وصفت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية ما يردده عدد من المسئولين الأمريكيين حاليا عن تعليق المساعدات الأمريكية لمصر بأنه غباءً شديدا. وأشارت المجلة إلى أن التوصيات بوقف المساعدات الأمريكية لمصر جاءت من كبار المسئولين في الولاياتالمتحدة، بمن فيهم "جون ماكين"، وكان الدافع وراء هذه التوصيات هو الإحباط من إدارة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" التي تتصرف بحماقة تجاه العالم العربي وخاصة مصر. وأضافت أن ذلك يأتي أيضاً من دافع القناعة بأن أمريكا يجب أن تقود المبادئ الناجمة عن إيمان بأجندة الحريات وحقوق الإنسان والتي لا تسمح بالإطاحة بحكومة منتخبة ديمقراطيا لمجرد الرغبة في التغيير دون دفع الثمن، لاسيما عندما ينص القانون الأمريكي على ثمن الانقلاب، ولذلك طالب بعض المسئولين بتعليق أو التهديد بتعليق المعونة العسكرية لمصر. وأوضحت المجلة الأمريكية أن جميع هذه الدوافع ليست مقنعة بما فيه الكفاية، حيث أن تعليق المعونة لن يساعد مصر ولا الولاياتالمتحدة خلال هذه الفترة الحرجة، والسبب أن هذه الفكرة ليست منطقية. وأشارت إلى أن الولاياتالمتحدة تعاملت مع دولة بوليسية لما يقرب من 30 عاما ولم تفعل شيء من أجل تعزيز احترام حقوق الإنسان والإصلاح الجاد، والآن قررت أمريكا أخيرا اتخاذ موقفا متشددا مع مصر خلال هذه المرحلة الحرجة، فليس هذا هو الوقت المناسب، حيث أن تعليق المعونة لن يخلق الديمقراطية في مصر. وقالت "فورين بوليسي" إنه إذا أرادت أمريكا أن تلعب دورا إيجابيا في العملية الديمقراطية في مصر، فينبغي عليها أن تعمل بهدوء مع الجهات الفاعلة في مصر حتى تدفعها لتكون مسئولة وشاملة وجادة ولا تعتبر نفسها فوق القانون بشكل يتضمن جماعة الإخوان المسلمين. وأضافت أن أمريكا ينبغي عليها أن تدافع عن مبادئها، وقبل كل شيء، يجب على الولاياتالمتحدة أن تتأقلم مع ما ينبغي أن يكون واضحا جدا أمامها، ألا وهو: الآن، أصبح الواقع المصري أكثر صلة وأكثر أهمية من الواقع الأمريكي.