن يقدر على ارغام المحاصرين داخل الحصن على النزول منه كما لا يمكن لأي قوة غازية أن تخترق الحصن لأنه لا يحتوي إلا على بوابة واحدة بينما الباقي هو سور عملاق من الأحجار."
ويؤكد خبير الآثار عبده عثمان أن حصن ثلا اليمني بني قبل نحو 2500 سنة.
وأضاف عثمان "من خلال قراءتنا للنمط المعماري ومن خلال النقوش الموجودة ومن خلال التمائم السبأية التي عثرنا عليها، يعود (تاريخ مدينة ثلا) إلى منتصف القرن الأول قبل الميلاد أي إلى 2500 سنة خلت".
وذكر عثمان أن حصن ثلا يختلف عن كل التحصينات والقلاع الأثرية الأخرى في اليمن.
وأشار إلى أنه "يتكون (الموقع الأثري) من منشآت معمارية وأنظمة مياه أيضا وشبكة من القنوات مرتبطة بها وأيضا فيها أنفاق منحوتة في الصخر."
وكانت شبكة الأغا خان للتنمية قد ضمت مشروع ترميم حصن ثلا التاريخي في قائمتها للمشاريع الأثرية العشرين المرشحة لجائزة الأغا خان الدولية للعمارة في دورتها لعام 2013
الجائزة تمنحها شبكة الأغا خان للتنمية، التابعة لمؤسسة الأغا خان التي أنشأها الزعيم الروحي للطائفة الإسماعيلية عام 1967.
وتبلغ قيمة الجائزة مليون دولار أميركي.
وبدأ صندوق التنمية الاجتماعي اليمني العام 2004 عمليات ترميم لمدينة ثلا وحصنها الذي يرتفع نحو 3000 متر عن مستوى سطح البحر.
ونفذ مشروع الترميم على عدة مراحل وشمل تعبيد الطريق المؤدية إلى الحصن وإعادة إنشاء مدرجات الزراعة وبرك المياه وقنوات تجميع مياه الأمطار.
كما تعاون الصندوق مع السلطات المحلية لوقف البناء في بعض أجزاء المدينة.
وعثر خلال بعض مراحل عملية ترميم مدينة ثلا على آثار لم يكشف عنها سابقا مطمورة في الركام.
وقال عبد الله الحضرمي مستشار المشروع "حصرنا المخالفات في المنطقة الشمالية الشرقية عند منطقة المياح.. في نفس الوقت دخلنا في ترميم المدرجات الزراعية وترميم الأسوار في هذه المنطقة إلى جانب إعادة تأهيل بركة المياح والتي تشكل عنصرا مهم بالنسبة للمدينة في تغذيتها بالمياه للاستخدام اليومي."
وتشير النقوش على الآثار التي اكتشفت أسفل الحصن إلى أنها ترجع إلى عصر مملكة سبأ.
وكان بعض السلاطين والأئمة الذين حكموا اليمن قديما يتمركزون في حصن ثلا ويسيطرون منه على المناطق المحيطة به.