أقيم بمحافظة تعز فعالية توعية بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، نظمتها مكتب منظمة زمالة المدمنين المجهولين بالتعاون مع مؤسستي تمدين شباب والعدالة للمحاماة والاستشارات القانونية ومستشفى الأمراض النفسية والعقلية بالمحافظة. وفي الفعالية التي أقيمت في قاعة منتدى مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة تحت شعار "يمن بلا مخدرات"، أكد شوقي هايل محافظ محافظة تعز أن المخدرات من أهم المواضيع التي يفترض أن تأخذ أولوية خاصة لدى الجميع. مشيرا إلى أن المخدرات يتم تهريبها عن طريق السواحل المفتوحة وليس هناك استيراد رسمي. وأضاف: «المصيبة الكبرى أن لدينا سواحل مفتوحة ولا يوجد مكافحة تهريب وأعتقد أن أسهل مواد يمكن تهريبها هي مادة الحبوب المخدرة ولم أتخيل أن نصل في اليمن وفي تعز على وجه الخصوص إلى ما نحن عليه اليوم من مصيبة في هذا الجانب والغريب ان هذه الآفة تستهدف الدول الفقيرة والطبقات الفقيرة فيها». وتابع قائلا : «المخدرات هي عبارة عن مافيا ويوجد ثلاثة أنواع من الحبوب المخدرة حيث أصبحت تعز هي المستقبل الرئيسي للعينات المهربة والكثير من الحوادث في تعز يقودها أشخاص محببين ومعالجة هذه المشكلة لن تتم في يوم عالمي ولكن تأتي بتعاون الجميع وحرص الأسرة والمجتمع». مؤكداً أن مسؤولية حماية السواحل تقع على عاتق وزارة الدفاع ووزارة الداخلية ، لافتا إلى أن الوزارتين لو وضعت هذا الموضوع نصب أعينها ما دخلت المخدرات إلى البلاد كما أن المركزية الشديدة في الجانب المالي تعيق أي توجه لمعالجة مثل هذه القضايا. ونوه المحافظ شوقي إلى أن كل كرتون يدخل اليمن عن طريق التهريب معروف من يدخله ومن يوزعه ومن يستلم والسؤال متروك للجيش.؟ من جانبه قال الدكتور طالب غشام مدير مستشفى الأمراض النفسية إن «هذا اليوم العالمي لمكافحة المخدرات والذي كان يمر علينا ولسنوات عديدة دون أي اهتمام إلى أننا في الفترة الأخيرة وبعد أن داهمنا الخطر وتحول بلدنا الحبيب من ممر وترانزيت للمواد المخدرة بعبورها إلى دول الجوارإلى بلد مستهلك لها وللأسف الشديد، وذلك لأننا نمتلك ساحل بطول "2500كم ". مشيرا إلى أن الانفلات الامني في الفترة الاخير وكثرة الازمات المتلاحقة وعدم اعتماد استراتيجية حقيقة وعلمية لمكافحة المخدرات كل ذلك ساهم في جعل هذا الخطر يداهمنا، ذلك الخطر الذي يشكل كارثة انسانية حتمية في حالة عدم إتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهته». منوها إلى أن «التلازم العضوي بين دوافع الجريمة وتعاطي المخدرات يحتم علينا الوقوف وبجدية أمام هذه القضية على إعتبار أن المخدرات تشكل الدرجة الثالثة لدوافع الجريمة». فيما أشار الدكتور عبد الله الصوفي مدير مكتب زمالة المدمنين المجهولين باليمن إلى أن اليمن صادقت مع أغلب دول العالم في مثل هذا اليوم على الوثيقة الدولية التي أكدت على أن يكون هذا اليوم يوم عالمي لمكافحة المخدرات التي تسبب غالباً ظاهرة الإدمان . لافتا إلى أن جهود منظمة الزمالة التوعوية التي تستهدف كافة الجهات الحكومية والخاصة للتوعية بخطورة انتشار هذه الآفة .. فيما تتبنى المسار الأخر من خلال استقبال الحالات المدمنة والعمل على معالجتها وإعادة تأهيلها وإدماجها في المجتمع باتباع برنامج زمالة المدمنين المجهولين العالمي.. وأشار إلى عدد الحالات الإدمانية التي تلقتها المنظمة بلغت 27 حالة، حالة واحدة في تخضع للعلاج في الوحدة، وذلك لشحة الامكانيات. تخلل الفعالية تقديم ثلاث أوراق عمل حول المخدرات للدكتور عبد العزيز الأصبحي والدكتور محمد عبد الرب المحمدي إلى جانب فلاشات توعوية . كما ألقى الشاعر نبيل الحكيمي قصيدة جسدت حجم المعاناة والمأساة المترتبة على المخدرات. الجدير ذكره أن كلمة المخدر بضم الميم وفتح الخاء وتشديد الدال المكسور تأتي من الخدر أو الستر ومن هنا أطلق أسم المخدر على كل ما يستر العقل و يغيبه وكلمة مخدر ترجمة لكلمة (Narcotic) المشتقة من الاغريقية (Narcosis) وكلمة مخدرات (Narcotics) يدل على الأفيون ومشتقاتها. وقد عرفتها لجنة المخدرات بالأمم المتحدة بأنها كل مادة خام أو مستحضر يحتوي على عناصر منومة أو مسكنة من شأنها أن تودي إلى حالة من التعود أو الإدمان عليها .