انتقد السياسي المصري أيمن نور، رئيس حزب "غد الثورة"، أمس الأربعاء، الدعوة التي أطلقها وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي للمصريين بالاحتشاد في الشوارع يوم الجمع المقبل، لإعطائه تفويضا في محاربة أي "إرهاب محتمل". وطلب السيسي في خطاب ألقاه، اليوم خلال حفل تخرج دفعتين جديدتين من كليتي البحرية والدفاع الجوي بمدينة الإسكندرية (شمال)، من المصريين "الشرفاء الأمناء" إلى النزول في مظاهرات الجمعة المقبل؛ كي يعطوه "تفويضا في مواجهة أي إرهاب محتمل". وجاءت دعوة السيسي في وقت يواصل فيه أنصار الرئيس محمد مرسي اعتصامهم في عدة ميادين وينظمون مسيرات للمطالبة بعودته. وتشهد هذه المسيرات اشتباكات بشكل شبه يومي مع معارضي مرسي؛ أوقعت قتلى وجرحى. وتعليقا على دعوة السيسي، قال أيمن نور في تغريده على حسابه على موقع التدوينات القصيرة "تويتر": "نطلب من الفريق السيسي سحب دعوته للتظاهر، أو يستقيل، ويخلع ملابسه العسكرية، وينزل لساحه العمل السياسي". وبعد قليل من خطاب السيسي، صرح المتحدث العسكري، العقيد أحمد علي، على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بأن دعوة السيسي ليست دعوة إلى ممارسة عنف موجهة ضد أي طرف، وإنما هي مبادرة ل"مواجهة العنف". وأعلنت أحزاب وتيارات سياسية أغلبها ليبرالية تأييدها لدعوة السيسي، ومن أبرزها: جبهة الإنقاذ الوطني (أكبر كيان من قوى وأحزاب سياسية رافضة لمرسي)، وجبهة 30 يونيو (تضم حركات دعت لمظاهرات 30 يونيو/حزيران الماضي)، وحركة تمرد (الجهة الرئيسية الداعية لتظاهرات يوم 30 حزيران الماضي)، والكنائس المصرية الثلاث. وبخلاف"التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب"، أعلنت جهات أخرى رفضها لتلك الدعوة، أغلبها ذات توجهات إسلامية، ومن أبرزها: الجبهة السلفية، وحزب النور (سلفي)، وحزب مصر القوية (إسلامي). واعتبر الرافضون أن دعوة وزير الدفاع المصري إنما هي دعوة إلى "حرب أهلية" بين مؤيدي ومعارضي الرئيس السابق، الذي أطاح به الجيش، بمشاركة قوى سياسية ودينية، في الثالث من الشهر الجاري.