يلتقي أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الاثنين "الاسرة الحاكمة واهل الحل والعقد"، في اجتماع يأتي بعد انباء عن عزمه على تسليم السلطة لنجله ولي العهد الشيخ تميم. وذكرت مصادر إعلامية قطرية أن "أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني يلتقي الأسرة الحاكمة وأهل الحل والعقد، وسط أنباء عن نية تسليم السلطة لولي عهده الشيخ تميم". وقالت مصادر خليجية على اتصال بأجنحة عدة في العائلة الحاكمة في قطر إن الشيخ حمد يرغب بالفعل في تكريس سابقة خليجية، بل عربية. وأوضحت المصادر أن الخطوة ستعقبها "تغييرات كبيرة على السياسة الداخلية بما في ذلك مجلس نواب منتخب بالكامل ومشاركة في القرار السياسي وبشكل تدريجي، وسيتم بناء عدد من مؤسسات المجتمع المدني التي تساهم في تعزيز الديمقراطية في قطر." وقد أعلن أمير قطر في منتدى الدوحة الأخير أن من يرفض الإصلاح والتغيير ولا يستوعب حقائق العصر ومتطلبات المجتمعات الحديثة "سوف تغيره ضرورات التاريخ" معتبرا أن المشاركة السياسية في إدارة الشأن العام "هي أحد الأهداف الرئيسية للإصلاح الذي تنادي به الشعوب في العالم العربي، وأنّ التغيير والعملية الديمقراطية أكثر من مجرد إدلاء الأصوات في صناديق الاقتراع." وصرّح: "يجب أن لا ننسى أن شيوع الفقر والبطالة وغياب العيش الكريم وانتهاك حقوق الإنسان في ظلّ أنظمة الحكم التي تتميّز بالتسلّط والقمع والفساد، كانت هي القوة الدافعة للثورات العربية التي تستهدف ومازالت المشاركة الشعبية في صنع القرارات السياسية والاقتصادية." وذكرت صحيفة «تايمز اوف انديا الهندية» أن التقارير تشير لاحتمال تنازل الأمير، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، عن السلطة لابنه، الشيخ تميم، حيث من المتوقع أن يلتقي خلال الساعات المقبلة الأسرة الحاكمة و"أهل الحل والعقد." واتفق دبلوماسيون ومسؤولون بأن هناك عملية لنقل السلطة في الدولة الخليجية الصغيرة الغنية بالنفط التي تلعب دورا كبيرا في العالم العربي.. فالأمير، 61 عاماً، الذي جاء للسلطة عام 1995، بعد انقلاب على والده، ساعد في تحويل البلاد إلى صوت قوي في الخليج والمسرح الدولي. واعتبر أمير قطر بعد نصائح وجهتها له زوجته الشيخة موزة المسند أنّ من مصلحته توريث نجله تميم، الذي يشغل حاليا موقع ولي العهد، فيما لا يزال على قيد الحياة. وتخشى الشيخة موزة من أن لا يتمكن تميم من تولي مهماته في غياب والده خصوصا أنّ الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء ليس على استعداد للتعاطي بمرونة مع ولي العهد الحالي، كما الحال مع والده، الامير الحالي. ويعتبر الشيخ حمد بن جاسم نفسه شريكا في السلطة نظرا الى أنه كان الى جانب الشيخ حمد بن خليفة لدى انقلابه على والده في العام 1995. وارتأت الشيخة موزة أن يترك الشيخ حمد موقع الامير مع الشيخ حمد بن جاسم وذلك كي يتمكن ولي العهد من تشكيل حكومة جديدة لا سلطة فيها لرئيس الوزراء السابق على أيّ وزير. وحرصت وسائل الاعلام المؤيدة لقطر في الفترة الاخيرة على نشر مقالات وتعليقات وانباء عن قرب تخلي الامير عن السلطة. وكان التركيز في المقالات والتعليقات والانباء على أن الشيخ حمد بن خليفة لم يكتف ببناء دولة حديثة تمتلك دورا اقليميا مميّزا، بل ينوي "اعطاء دروس للحكام العرب والخليجيين في كيفية تنظيم عملية الانتقال السلمي للسلطة من جيل الى آخر بعيدا عن العنف". لكنّ مصادر خليجية قالت أن كلّ ما صدر من تسريبات عن الدوحة يصبّ عمليا في عملية تغطية واسعة لنقل السلطة من الاب الى الابن من جهة والتخلص من رئيس الوزراء من جهة اخرى تحت شعار "جئنا معا ونرحل معا". وأوضحت هذه المصادر أنّ ليس في الامكان الاستخفاف بوليّ العهد المدعوم من اشقائه وشقيقاته. وأشارت في هذا المجال الى أنّ الشيخ تميم يمتلك شخصية قويّة وأنّه لا يمكنه القبول بتولي موقع الامير من دون أن يكون صاحب الكلمة الاولى والاخيرة في البلد. وهذا يعني بطبيعة الحال أن يكون مطلق الصلاحية في تشكيل الحكومة التي يريدها وأن يضع على رأسها الشخص الذي يريده. وهذا يعني آليا ذهاب الشيخ حمد بن جاسم بن جبر الى منزله. وليس السؤال في قطر حاليا هل يستقيل حمد بن جاسم أم لا. بل متى يستقيل؟ هل يحصل ذلك مع اعلان الامير تخليه عن موقعه لوليّ العهد أم بعد ذلك؟ وكان الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قد تولى مقاليد الحكم في 27 يونيو/حزيران 1995 إثر انقلاب أبيض على والده الشيخ خليفة أثناء غياب الأخير في سويسرا. الأب خليفة بن حمد آل ثاني أيضا كان قد أطاح بحكم ابن عمه بانقلاب، فبعد استقلال قطر عن بريطانيا عام 1971 كانت تحت حكم الشيخ أحمد بن علي آل ثاني الذي أطيح به بانقلاب عسكري نفذه ابن عمه الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني. وقام خليفة بتوطيد حكمه عن طريق تسليم مفاصل الدولة لأولاده، ولم يتوقّع أن تأتيه الضربة من ابنه البكر "حمد". ولاشك أن قطر ازدهرت في ظل حكم الشيخ حمد الذي قام بتوثيق العلاقات مع مختلف دول العالم، وخاصة إسرائيل والولايات المتحدة التي منحها مساحة كافية في قطر لإنشاء قاعدة السيلية أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، والتي ساهمت بشكل كبير في الحرب الأمريكية على العراق وأفغانستان. وفي تصريح له بهذا الخصوص قال إنه لو خرج الأمريكيون من قطر فإن "الأخوة العرب سيحتلونها".