يبذلون قصارى جهدهم ليعيشوا في فسحة المكان .. على ضفاف العاطفة الجياشة ترسوا حياتهم البسيطة , قصة كفاح في سبيل البحث عن موطن وكرامة مهدورة بفعل التمييز الطبقي ، إنهم المهمشين السود بالضالع لا قبيلة يستندون لها ولا دولة تؤويهم وترعاهم, يعيشون كغيرهم من بني جلدتهم, غير أنهم أكثر تضررا، زرناهم لنتلمس مشكلاتهم وأوضاعهم فوجدناهم يقطنون في منازل رديئة المأوى والحال مصنوعة من الطرابيل، حالة البؤس والعناء تبدوا شاخصة على وجوههم وأجسامهم , يعيشونها ابتداء من طرق الحصول على الرزق وانتهاء بمنازلهم. قصة كفاح وعناء في سبيل البحث عن وطن فيه أدنى كرامة ومساواة , فلا نبالغ إن قلنا أن هؤلاء المهمشين لم ينالوا حقوقهم الطبيعية حق المأكل والمسكن والمشرب وحق الوظيفة العامة , بل يتم التعامل معهم بطريقة العزل الاجتماعية التي أحرمتهم إدماجهم في أوساط المجتمع ويعانون تهميش المجتمع لهم وحرمان الدولة من حقوقهم الأساسية مما لجأ البعض منهم للشغل كعمال متعاقدين في صندوق النظافة والتحسين. مشكلات كثيرة ومتعددة يعانيها الأحرار السود في الضالع منها ما هو متعلق بالمجتمع وأخرى سببها تخلف الدولة بالقيام بواجبها بحق هؤلاء وها هم يوجهون صوتهم إلى الحكومة ولمحافظ محافظة الضالع بالنظر لقضيتهم ومشكلاتهم عاجلا ، ويطالبون بتوفير مساكن تقيهم حر الشمس وبرد الليل. عنصرية النظام السابق تجاه المهمشين ويتهم مهمشو الضالع النظام السابق بنهج سياسة العنصرية الفردية والجماعية تجاههم ومحاربتهم من الوظيفة العامة وجعلهم سلم إلى الوزارات والمجالس النيابية. ويقولون بأن وضعهم كما كان وضع الطبقات في أوربا رغم مغالطة النظام السابق وخداعه للمجتمعات الدولية ومنظمات المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان. وطالب المهمشون في ورقة قدموها إلى خيمة الحوار في الضالع بالاعتراف بهم كشريحة يمنية لها حقوق وعليها واجبات ، ورفع التهميش والعنصرية عنهم ومساواتهم بالوظيفة العامة ؛ إضافة إلى قيام مؤتمرات للتعريف بهم لسلامة الأجيال القادمة من كلمة سود وبيض والمؤاخاة بينهم. كما وطالبوا بعدم استخدامهم كسلاح في الانتخابات وغيره للصعود عليهم ودمجهم في العملية السياسية على مبدأ الرجل المناسب. وفي حفل تدشين خيمة الحوار بالضالع مطلع الأسبوع الماضي صرخ العديد من الأحرار السود في وجهه المحافظ ، معتبرين أن ذلك فرصتهم التاريخية كونهم لم يرونه حتى ساعتهم منذ تعيينه ، مطالبين إياه بحقوقهم المسلوبة وكرامتهم المهدورة. وأكدوا بأنه قد آن الآوان لنيلهم حريتهم الكاملة من أحلجل العيش بكرامة.