هطلت الأموال الخليجية دفعةً واحدة على مصر بالمليارات ، فبعدما أعلنت السعودية أنها ستقدم حزمة مساعدات لمصر بخمسة مليارات دولار، والإمارات مدّها بثلاثة أخرى، أعلنت الكويت تقديم مساعدات عاجلة بقيمة أربعة مليارات دولار لمصر، ما يرفع حجم ما قدمته ثلاث دول خليجية للإدارة الجديدة في القاهرة الى 12 مليار دولار خلال يومين. وقال وزير الدولة الكويتي للشؤون الحكومية، الشيخ محمد عبد الله الصباح، إن المساعدة تتكون من مليار دولار هبة، ووديعة بملياري دولار في المصرف المركزي المصري، ومليار دولار مشتقات نفطية، لتضاف الى خمسة مليارات قدمتها الثلاثاء السعودية وثلاثة مليارات من دولة الإمارات. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن الصباح قوله «وافق مجلس الوزراء بموجب تعليمات من الأمير (الشيخ صباح الأحمد الصباح) على مساعدة عاجلة لأشقائنا في مصر». وأوضح أن المشتقات النفطية وقيمتها مليار دولار سيتم تزويد مصر بها مجاناً. وكان الملك عبد الله بن عبد العزيز قد أمر بحزمة مساعدات لمصر بقيمة خمسة مليارات دولار، موزعة بين منح نقدية وأخرى عينية ووديعة مصرفية، وذلك لمواجهة «التحديات التي يواجهها الاقتصاد المصري». وتتضمن المساعدات مليار دولار منحة نقدية، ومليارين منحة عينية تتمثل بمنتجات بترولية وغاز، بالإضافة الى ملياري دولار وديعة لدى البنك المركزي بدون فوائد. كما أعلنت الإمارات مساعدة للقاهرة بقيمة ثلاثة مليارات دولار تتضمن هبة قيمتها مليار دولار ووديعة من دون فائدة بملياري دولار في البنك المركزي المصري. ولطالما اتهمت هذه الدول الخليجية الثلاث جماعة «الإخوان» المسلمين بتهديد أنظمتها والعمل على زعزعة استقرار دولها، كما تم ضبط مجموعة من الخلايا، في الإماراتوالكويت خاصة، قيل إنها مرتبطة بالتنظيم الدولي للإخوان، وتسعى إلى إطاحة الأنظمة الخليجية. في غضون ذلك، أكد رجال أعمال سعوديون عزمهم ضخ استثمارات جديدة فى مصر، متى اتضحت الرؤية المستقبلية، واستقرت الأوضاع الأمنية. وقال رئيس مجلس إدارة مجموعة «ريادة»، محمد بن فيصل آل صقر، إن المجموعة تعتزم ضخ استثمارات جديدة في مصر بمجرد استقرار الأوضاع السياسية والأمنية، بحسب ما نقلت صحيفة «اليوم السابع». وأكد آل صقر، وهو عضو مجلس إدارة أعمال المجلس السعودي المصري، أن مجموعة «ريادة» ضَخَّت استثمارات في ظل الأزمة التي عاشتها مصر بعد ثورة «25 يناير» 2011، وبالتالي من الطبيعي أن يضخوا استثمارات جديدة في مصر متى استقرت الأوضاع. ووفقاً لبيانات مجلس الأعمال المصري السعودي، فإن نحو 1800 رجل أعمال سعودي يمتلكون استثمارات في مصر بنحو 27 مليار دولار، أهمها في قطاعات الصناعة والسياحة والعقارات والخدمات. بدوره، توقع رئيس مجلس الأعمال السعودي المصري، عبد الله بن محفوظ، ضخ استثمارات سعودية في مصر خلال 2013 بمعدل أعلى من السنوات الخمس الماضية، البالغ 1.2 مليار ريال (320 مليون دولار). إلى ذلك قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الأربعاء، إن أموال الخليج تهرول إلى مصر على جثث الإسلاميين، لمنع عودتهم إلى الحكم مجددا. وأوضحت الصحيفة في تقرير لها أن أثرياء النفط العرب في الخليج يهرولون لتقديم رؤوس الأموال الضخمة التي بدأوا يغدقون بها على القادة الجدد في القاهرة، في إجراء فوري يمنع الإسلاميين من العودة للحكم مرة أخرى. وأشارت الصحف الامريكية إلى الحقد الدفين تجاه ملوك النفط في الدول العربية تجاه الإخوان المسلمين لمنع صعودهم للسلطة بأي شكل من الأشكال، حيث أن بعض دول الخليج مثل الإمارات تورطوا في مؤامرة إسقاط مرسي كما فعلوا من قبل مع صدام. وأضافت الصحيفة الأمريكية أن المليارات الخليجية التي تتوافد على مصر، تأتي بعد يوم واحد من المجزرة التي ارتكبتها قوات الجيش بحق العشرات من الإخوان المسلمين أمام الحرس الجمهوري. واعتبرت الصحيفة أن قرار دول الخليج بمنح مصر مساعدات مالية في شكل منح وقروض بقيمة 8 مليارات دولار، يهدف إلى تقويض منافسيهم الإسلاميين وتقوية حلفائهم في الشرق الأوسط، أكثر مما يهدف لدعم الحكومة الانتقالية في القاهرة.