اختتمت في العاصمة التركية أنقرة الخميس اجتماعات للفصائل السورية المقاتلة، بحضور قادة وممثلين عن عدد من الألوية والكتائب القادمين من عدة مناطق سورية، بالاتفاق على تعزيز التعاون الميداني. وفيما يطلب الثوار "أسلحة نوعية" من "أصدقاء سوريا"، تقول فرنسا إنها لن تسلم أسلحة "توجه إليها". يأتي ذلك وسط تحذير روسي وتقارير تؤكد أن موسكو أعدت دفعة من المقاتلات للحكومة السورية. وقال قائد هيئة أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس للجزيرة إن التنسيق يشمل الكتائب التي لا تنضوي تحت قيادة الأركان، وأوضح أن هذا الاجتماع لا يرتبط بما صدر عن واشنطن بخصوص تسليح المعارضة السورية. وأضاف إدريس أن القادة العسكريين والثوريين لا يتطلعون إلى مناصب، ولا يطرحون أنفسهم بديلا سياسيا، وأكد أن هناك مرحلة اتفق عليها بين الائتلاف الوطني المعارض والفصائل المسلحة لما بعد سقوط النظام. من جانبه قال القائد العسكري في كتائب أحرار الشام، عبد الحكيم أبو عمر للجزيرة إن الفصائل التي تقاتل في الداخل السوري اتفقت خلال اجتماعها في أنقرة على تعزيز التعاون الميداني في ما بينها والتنسيق مع رئاسة الأركان بقيادة اللواء إدريس. وناقش الاجتماع سبل تعزيز التعاون والتنسيق بين الفصائل المقاتلة وتوحيد جهود أعمال الدعم العسكري واللوجستي وتحديد الخطط الأنسب لمواجهة التقدم العسكري لقوات النظام المدعومة بقوات حزب الله اللبناني. يأتي ذلك بينما يستمر الجدل على المستوى السياسي بين الأطراف الدولية بشأن مسألة تسليح ثوار سوريا، وقبل يومين من اجتماع "أصدقاء سوريا" في العاصمة القطرية الدوحة الذي تشارك فيه كل من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا والأردن والسعودية وقطروالإمارات وتركيا ومصر. وقال الجيش الحر إنه سيطلب من أصدقاء سوريا "أسلحة نوعية"، وتعهد بأن لا تصل هذه الأسلحة "أبدا إلى أيدي متطرفين"، وفق ما نقلت الوكالة الفرنسية عن متحدث باسم المنسق الإعلامي والسياسي للجيش السوري الحر لؤي مقداد. كما أعلن مقداد أن الجيش الحر سيطلب من أصدقاء سوريا أن تمده خصوصا بصواريخ محمولة مضادة للطيران وللدروع، وبإقامة منطقة حظر جوي. استبعاد فرنسي غير أن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس استبعد الخميس في باريس تسليم الثوار السوريين أسلحة يمكن أن "توجه إلى فرنسا"، وقال في لقاء مع صحفيين "نحن لا نسلم أسلحة لكي يتم توجيهها إلينا، وهذا واضح". وأضاف فابيوس أن بلاده تساعد من يقاومون النظام السوري للوصول إلى حل سياسي، وأضاف قائلا "لكن بالنسبة للأسلحة، من غير الوارد تسليم أسلحة في ظروف غير مؤكدة في ما يتعلق بنا". مشيرا إلى أن ذلك هو أحد الأسباب التي تدعو فرنسا إلى إجراء مشاورات مع اللواء سليم إدريس. وكشف الوزير الفرنسي أنهم سيحاولون في الدوحة استعراض الوضع على الأرض، وأنهم سيرون كيف يمكنهم مساعدة التحالف والوصول إلى وضع سياسي. وبشأن مشاركة إيران في مؤتمر جنيف 2 للسلام في سوريا، قال فابيوس إن طهران إذا أرادت المشاركة فعليها أن تقبل بتشكيل حكومة انتقالية، رافضا أي تغيير في موقف باريس حول المشاركة الإيرانية. يأتي ذلك بينما صرح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الثلاثاء في ختام قمة مجموعة الثماني أنه إذا كان الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني "سيكون مفيدا فنعم نرحب به" في جنيف 2. تحذير روسي من جهتها، حذرت روسيا الغرب الخميس من أن الأسلحة المخصصة لقوات المعارضة السورية سوف ينتهي بها الحال في أيدي "المتطرفين". وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف إن جبهة النصرة سوف تحصل على الأسلحة المخصصة للمعارضة. وأضاف -في حوار مع قناة روسيا 24- أن جبهة النصرة هي التي سوف توزع أغلبية الأسلحة التي تصل إلى سوريا، حسب ما نقلت وكالات الأنباء الروسية. وبخصوص صواريخ "إس 300″ المضادة للطائرة التي تعتزم روسيا تسليمها للنظام السوري وفق صفقة سابقة، أكد وزير الخارجية الروسي أن موسكو "تنفذ كافة صفقاتها"، مشيرا إلى أن هذه الصفقة "لم تنفذ بعد بالكامل". غير أن تقريرا لوكالة (نفوستي) الروسية للأنباء أورد الخميس أن مجموعة من طائرات قتالية تدريبية روسية جاهزة للتوريد لسورية. أما النظام السوري، فقد اتهم الخميس مصر بالاشتراك في "سفك الدم السوري"، تعليقا على دعوة "رابطة علماء المسلمين" خلال مؤتمر عقد مؤخرا في القاهرة إلى "وجوب الجهاد" في سوريا، معتبرا فتاوى الجهاد الصادرة من علماء في دول عربية عدة "تحريضا على الإرهاب". وجاء ذلك في ثلاث رسائل وجهتها وزارة الخارجية السورية إلى رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة ولجنة مجلس الأمن لمكافحة الإرهاب.